صور مشرقة من ثورة الشام (3) أبو حوران

منذ 2012-08-04

.. واستطاع هذا الرجل السبعيني بهمته القوية أن يخترق جميع الحواجز عَبر طرق فرعية، لإيصال ما تحمله سيارته إلى المحاصرين.


هناك في أحد مشافي عمان، لا يزال أبو عبد الرحمن (محمد الشريف) يقيم منذ تسعة أشهر ، لم يكن وصوله إلى ذلك المشفى سهلاً، لقد حُمِلَ إليه ليلاً عبر طرق جبلية وعرة، لقد اجتاز به الشباب حقول الألغام والأسلاك الشائكة بين سورية والأردن إلى أن أوصلوه ذلك المشفى.


عندما وضع أمام أطباء قسم الطوارئ كان الدم قد غطَّى بعض أعضاء جسمه النحيل، كيف لا!؟ ورصاصات الغدر والخيانة لازالت تستقر في تلك الأعضاء. لكن لماذا ضُرب بتلك الرصاصات؟


هذا سؤال ما فتئت ألسنة الناس في درعا المحاصرة تتناقله، إنه رجل في السبعين من العمر.... عندما أصيب لم يكن يحمل سلاحاً، حتى سكيناً لم يكن يحملها، ليس بينه وبين أحد عداوة. إذاً ما قصته؟ يتساءل بعض الناس... هناك بضعة رجال في درعا يعرفون لماذا أُطلق عليه الرصاص.


إنهم أولئك الشباب الذين حملوه إلى الأردن وغابوا عن أنظار الناس، أما أهل درعا البلد فلم يكونوا يعرفونه من قبل، بل
لم يكن يرونه مطلقاً، تُرى ما الذي جعله يُصاب بين ظهرانيهم؟ وما الذي أتى به في ظل الحصار الأمني الخانق على البلد؟!


حار الناس في الإجابة عن هذه الأسئلة، لكنهم في نهاية المطاف وجدوها عندما سألوا عن صاحب تلك السيارة القديمة المحملة بالخبز والخضار والفواكه وبعض الأطعمة فلم يعثروا عليه، فعلموا أنه هو! وعلموا بعدها أن أخلاقه الإسلامية السامية، لم تكن تسمح له أن يقبع في قريته المجاورة لدرعا وهو يسمع أن إخوانه في درعا محاصرون، لا طعام لديهم ولا شراب.



وقد استطاع هذا الرجل السبعيني بهمته القوية أن يخترق جميع الحواجز عَبر طرق فرعية، لإيصال ما تحمله سيارته إلى المحاصرين.


واجه إطلاقاً للنار عليه عند آخر حاجز.. حيث تقف تلك السيارة... وزاد عجبهم ودهشتهم عندما علموا أنها لم تكن أول مرة أتى بسيارته المتهالكة لمساعدتهم، إنما كانت المرة الثلاثين، هناك أكثروا له من الدعاء بالشفاء، وأطلقوا عليه لقباً لم يطلقوه على أحد من قبله، نعم لقد لقبوه: (أبو حوران).


عبد الرحمن الشامي - 30/8/1433 هـ
 
  • 0
  • 0
  • 1,538

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً