مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ
{أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)} [تبارك]
{أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ} :
ممن تلتمسون النصر إن قضى الله عليكم العقاب أو أنزل بكم هزيمة.
لا ناصر ولا معين للخلق إلا خالقهم سبحانه, فلا يغتر الإنسان بما آتاه الله من أسباب ولا يفرح بمن التف حوله من أصحاب , فالله فوق كل هذا وهو أكبر وأجل وأعظم وكل شيء في الكون قائم بقيومية الله تعالى , وكل من في الكون فقير إلى الله محتاج لفضله مفتقر لنصره.
قال تعالى:
{أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)} [تبارك]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى للعتاة النافرين عن أمره، المعرضين عن الحق: { { أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ } } أي: ينصركم إذا أراد بكم الرحمن سوءًا، فيدفعه عنكم؟ أي: من الذي ينصركم على أعدائكم غير الرحمن؟ فإنه تعالى هو الناصر المعز المذل، وغيره من الخلق، لو اجتمعوا على نصر عبد، لم ينفعوه مثقال ذرة، على أي عدو كان، فاستمرار الكافرين على كفرهم، بعد أن علموا أنه لا ينصرهم أحد من دون الرحمن، غرور وسفه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: