ُُُُُُِالآن تذكرت

منذ 2019-01-29

فی هذه اللحظۃ الفارقۃ ستسأل نفسك كيف أعمتني الشهوۃ ؟!وغَرَّني الهوی. هل مات قلبي فما عاد يشعر بما فيه من الظلمات ؟! أهلكته كثرة الآفات.


شغف يهمس من بعيد، بريق يسطع فى الأفق يكاد يخطُف العقول والأبصار،
وعبير منتشر أريجه قد عَمَّ كل الأنحاء.
يشدني إليه ،يجذبني نحوه، يَعدُني، ويُمنيني،
يحثَّني على السير بلا توقف ،يخبرني عن لذَّة سأنالها.
وهكذا الفتن والأهواء تنتشر  فی كل الأرجاء، وتجر وراءها كل من التفت إليها واغتر بها.
قد تبدأ الطريق بخُطوۃ واحدۃ يُزينها لك الشيطان،
يسوقك إليه الفضول ، والرغبة فى المرح قليلا.
ثم تنزلق قدمك فی مستنقع قذِر ماكنت تظُنُّ يوما أنك تنظُر إليه،لا أن تقع فيه.
ستمضی منك لحظات كنت تستطيع أن تسبِق بها فی ركب الخير، فما بالُك بالأيَّام والسنون.
تسمع صرخات قلبك المتألم ،فتصُمَّ عنها آذانك ،فإذا بالران يُحيط قلبك ليحجُب َعنه نور الهدايۃ.
فلا تطلُب طريقه ،ولا تسعی إليه.
وفى غمار لهوك ولعبك وانشغالك بالدنيا ، تسمع قول ربك.
﷽﴿ {ألم يأنِ للذين ءامنواْ أن تَخْشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكْر الله ومانزل مِنَ الحقِّ ولا يكُونُوا كالَّذين أُوتواْ الكِتٰب مِن قبْلُ فطَالَ علَيْهِمُ الأمَدُ فقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وكَثِيرٌ منهُمْ فاسقون} ﴾ [الحديد(١٥)]
آيۃ من كتاب الله لها القدرۃ على اختراق طبقات الصدأ الذي ملأ نفسك ،إذا ألقيت لها سمعك وأنت شهيد.
وإذا بك تقول قد آن يارب قد آن.
الآن تذكرت ؛وأبصرت 
موضع قدميك فإذا بك علی حافّۃ هاويۃ سحيقۃ تكاد تسقُط فيها .
وما أشد من هاويۃ جهنم!
إذا نالت منك  وأحاطتك .
فی هذه اللحظۃ الفارقۃ ستسأل نفسك
كيف أعمتني الشهوۃ ؟!وغَرَّني الهوی.
هل مات قلبي فما عاد يشعر بما فيه من الظلمات ؟! أهلكته كثرة الآفات. 
فاذا به سبحانه يطببُ قلبك ويقول لك فی الآيۃ التاليۃ ﷽﴿ {اعلمُوا أنَّ الله يُحیِ الأرضَ بعد موتِهاَ قد بيَّنا لكم الآيٰت لعلَّكم تَعقِلونَ} ﴾. سورۃ الحديد [١٦]
يُنبأك ربك أني كما أحييت هذه الأرض الميتۃ بماء الحياۃ،
سأحي قلبك بنور القرآن.
فاتبع قول ربك إن كنت تعقِل.
سشعر حينها بنبض قلبك من جديد يسري فيه الإيمان،
قشعريرۃ فی جلدك ورعشۃ بجسدك. 
متأهب لاتباع النور الذي أحياك.
فإذا بك تسمع قوله تعالی:﷽
﴿ {سَابقوا إلیٰ مَغْفِرَۃٍ من ربِّكم وجنۃً عرضُها السَّمَاءِ والأَرضِ} ﴾
إذًا هذَا المقصدوالغايۃ التی يسعی إليها أمثالنا؛ فما خُلقنا للدنيا بل للآخرۃ نبذُلَ الجُهد لنصِلَ،
متسلحينٌ بالإيمانِ والتقوی .
لا تنظُر وراءك وإذا دعتك نفسك أو الشيطان وسوس لك؛ فتب من جديد؛ فحلاوة الإيمان ولذة الطاعة ونعيم الآخرة خيرٌ وأبقی.

بقلم/ علا علي مدكور