معركة دمشق.. تطلق سهامها في قلب نظام الأسد
منذ 2012-07-30
مع شعور السوريين بأن النظام يسقط فعليًا للمرة الأولى، أصبحوا الآن ينتظرون المزيد من الانشقاقات في الجيش ومزيدًا من المفاجآت والانتصارات التي تظهر فقدان السلطة للسيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية ومزيدًا من السهام في قلب النظام حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة..
عملية نوعية للجيش السوري الحر شهدتها العاصمة السورية دمشق أفقدت نظام بشار الأسد توازنه وأعطت دفعة معنوية للثوار والسوريين أنفسهم الذين أصبحوا متيقنين بأن النظام القمعي سيسقط بعد أيام معدودة، خاصة مع ما تشهده العاصمة من معاركة حاسمة تستهدف قلب النظام.
وجاء التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق، وقتل فيه عدد من قيادات الأمن على رأسهم وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت صهر بشار الأسد وضمن خطة بركان دمشق- زلزال سوريا ومحطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه، بحسب ما أعلن الجيش السوري الحر.
وما أقلق النظام في التفجير هو أن منفذه كان من عناصر الحماية القريبة من الرئيس الأسد نفسه، وذلك في وقت تزداد أعداد المنشقين من عناصر الجيش النظامي وضباطه الكبار وانضمامهم إلى صفوف المعارضة.
وبحسب خبراء فإن انتقال المعارك إلى دمشق أمر لم يكن يتوقعه الأسد الذي ظن وأركان نظامه أنهم ما داموا آمنين في دمشق، فبوسعهم أن يخمدوا الثورة خارجها بلا رحمة بالقصف الجنوني بالمدفعية والصواريخ والأسلحة الثقيلة والمجازر البشعة، وطالما ظلت دمشق تحت السيطرة، فإن نظام الأسد ما يزال يسيطر.
ورأوا أن العمليات النوعية في دمشق تعد دليلًا على أن إستراتيجية الجيش السوري الحر باتت الآن معتمدة على التوجه مباشرة إلى قلب النظام بدلًا من شن هجمات كر وفر بعيدة خارج العاصمة، وهو ما يجعل الكثيرون يعتقدون بأن معركة دمشق حاسمة في تقرير مصير النظام السوري الحالي ومستقبل البلاد.
وجاءت دعوة الجيش الحر لـ(أركان النظام من مدنيين وعسكريين) للإسراع في الانشقاق والالتحاق بصفوف الشعب في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري، وإلا سيكون مصيرهم كالذين قتلوا في التفجير لتشجع المترددين، من العسكريين، وغيرهم، على الانشقاق ولا سيما بعد هذه المدة الطويلة التي أظهر فيها النظام عجزه ويأسه عن إخماد الثورة المندلعة منذ أكثر من عام ونصف.
وقد تحولت دمشق الآن إلى ما يشبه ساحة الحرب، احتلتها المدفعية والصواريخ، رجال الأسد مستمرون في القصف والاقتحام والقتل ضد المدنيين، في محاولات يائسة أمام الجيش الحر الذي يحاول التصدي لهم.
فبدا من الواضح أنها المعركة الأخيرة لنظام الأسد في عاصمة سوريا وثورتها، مع ارتفاع الروح المعنوية للمعارضين والثوار السوريين عقب التفجير الأخير، إلى درجة أنهم أصبحوا يعتقدون أنهم على بعد أيام من رحيل الأسد، وذلك في مقابل انهيار معنويات مؤيدي النظام، خاصة من الجيش والشبيحة.
ومع شعور السوريين بأن النظام يسقط فعليًا للمرة الأولى، أصبحوا الآن ينتظرون المزيد من الانشقاقات في الجيش ومزيدًا من المفاجآت والانتصارات التي تظهر فقدان السلطة للسيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية ومزيدًا من السهام في قلب النظام حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.
إيمان الشرقاوي - 30/8/1433 هـ
- التصنيف:
- المصدر: