في ذكرى انتفاضة الأحواز.. تخوف إيراني، وربيع مقبل؟

في مثل هذا اليوم الموافق 15 إبريل وقبل نحو 7 أعوام، انتفض شعب عرب الأحواز ضد القمع الإيراني المحتل، الذي حرص على طمس الهوية العربية للإقليم الواقع شمال غرب إيران، وتفريسه وتهجير شعبه واضطهاده، فضلا عن الاستيطان واستيلاء الأراضي، وها هو الشعب العربي اليوم يحيي ذكرى انتفاضته آملا في أن تهب رياح الربيع العربي على إيران، للتخلص من الاحتلال الفارسي الغاشم.

وتحسبًا لما تخشاه إيران من انتفاضة أخرى على غرار ثورات الربيع العربي هذا العام، قامت السلطات الإيرانية في ذكرى الانتفاضة هذا العام -التي اندلعت في 2005- بعسكرة الأحواز -العاصمة- من خلال نشر قوات مكثفة في معظم أحيائها في إقليم عربستان، التي تطلق عليه إيران رسميًا مسمى خوزستان وسط تواجد أمني كبير، ودوريات للشرطة تجوب كل شوارع مدينة الأحواز.

لكن ورغم التواجد الأمني المكثف، وحصار جميع أحياء ومداخل المدينة، تظاهر عرب الأحواز ورفعوا الأعلام واللافتات التي تحيي الانتفاضة، وتندد بالاحتلال الإيراني -الذي مر عليه 87 عامًا- وجرائمه البشعة بحق الشعب الأحوازي، التي ترتقي إلى سياسة التطهير العرقي من خلال مصادرة أراضيهم، وبناء مستوطنات وتهجير العرب من مدنهم وقراهم، فضلا عن سياسات القمع الأخرى، التي تقوم بها السلطة الفارسية لإرهاب الأحوازيين، مثل: الإعدامات، والتعذيب بحق المعتقلين العرب.

وبحسب رئيس (منظمة حقوق الإنسان الأحوازية) كريم عبديان: فإن ذكرى 15 أبريل هذا العام رافقت عمليات تصعيد في الإقليم شملت: إصدار أحكام الإعدام بحق عدد من السجناء السياسيين لبث الرعب بين المواطنين، فضلا عن اعتقال المئات من المشاركين في التظاهرات.

وتتخذ السلطات الإيرانية هذه الإجراءات المشددة في شهر أبريل من كل عام، خشية اندلاع تظاهرات احتجاجية في ذكرى الانتفاضة التي اندلعت عام 2005، بعد تسريب تعميم حكومي يحمل توقيع محمد علي أبطحي رئيس مكتب رئيس الجمهورية، آنذاك يكشف عن التخطيط لتغيير التركيبة السكانية في هذا الإقليم، ليصبح المواطنون العرب أقلية خلال عشر سنوات من خلال تهجيرهم إلى باقي المناطق، ومنح الوافدين إمكانيات هناك وبناء مستوطنات لهم، وتغيير الأسماء العربية للمدن والقرى، وكل ما يرمز إلى وجود العرب في الأحواز البالغ عددهم حوالي خمسة ملايين نسمة.

وقد استشهد خلال هذه الانتفاضة العشرات وجرح المئات، واعتقل الآلاف من أبناء هذه الأرض العربية، وما زال الكثير منهم يرزح في الزنزانات الانفرادية ويمارس ضده أبشع التعذيب، وتعد الأحواز، أو عربستان أو خوزستان، غنية بالموارد الطبيعية -النفط والغاز- والأراضي الزراعية الخصبة، وفيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يروي سهلاً زراعياً خصباً، يجعلها المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل: (السكر والذرة) في إيران، وتساهم الموارد المتواجدة فيها بنصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80% من قيمة الصادرات.

ومع الذكرى السابعة للانتفاضة تصاعدت الدعوات من العديد من المنظمات الأحوازية، لإشعال انتفاضة جديدة ضد النظام الإيراني المستمر في قمعه، وسط تعتيم إعلامي داخلي وعربي ودولي، وقد أضاف انتصار الربيع العربي في مصر وتونس واليمن وليبيا إلى عرب الأحواز، مزيدًا من الحماس لإسقاط هذا النظام، وقد حثت عدة تنظيمات عربية أحوازية -في بيان لها- العرب إلى استقبال ذكرى انتفاضتهم بالتظاهرات السلمية وحمل اللافتات المكتوبة بالعربية والفارسية، والانجليزية وتوثيقها بالصور والأفلام.

مؤكدة أن: ما وصفته بنسائم الربيع العربي ستهب لا محالة باتجاه إيران مما سيساعد عرب الأحواز على استرجاع حقوقهم، وحمل البيان تحذيرًا مما أسماه: "ألاعيب وحيل النظام" الذي يقوم بتنفيذ تفجيرات وهجمات وإلصاق الاتهامات بشباب العرب.

والسؤال هنا: هل يشعر النظام الإيراني في ذكرى انتفاضة الأحواز بالخوف من انتقال ثورات الربيع العربي، التي أطاحت بـ3 طغاة حتى الآن إليه في وقت يرى أيضًا حليفه العلوي بشار الأسد يقترب من نهايته، مع إصرار شعبه على إنجاح ثورته التي يقمعها بشار بعون من إيران؟


إيمان الشرقاوي