مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فلا أقسم بالخنس

منذ 2019-12-21

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) } [التكوير]

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ } :

يقسم الملك سبحانه ببدائع صنعته كالنجوم السيارة التي تختفي نهاراً وتظهر للعيان ليلاً , والليل إذ يغشى الناس ظلامه ثم ينبلغ الصبح متنفساً مضيئاً, وهذا مما يراه الناس بأعينهم كل يوم وليلة من مبهرات خلق الله وبديع صنعته.

إن هذا القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة رسول ملكي كريم على الله عظيم الشأن هائل القوة والخلقة وهو جبريل عليه السلام.

قال تعالى:

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) } [التكوير]

قال ابن كثير في تفسيره:

قال ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن رجل من مراد عن علي  {فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس} قال هي النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل.

وقد اختار ابن جرير أن المراد بقوله {إذا عسعس} إذا أدبر قال لقوله {والصبح إذا تنفس} أي : أضاء واستشهد بقول الشاعر أيضا :
حتى إذا الصبح له تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا
أي أدبر وعندي أن المراد بقوله {عسعس } إذا أقبل وإن كان يصح استعماله في الإدبار لكن الإقبال هاهنا أنسب كأنه أقسم تعالى بالليل وظلامه إذا أقبل وبالفجر وضيائه إذا أشرق كما قال  {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى}  الليل 

{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} :

يعني إن هذا القرآن لتبليغ رسول كريم أي ملك شريف حسن الخلق بهي المنظر وهو جبريل عليه الصلاة والسلام قاله ابن عباس والشعبي وميمون بن مهران والحسن وقتادة والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وإذا الصحف نشرت
المقال التالي
ذي قوة عند ذي العرش مكين