مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون

منذ 2018-07-05

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر 77]

{فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} :

أمر الله عز وجل ووجه رسوله والمؤمنين معه بالصبر على الدعوة و الصبر على القيام بواجبات الدين , و طمأنه بأن وعد الله حق , و إن تأخر النصر في الدنيا فحتماً سيقع في الدنيا أو الآخرة و إن تأخر عقاب المجرمين في الدنيا فحتما سيقع في الدنيا أو الآخرة , فالكل مرجعه إلى الله و الأمر بين الإمهال ووقوع النصر أو العقوبة إن عاجلاً أو آجلاً.
قال تعالى:

 { {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} } [غافر 77]

قال السعدي في تفسيره:

أي { {فَاصْبِرْ} } يا أيها الرسول، على دعوة قومك، وما ينالك منهم، من أذى، واستعن على صبرك بإيمانك { { إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} } سينصر دينه، ويُعْلِي كلمته، وينصر رسله في الدنيا والآخرة، واستعن على ذلك أيضًا، بتوقع العقوبة بأعدائك في الدنيا والآخرة، ولهذا قال: { {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} } في الدنيا فذاك { {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} } قبل عقوبتهم { {فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} } فنجازيهم بأعمالهم، { {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون
المقال التالي
وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله