مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ

منذ 2019-08-29

{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)} [ المعارج]

{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }:

لا تلتفت يا محمد أنت ومن معك من المؤمنين إلى عناد الكفار واستكبار المستكبرين وتباطؤ المعرضين عن الله ورسالته وشرائعه , فلهم يوم موعود سيخرجون فيه من القبور لا يملكون إلا إجابة المنادي سراعاً في اتجاه واحد وقد خشعت منهم الأبصار ووجلت القلوب من فزع الموقف وشدته وهول الأحداث من حولهم و تحقق فيهم موعود الله  .

قال تعالى:

{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۚ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)} [ المعارج]

قال السعدي في تفسيره:

{ { فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا } } أي: يخوضوا بالأقوال الباطلة، والعقائد الفاسدة، ويلعبوا بدينهم، ويأكلوا ويشربوا، ويتمتعوا { {حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} } فإن الله قد أعد لهم فيه من النكال والوبال ما هو عاقبة خوضهم ولعبهم.

ثم ذكر حال الخلق حين يلاقون يومهم الذي يوعدون، فقال: { {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ} } أي: القبور، { {سِرَاعًا} } مجيبين لدعوة الداعي، مهطعين إليها { {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} } أي: [كأنهم إلى علم] يؤمون ويسرعون أي: فلا يتمكنون من الاستعصاء للداعي، والالتواء لنداء المنادي، بل يأتون أذلاء مقهورين للقيام بين يدي رب العالمين.

{ {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } } وذلك أن الذلة والقلق قد ملك قلوبهم، واستولى على أفئدتهم، فخشعت منهم الأبصار، وسكنت منهم الحركات، وانقطعت الأصوات.
فهذه الحال والمآل، هو يومهم { {الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ } } ولا بد من الوفاء بوعد الله .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ
المقال التالي
إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه