الإنترنت ليس المكان المناسب للزواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الموضوع باختصار: تعرفت على شاب في "موقع زوجة" وكنا نتحدث باستمرار، وفي مرة سألني: هل والدك يزوج لشخص غير سعودي الجنسية؟ فقلت له: لا يوافق، وبعد أربعة أشهر قال لي: بأنه ليس سعودي الجنسية، وهنا كانت صدمتي بأنه كذب عليَّ، وأنا كنت صريحة بأن أبي لا يعطي إلا لسعودي، وقال: إنه يحاول - جاهدًا - بأن يأخذ الجنسية، وهي مسألة وقت بسيط، فوافقت واستمرت العلاقة، وكانت في نية كلا الطرفين الزواج.
وبعد سنة وثمانية أشهر، اكتشفت بصدفة بأنه متزوج، ولديه ثلاثة أطفال، وعندما واجهته، قال لي: إنه غير سعيد بزواجه، وإنه كان يريد أن يخبرني بعد أن يأخذ الجنسية، ولقد تألمت - كثيرًا – وبكيت؛ لأني صُدمت منه، ولم أكن متوقعة، ولم أشعر حتى بزواجه، وسبب عدم إخباره لي من البداية بزواجه، أنه كان خائفًا من أن يخسرني ويفقدني، علمًا بأني كنت صريحة وواضحة منذ أن تعرفت إليه: بأني لا أتمنى أن أتزوج رجلًا متزوجًا؛ لأني لا أحب أن أكون مع شريكة، وهذا حقُّ من حقوقي.
وهو - الآن - يقول لي: إن نيته نحوي لم تتغير، وإنه يريد الزواج بي بعد أن يأخذ الجنسية، وأنا مترددة – كثيرًا – وخائفة، ولقد استخرت الله - كثيرًا - وحَلُمت حُلْمًا، ولم أعرف تفسيره بعد، ولا أريد أن أغامر بمستقبلي.
فأرجوا نصيحتي وإفادتي،، وجزاكم الله ألف خير.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا يرتاب عاقل أن المحادثة بين الرجال والإناث على الانترنت، فخوخ ينصبها المفسدون؛ لاصطياد المغفلات الغافلات، وتضليلهن واللعب على عقولهن، وجرّهن للفساد والرذيلة.
فلا يليق بامرأة عفيفة تعظم دينها، وتحترم أهلها، وتصون عرضها، أن تنشئ علاقات تعارف مع فساق؛ ليخدعوها ويغرروا بها، ولا يرقبون فيها دينًا ولا خُلُقًا، وقد أظهر الله لك حقيقة كذب الرجل أكثر من مرة - كما ذكرتِ - ومع هذا مازلت سادرة في غيكِ، وتخادعين نفسَك، غاشة لها، وتمنيها الأمانيَّ الكاذبة، والوعود العرقوبية، فمِن قِبَلِكِ أُتِيتِ؛ كما في المثل: "يداك أَوكَتا وفوك نَفَخ".
والحاصل: أن الإنترنت ليس المكان المناسب للزواج، ولا التعارف، وإنما يستخدمه المنحرفون والمفسدون؛ للاحتيال على الغافلات، ويتخذونه وسيلة للإشباع الجنسي عن طريق المراسلات الغرامية، وتبادل الصور؛ فيصبح له زوجة وعشيقة، كحال الكفار، وكلما كُشِف أمرُه وظهر كذبه وخداعه، فزع للكذب، فهو جِراب كذب لا ينضَب؛ فلا يجوز - البتة - الاستمرار في هذه العلاقة المحرمة، تحت أي ذريعة، وغَلِّقي باب الفساد الذي فتحتيه على نفسك؛ يلج منه المفسدون؛ فالحديث على الإنترنت مَحفوفٌ بالمخاطر، لما يترتَّب على ذلك من الوقوع في الفِتَن، وقد حذَّر الله - تعالى - من اتِّباع خطوات الشيطان، فقال الله – سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21].
وحذَّرَنَا النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلم - من التَّطلُّع للفِتَن، والرَّجُل أعظمُ فتنة بِالنسبة للمرأة، كما أنَّ المرأةَ أشدُّ فتنة على الرِّجال؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -: « »؛ متفق عليه.
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: