مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً
{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) } [الجن]
{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا } :
إذا سألوك عن وعد الله وعن آخر يوم في هذه الحياة , فقل لهم هذا علم اختص به الله , ما أنا إلا رسول مبلغ عن ربي ما أرسلني به , والله تعالى اختص نفسه بعلوم لا يعلمها إلا هو , وهو وحده سبحانه الذي يمنح من بعض هذاه العلوم لبعض الرسل أو يمنع , وهو وحده القادر على حفظ الغيب وحفظ الرسالات وحفظ الرسل بما يتفضل عليهم من إرسال الملائكة الحفظة التي تمنع عنهم كل أذى أو اختراق بإذن الله, وبهذا تكفل سبحانه بالرسل ورسالاتهم وتبليغها لخلقه وأحاط ما لديهم وأحصى كل شيء.
قال تعالى:
{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28) } [الجن]
قال السعدي في تفسيره:
{ {قُلْ} } لهم إن سألوك { {متى هذا الوعد} } ؟ { {إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا } } أي: غاية طويلة، فعلم ذلك عند الله.
{ {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } } من الخلق، بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار والغيب.
{ {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} } أي: فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به، وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم، فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحدا من الخلق، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته، من غير أن تتخبطهم الشياطين، ولا يزيدوا فيه أو ينقصوا، ولهذا قال: { {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } } أي: يحفظونه بأمر الله.
{ {لِيَعْلَمَ } } بذلك { { أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} } بما جعله لهم من الأسباب، { {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} } أي: بما عندهم، وما أسروه وأعلنوه، { {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} } .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: