مظاهراتكم أقوى وضرباتكم أنجع

منذ 2012-07-17

لقد قال الشعب السوري كلمته وكلما تقدم على الأرض وحقق انتصارات سارع العالم لعقد اللقاءات والمؤتمرات؛ فمازال الغرب والأمريكان يريدون نظاماً مفصلاً على مزاجهم، لذلك يخشون من سقوط النظام بضربات الشعب السوري قبل تأمين مصالحهم، وللأسف هناك من يُطبّل لهم من السوريين..


تمرُّ الثورة السورية هذه الأيام بالعديد من التغيرات والتطورات في ظل ارتفاع وتيرة القتل بشكل واضح، في محاولة من قبل النظام لإخماد الثورة التي بدأت سلمية شعبية وانتقلت من سلميتها إلى الدفاع عن النفس بالسلاح، حتى أصبحت الآن تهاجم وتتقدم على الأرض في ظل نظام لم يفهم معنى الإنسانية والحرية، وتحقق انتصارات تقض النظام مما يدفعها لمواجهتها بالأسلوب الصهيوني بالهجوم على المواطنين المدنيين العُزَّل في محاولة لإيقاف نزيفه المتزايد وتراجعه في السيطرة على أرض المعركة.


في ظل هذا المتغيرات تخرج علينا كل يوم مبادرات ومؤتمرات جديدة تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بمشاركة دولية وعربية؛ فمن أصدقاء سوريا إلى مؤتمر جنيف إلى القاهرة عدا عن المراقبين الدوليين وقبلهم العرب، كل هذه الاجتهادات السياسية نجدها تتسارع وتيرتها كلما سمعنا عن تقدم للمنتفضين على الأرض، وكلما نجحوا في حشر النظام في الزوايا تنشط الحركة الدبلوماسية والتي كان آخرها الحديث عن حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع من الداخل والخارج، لكن ظل الخلاف على بقاء الأسد أو رحيله.

هذه من المفارقات العجيبة جداً؛ وكأن المشكلة فقط في رأس هذا النظام أو في شخصه وعائلته ونسيَ المجتمعون بل تناسوا أن هناك نظاماً قمعياً متكاملاً. ولا يمكن الحل بدون فرط عقد هذه المنظومة المتكاملة من أجهزة الأمن التي تفوق العشرات، وقيادات الجيش التي تقود معركة طائفية بمفهومها المشوه لا يمكن لها أن تعيش في ظل دولة تحترم الإنسان وتحفظ له كرامته وحريته.


القوى العالمية تريد أن تُحافظ على ما حافظ عليه النظام السابق وهي تبحث عمن يقدم لها هذه الضمانة؛ فروسيا وأمريكا مستفيدين من النظام الذي قدَّم لهما كل الدعم والمساندة في ملفات الشرق الأوسط، فقدم الضمان والحماية للحدود مع دولة الكيان طوال أربعين عاماً، وكان شريكاً في تمزيق الثورة الفلسطينية وطردها من لبنان -مع تحفظي على الأداء الفلسطيني في لبنان- كما كان مشاركاً في الحرب على العراق عام 1991م، وأحد أعمدة الحرب على الإرهاب.

ولا يمكن أن نغفل دورها في اعتقال المجاهدين المتحمسين للقتال في العراق بعد حرب 2003م، وتقديم إنجاز للأمريكان، كل هذه الامتيازات قدمها النظام السوري القائم للقوى العالمية، والآن يبحثون على طرف يُكمل المشوار على نفس النهج، لذلك لم يقدموا أية مساعدة للشعب السوري في ثورته؛ فهم يريدون إطالة الحرب كي يفقد الشعب التحمُّل ويرضى بأي حلٍ وهذا الذي يريدونه بقاء منظومة الأمن ببعض الإصلاحات فقط.


إن القوى العالمية لا أسف عليها؛ فهي لم تنصف يوماً شعباً عربياً أو مظلوماً لأنها تَكيل بمكيال مصالحها، ولكن ما يدعو للأسف هو التفاف بعض قوى المعارضة السورية حول أفكار الحل السياسي الذي يُطرح، وهي تَقبلها من أجل الحصول على موقعٍ في المرحلة الانتقالية لأنها غير ممثلة على الأرض؛ ولا تريد أن تكون خارج هذا السياق.

لذلك كانت دائماً تبحث عن الدعم الخارجي والحل الخارجي دون الالتفات إلى لوضع الداخلي ودعم الداخل الذي يقود المعركة بكل أشكالها ويتحمل كافة تبعياتها من 16 ألف شهيد، و 100 ألف معتقل، و200 ألف مهاجر، والآلاف من المصابين، عدا عن الدمار والخراب الذي لحق بيوتهم ومزارعهم، وأعمالهم، لذلك لم يلتفت إليهم ولم يسمع أصواتهم؛ لأن مظاهراته أقوى وضرباته أنجع من أصواتهم.


لقد قال الشعب السوري كلمته وكلما تقدم على الأرض وحقق انتصارات سارع العالم لعقد اللقاءات والمؤتمرات؛ فمازال الغرب والأمريكان يريدون نظاماً مفصلاً على مزاجهم، لذلك يخشون من سقوط النظام بضربات الشعب السوري قبل تأمين مصالحهم، وللأسف هناك من يُطبّل لهم من السوريين، ولكن ستبقى عزيمة الشعب السوري هي الأقوى وسينهار النظام وتسقط المصالح الروسية والغربية والأمريكية على أيدي أبطال الشام.


حمزة إسماعيل أبو شنب - 14/8/1433 هـ
 

  • 1
  • 0
  • 994

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً