تأويلات
مذهل حقا ذلك التأويل لكل ما يقترفه الإنسان مهما كانت بشاعته صارخة.. تأويلات لا تكاد تنضب وكأنها تستخرج من معين يصاحب المرء طوال حياته لا يكاد يفارقه..
مذهل حقا ذلك التأويل لكل ما يقترفه الإنسان مهما كانت بشاعته صارخة..
تأويلات لا تكاد تنضب وكأنها تستخرج من معين يصاحب المرء طوال حياته لا يكاد يفارقه..
معين للاستحلال التام والرضا المطلق عن النفس مهما تدنست وتقلبت في أوحال الشرور..
في كل مرة تكاد تجزم أن ليس ثمة مهرب أو مبرر هذه المرة وأنه أخيرا سيعترف بحقيقته ولو أمام نفسه..
لكنه يفاجئك من جديد..
لم يزل في جعبته الكثير من التأويلات والمبررات..
لا لن يعترف الآن أنه باغي..
لن تُقر بأنها ظالمة..
لن يُسلّموا أبدا بخطاياهم ولا حتى جرائمهم مهما فحشت ومهما كان قبحها أظهر من قيح طافح على وجه مشوه سافر يُطل عليك في يوم مشمس مباهيا بعاهته..
وهل يُباهَى بالتشوه والقبح؟!
هؤلاء يفعلون..
يُباهون بجرائمهم التي زينوها بالتبرير وجَمّلوها بالتأويل حتى ظنوا أنها شارات حسن ومنابع جمال وحيلة ودهاء..
لذلك لن يندموا..
ولن يصلُحوا..
طالما وجد لنفسه المبرر..
وطالما أقْنعَت نفسها أنها مضطرة وأن ليس في الإمكان أحسن مما كان ويكون وسيكون= فلا ندم ولا إصلاح ولا توبة..
فقط عند نضوب معين التأويل والتبرير؛ ربما يبدأ المرء حينئذ في الإصلاح..
لكنه للأسف لا ينضب..
ويا ليته يفعل..
يا ليته ينضب..
- التصنيف:
- المصدر: