مجزرة (سربرنتشيا) السورية .. هل توقظ العالم؟

منذ 2012-05-30

جاءت مجزرة "الحولة" في محافظة حمص السورية والتي تعتبر الأكثر بشاعة منذ بدء نظام بشار الأسد قمع شعبه قبل أكثر من عام بمثابة "نقطة تحول" و"منعطفا" في الأزمة السورية إذ بدت وكأنها أيقظت العالم المتباطئ تجاه مذابح النظام العلوي السوري.


جاءت مجزرة "الحولة" في محافظة حمص السورية والتي تعتبر الأكثر بشاعة منذ بدء نظام بشار الأسد قمع شعبه قبل أكثر من عام بمثابة "نقطة تحول" و"منعطفا" في الأزمة السورية إذ بدت وكأنها أيقظت العالم المتباطئ تجاه مذابح النظام العلوي السوري، لكنه يثير في نفس الوقت تساؤلا حول إمكانية نجاح هذا العالم في وقف ما يرتكبه بشار من جرائم.


وعقب مجزرة الحولة التي شبهتها المعارضة ب"دير ياسين" أو "سربرنيتشا" السورية تصاعدت حدة ردود فعل دول الغرب التي تباطأت كثيرا في اتخاذ موقف تجاه النظام طيلة أكثر من عام، حيث طالبت فرنسا وبريطانيا الآن بمحاسبة النظام السوري على أعماله، وأعلنت إيطاليا استعدادها لدعم إقامة ممرات إنسانية لإنهاء المجازر في سوريا.


فيما تحدثت أمريكا عن استخدام الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية ضد الأسد، معربة عن أملها في أن تشكل مجزرة الحولة "منعطفا" يدفع روسيا إلى التخلي عن ترددها في اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الرئيس السوري، وكأن واشنطن هي من تأخذ بالحزم مع الأسد.


لكن رد الفعل القوي من جانب الغرب كان في قيام فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا بطرد السفراء السوريين لديها، وقيام بريطانيا وأستراليا بطرد دبلوماسيين سوريين.


وجاء البيانات المنددة من جانب العديد من الدول العربية والإسلامية وصدرت دعوات لهبة عالمية من أجل وقف المذابح، ولكنها لا تعدو كونها إدانات شفوية دون خطوات دعم عملية للمعارضة السورية فيما شهدت عدد من العواصم العربية والغربية تظاهرات محدودة.


ومن سوريا، دعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى تزويده بوسائل مجدية للدفاع عن النفس، وذلك بعد فشل المجتمع الدولي في حماية السوريين، مطالبا بـ"تصعيد التظاهر والإضراب" للتعبير عن رفضهم صمت العالم.


وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بيان مجلس الأمن بشأن مجزرة الحولة الذي اكتفى بإدانة المجزرة وليس النظام، مشيرة إلى أنها "رسالة قاتلة" تسهم في استمرار المجازر.


وفي المجزرة الأخيرة اقتحم شبيحة الأسد قرى الحولة ودخلوا بيوتها وقتلوا أكثر من 100 من أهلها نصفهم من الأطفال بالرصاص من مسافة قريبة أو بآلات حادة وسكاكين بعضهم قتلوا في منازلهم ، فضلا عمن لقوا حتفهم في إطلاق نار بالمدفعية والدبابات، وكعادتها نفت دمشق بالكامل أي مسؤولية لها عن المجزرة وتحدثت عن طرف ثالث مسلح!.


ورغم ما أثارته المجزرة من تعاطف للشعب السوري ومقت للنظام العلوي وتحدث الكثير عن الضغوط المتصاعدة على بشار الأسد لوقف مجازره خاصة من جانب الشعوب العربية ، فإن محللين ودبلوماسيين متخصصين بشؤون الشرق الأوسط يستبعدون أن ينجح العالم في التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد.


ويتحدث المحللون مجددا عن صعوبة التدخل الغربي في سوريا على الأقل على المدى القريب خلافا لليبيا ، كما أن هناك حالة من "التضامن العلوي" مع الأسد، حيث إن كبار مساعديه أيديهم ملطخة بالدماء ويعرفون أنهم إذا حاولوا الانشقاق فإن عائلاتهم ستتعرض للقتل.


ولا يمكن إغفال التحالفات القوية في المنطقة التي تساعد النظام السوري على الصمود، وخاصة علاقاته مع طهران وبكين وموسكو، وهو ما يجعل على سبيل المثال إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ترفض الصدام مع روسيا والصين وإيران، لأن ذلك سيؤثر على أسعار النفط، خاصة خلال السنة الحالية التي تشهد انتخابات رئاسية.


ولكن في النهاية قد تستطيع مجزرة الحولة بكل ما تمثله من بشاعة مصحوبة بالاحتجاجات الشعبية المنددة في الضغط على الأنظمة العربية والغربية في مساعدة المعارضة السورية وكبح جماح آلة القتل السورية للتعجيل بنهاية بشار الأسد وزبانيته، وهو ما قد تكشف عنه الأيام المقبلة إذا استيقظ العالم.


إيمان الشرقاوي - 9/7/1433 هـ
 

  • 2
  • 0
  • 3,692

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً