أحببت فتاة واكتشفت أنه كان لها علاقة سابقة
وبعد سنتين من العلاقة سألت عنها كثيرًا في الآونة الأخيرة حتى أفتح الموضوع مع عائلتي وأتقدم لها، فاكتشفت مؤخرًا أن لها علاقة سابقة مع أحد أصدقائي وكان قد حصل الوطئ بينهما.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو من حضراتكم مساعدتي في موضوع شاغل وقتي ويومي وفكري. أنا طالب طب عمري ٢٠ سنة، أعجبت بفتاة ابنة جارنا منذ سنتين وأرسلت لها على أحد حساباتها من التواصل الاجتماعي، وأخبرتها بإعجابي وأنا كنت حاس أن هي تبادلني الإعجاب، فأنا بادرت بالإخبار، فأخبرتها بصدق نيتي وأني راغب بها زوجة لي، فوافقت وأصبحنا نتبادل الرسائل إلى أن تطور إلى مكالمة، فأصبح الإعجاب حبًا وتعلقنا ببعضنا كثيرًا.
وبعد سنتين من العلاقة سألت عنها كثيرًا في الآونة الأخيرة حتى أفتح الموضوع مع عائلتي وأتقدم لها، فاكتشفت مؤخرًا أن لها علاقة سابقة مع أحد أصدقائي وكان قد حصل الوطئ بينهما .. وأنا الآن تائه في أمري، وعندما فاتحت أبي وأخي الأكبر بالموضوع وأخبرتهم على أنه افتراضًا أردت الزواج من امرأة لها ماضي قاسي فرفضوا رفضًا تامًا، ونحن عائلة متحفظة جدًا -والحمد لله التزامنا بديننا كبير-.
وأنا لا أريد أن أظلم الفتاة وأتركها لأنها متعلقة بي جدًا، وهي إلى الآن لا تعلم بأني علمت بشأن علاقتها السابقة. وأني أعترف أن كل هذه العلاقة من بدايتها هي محرمة، وأنا مذنب وتائب إلى ربي، وأني أدفع ثمن غلطتي واعترافي لها.
أرجو من حضراتكم مساعدتي والالتفات لإمري وإخباري بالفعل المطلوب إجرائه بأقرب وقت.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فقد حرم الدين الإسلامي العظيم أي علاقة بين الرجال والنساء ولو بغرض الزواج، وصان علاقات الأفراد، بتشريعات تلائم النفسَ البشرية؛ ومن ذلك أنه سدَّ كل الذرائع التي توصل إلى الحرام.
وقد أخذ الشارع الحكيم الطريقَ على المسلمين حتى لا يَقعوا في الحرام، فأَمَرَ بَغِضِّ البَصَر، وحرَّم الخلْوة والاختلاطَ بالأجنبية، وحرَّم إقامة علاقة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية ولو بغرض الزواج؛ فالغايةُ النبيلةُ لا تُبَرِّر الوسيلةَ، ومنع الكلام بين الجنسين إلا لمصلحة راجحة أو حاجة شديدة، ولا يكون ذلك إلا بضوابط، ومخالفة هذا التشريع في العلاقات بين الجنسين، هو السبب الرئيسي في الانحراف، والوقوع في الحرام، مع تزيَّن الشيطان؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]
وقد نصَّ أهل العلم على المنع من التكلم مع المرأة الشابة؛ خشية الفتنة؛ فقال البهوتي – الحنبلي – في "كشاف القناع":"وإن سلَّم الرجل عليها - أي على الشابَّة - لم تردَّه؛ دفعاً للمفسدة". وقال العلامةالخادمي - الحنفي - في كتاب "بريقة محمودية": "التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة".
إذا تقرر هذا؛ فالواجب على الأخ السائل قَطْع أي علاقة بتلك الفتاة، وليُشْعِر باليأس منها والبُعد عنها، فالنفسُ متى يَئِسَتْ مِن شيءٍ استراحتْ، ولم تُطالبْ صاحبها بالمزيد.
وما دامت الفتاة عَلَى تلك الحالِ التي ذكرتَ مِنَ الانحرافِ، فَلَا يجوزُ الزواَج منها، وَلْتَبْحَثْ عَنِ امْرَأةٍ ديِّنَةٍ، عملًا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «تُنْكَحُ المرأةُ لأربع: لمالِها، ولِحَسَبِها، ولِجمالِها، ولِدينها، فاظفَرْ بذات الدين تربتْ يداك»؛ متَّفق عليه.
والبعد عن تلك الفتاة ليس ظلمًا، فهي من ظلمت نفسها، ولم يكرهها أحد، فهي مكلفة وعاقلة،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام