إيران والثورة السورية.. (تحريف) للحقائق وتنازل (صعب)
جاء خطاب الرئيس المصري صادماً لطهران في وقت كانت تتطلع إلى أن تكون زيارة محمد مرسي، بداية لإنهاء مرحلة "القطيعة" الطويلة بين البلدين، وتُعد زيارة مرسي هي الأولى لرئيس مصري إلى إيران، منذ الثورة الإسلامية عام 1979م. فهذا الخطاب نسف أمل طهران في أن تكون القمة، مناسَبةً لتحييد دور مصر من الأحداث السورية.
من "الثورة السورية" إلى "ثورة البحرين" ومن "الربيع العربي" إلى "الصحوة الإسلامية"!!.. لم يكن مستغرباً على نظام دولة الملالي تحريف الحقائق وتزويرها بما يتناسب مع مفردات خطابها التشيعي، ومن أجل أيضاً حليفها في العقيدة والقتل أيضاً بشار الأسد.
فمن أجل هذا كله لم تخجل طهران من تحريف خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة الإيرانية في فضيحة لا توصف، حيث استبدل المترجم الإيراني للخطاب سوريا بالبحرين، كما أنه لم يترض على الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان مثلما فعل مرسي الذي شن هجوماً عنيفاً على نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه بدعم إيراني منذ مارس 2011م.
وبحسب إعلاميين إيرانيين فقد كان المترجم الفارسي مرتبكاً، ما يدل على أنه كان متعمداً إقحام بعض التعبيرات في خطاب مرسي، كما تعمّد استخدام مسمّى "الصحوة الإسلامية" بدلاً من "الربيع العربي" التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح على خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذا التعبيرات الدخيلة.
كما يشير أيضاً إلى أن هذا التحريف "لا يعكس اهتمام القيادة الإيرانية بالمضمون الحقيقي لخطاب مرسي، وإنما الهدف من ذلك هو الاستهلاك المحلي لخداع الرأي العام الإيراني وإيهامه بأن الثورات العربية ومصر في مقدمتها تتماشى مع خطاب طهران الرسمي وأجندتها".
واستدعت وزارة الخارجية البحرينية، القائم بالأعمال الإيراني مهدي إسلامي، واحتجت رسمياً على الخطأ الذي يبدو أنه لم يكن عفوياً من جانب المترجم الفارسي، الذي نقلت عنه "الترجمة المحرّفة" قناتان حكوميتان إيرانيتان، وعدد من وسائل الإعلام المحلية، مطالبة إيران بالاعتذار عن هذا التصرف، واتخاذ الإجراءات اللازمة حياله؛ لأن ذلك السلوك يسيءُ للعلاقات بين البلدين، والعلاقات الأخوية التي تربط بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية.
ما فعلته وسائل الإعلام الإيرانية من تحريف للخطاب ينسجم تماماً مع سياستها ونظام بشار وحزب الله الشيعي في لبنان الذين يدعون الشعب السوري للتهدئة وللحوار، بينما في البحرين يدعون لتصعيد أعمال الارهاب ضد الشرطة ويدعمون الاحتجاجات الشيعية في المملكة.
وجاء خطاب الرئيس المصري صادماً لطهران في وقت كانت تتطلع إلى أن تكون زيارة محمد مرسي، بداية لإنهاء مرحلة "القطيعة" الطويلة بين البلدين، وتُعد زيارة مرسي هي الأولى لرئيس مصري إلى إيران، منذ الثورة الإسلامية عام 1979م. فهذا الخطاب نسف أمل طهران في أن تكون القمة، مناسَبةً لتحييد دور مصر من الأحداث السورية، واستخدام هذا التحييد ورقة ضغط إضافية لمصلحة النظام السوري الذي تتحالف معه وتدعمه في وجه الثورة.
كما يأتي الخطاب في الوقت الذي قدّم فيه الرئيس المصري مبادرة لحل الأزمة السورية بمشاركة مصر والسعودية وتركيا وإيران، أملاً في أن تُقدّم طهران تنازلات في دعمها للنظام العلوي في سوريا، خاصة مع زيارة مرسي لإيران لاستعادة العلاقات وهو ما قد يساهم في وقف القتل في سوريا. لكن بعض المحللين يستبعدون ذلك ويرونه صعباً حيث إن ما يربط إيران بسوريا مسألة عقيدة متأصلة وهدف مشترك يجعل التحالف بينهما أمراً وطيداً صعب الانفصام.
إيمان الشرقاوي
- التصنيف:
- المصدر: