أهمية التربية الإسلامية

منذ 2022-09-23

اعلموا أن خيركم من أرشد نفسه وهداها لأقوم الطرق وعمل صالحًا لنفسه ولبلاده وأمته، فأدوا الأمانة وخالقوا الناس بخلق حسن، وقد قال ﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

واعلموا أن: «الحلال بيّن، وأن الحرام بيّن، وأن بينهما أمورًا مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه».

 

فعليكم عباد الله بالسمع والطاعة وامتثال أمر ربكم والاهتداء بسنة نبيكم، النبي الأمي الأمين الحريص على هدايتكم وإرشادكم، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:١٢٨].

فاعلموا عباد الله أنكم أمام أمر عظيم وخطب جليل، وعليكم أنفسكم فانتشلوها من مهاوي الردى، وامتثلوا طائعين مطيعين أمر ربكم وسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

 

واعلموا أن خيركم من أرشد نفسه وهداها لأقوم الطرق وعمل صالحًا لنفسه ولبلاده وأمته، فأدوا الأمانة وخالقوا الناس بخلق حسن، وحَسِّنوا سيرتكم في بيوتكم وعند أولادكم وأطفالكم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فإذا احسنتم أخلاقكم وأدبتم أبناءكم؛ أنشأتم لبلادكم ولأمتكم جيلًا صالحًا نافعًا، وقديمًا قيل:

يَنْشُو الصَّغِيرُ عَلَى مَا كَانَ وَالِدُهُ ♦♦♦ إنَّ الْأُصُولَ عَلَيْهَا تَنْبُتُ الشَّجَرُ

 

أما إذا أعددتم أطفالكم من سقط المتاع، ولم تولوهم عناية صالحة صحية، وأهملتم ملابسهم، وتركتم لهم الحبل على الغارب؛ فإنهم سيشبون حاملين خلالًا فاسدة وصفات منفِّرة، ولا تنشأ الفضائل في أناس يرون الطفل من سقط المتاع.

 

فراقبوا أنفسكم واعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لأنفسكم عليكم حقًّا، وإن لأبنائكم وأهليكم عليكم حقًّا، فأدوا كل ذي حق حقه»، وأحسنوا إن الله مع المحسنين.

 

أيها المسلمون:

اتقوا الله واهتدوا بهداه، وعليكم بالاهتداء بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم فإنه ما بقي من خير إلا ودلّ الأمة عليه ولا شر إلا وحذرها عنه، وعليكم بالتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، واعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

وأنتم أيها الإخوان ترون المنكر دائمًا فتصدون عنه، وتقولون: إن هذا تابع للهيئة، فاعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب علينا جميعًا، فيجب علينا أن نرشد أنفسنا وأبناءنا وإخواننا، قال الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ} [الشعراء:٢١٤].

 

واعلموا أن الخير في الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار، وإن أحسن الحديث هو كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فاستمسكوا بهدي نبيكم، واعلموا أن السعيد من وعظ بغيره، وأن الفالح المرشد من استمسك بالهدي.

____________________________________________

الكاتب: الشيخ محمد بن صالح الشاوي