مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا

منذ 2019-09-12

{وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)} [الجن]

{وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا } :

الله تعالى له صفات الكمال والجلال منزه عن الحاجة والنقص, فلا حاجة تدعوه لزوجة ولا ضعف يحوجه إلى ولد, بل هو الصمد الذي يحتاج إليه الجميع ويقصدونه سبحانه وهو لا يحتاج لأحد.

ومن استماع الجن للقرآن علموا أن سفهاء الجن والإنس ممن ادعوا لله الولد والزوجة قد ولجوا في الإساءة والخطأ والتعصب لمعتقداتهم السفيهة الخارجة عن كل ما يليق بالله من كمال وجلال .

قال تعالى:

{وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)} [الجن]

قال السعدي في تفسيره:

{ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا } } أي: تعالت عظمته وتقدست أسماؤه، { { مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا } } فعلموا من جد الله وعظمته، ما دلهم على بطلان من يزعم أن له صاحبة أو ولدا، لأن له العظمة والكمال في كل صفة كمال، واتخاذ الصاحبة والولد ينافي ذلك، لأنه يضاد كمال الغنى.

{ { وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا} } أي: قولا جائرا عن الصواب، متعديا للحد، وما حمله على ذلك إلا سفهه وضعف عقله، وإلا فلو كان رزينا مطمئنا لعرف كيف يقول.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ
المقال التالي
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا