وا حرّ قلباه ..
قصيدة شعرية عن أسرى كوبا ...
حار الفؤاد وبات الفكر منكوباً |
لما أتانا من الأنباء من كوبا |
|
من حاملٌ لولاة الأمر إن سمعوا |
وللشعوب من الأبطال مكتوبا |
|
تطوى على ثفنات القهر أسطرهم |
تلهّبت من سعير الضيم تلهيبا |
|
واحرّ قلباه قلباً لاشفاء له |
حتى يرى الحال حال الذل مقلوبا |
|
والدين في جنبات الأرض منتصرا |
والكفر في سائر الأمصار مغلوبا |
|
عاث الصليب بأوطاني فوا أسفاً |
لما رأى لظهور الخيل تجنيبا |
|
قرن ونيف دويلات مشطرة |
قد حزّبتها رؤوس الكفر تحزيبا |
|
ونصف قرن وأقصانا مجللة |
دماً ومازال منه الوجه مخضوبا |
|
يا فتية الحق مالاقت رسائلكم |
شهماً كريماً لنار الحرب شيبوبا |
|
لو كان صوت بغي أعلنت طرباً |
ضجَّ الطغاة بكل الأرض ترحيبا |
|
ونظّموا مهرجانات مكثفة |
وأشغلوا الناس تهريجاً وتطريبا |
|
أبناء يعرب في الأقفاص موثقةٌ |
يا للشماتة ياللعار يا عيبا |
|
يا فتية فتت أكبادنا ألماً |
ما للوجود نرى من بعدكم طيبا |
|
تستصرخون مواتاً لاحراك به |
وتحقنون سقاءً بات مثقوبا |
|
أقوامكم في بحار اللهو غارقة |
تشجّع الفن سكرى والألاعيبا |
|
تبكي ولكن إذا مُسّت رياضتها |
وتمنح المهج البيض الرعابيبا |
|
تمرغت في حضيض الذل وانسلخت |
من الحياء لكي ترضي المعازيبا |
|
وهم يكيلونها سبّاً وتغمرهم |
حبّاً ألا ساء مسبوباً ومحبوبا |
|
لا يخجلون وكم تُبدي جرائدهم |
مناظر القبح منهم والأشانيبا |
|
أولى بهم لو تواروا في خدورهم |
مثل النساء ويدنون الجلابيبا |
|
وينقشون خدوداً شاه منظرها |
ويخضبون الأيادي والعراقيبا |
|
شيباً تشبّبوا كالغلمان يطربهم |
لو يسمعون من الإعلام تشبيبا |
|
ولو رأيت صبوح الوجه ملتحياً |
مهذباً طاهر الأردان مشبوبا |
|
يقوده العلج بالأغلال أثقله |
قيد الحديد فصار الخطو تقريبا |
|
لو كان علجاً لقام الكفر أجمعه |
وسار كل زعيم عنه مندوبا |
|
وسخّروا هيئة للظلم تخدمهم |
وذللوا مجلساً للأمن مركوبا |
|
وصبحوا غارة شعواء كالحة |
ناراً تذيب صليب الصخر تذويبا |
|
وأطلقوا راجمات الموت قاصفة |
ورتّبوا السرب يتلو السرب ترتيبا |
|
وهرولت مشيخات السوء معلنة |
تُرضي الأكابر تنديداً وتثريبا |
|
وسارعت دول الإجرام واستبقت |
بكل ما أنتجت للحرب تجريبا |
|
وأمطرت حمم النيران محرقة |
على رؤوس ضحايا الغدر مصبوبا |
|
لا يرقبون بنا إلاً ولا رحما |
أو يرحمون صبايا المهد والشيبا |
|
وليسحق الألف مليون بأجمعه |
ويفتدي أزرق العينين موهوبا |
|
يا مسلمون أما آن الأوان لكي |
نرى الصليب على الأذقان مكبوبا |
|
وأن يرى مسلم في كل ناحية |
وجهاً قبيحاً من الأوباش مصلوبا |
|
هم النصارى عليهم كلما لعنوا |
لعائن الله وحياً ليس مكذوبا |
|
فأعلنوها عليم أينما ثقفوا |
حرباً وأسراً وتقتيلاً وترهيبا |
|
لا شيء يشفي لهيباً في جوانحنا |
حتى نرى الدم كالأنهار مسكوبا |
|
أروا العلوج بأنا معشر أُنُفٌ |
لا نستسيغ كؤوس الذل مشروبا |
|
كرّوا عليهم وشنّوا لا أبا لهم |
جحيم نار على الأنذال مضروبا |
|
ما ترتجون وفي القرآن لعنتهم |
وشأنهم لم يزل في الذكر مغضوبا |
|
نحن المسيح به أولى وإن رغموا |
ليس المسيح لأهل الشرك منسوبا |
|
وليس عيسى برب مثلما زعموا |
بل لم يزل عابداً لله مربوبا |
|
من لي ببوش ورامسفلت من لهما |
يشفي فؤاد شواه القهر ملهوبا |
|
ألا أبي همام ماجد بطل |
يحيي لنا ذكرى حطين موهوبا |
|
طوبى لمن في سبيل الله قاتلهم. |
وأذهب الغيض من أكبادنا طوبى |
|
نريدها يا أباة الضَّيْم صاعقة |
حرباً تقلّب وجه الكون تقليبا |
|
نريدها غضبة لله صادقة |
ثأراً يعذب أهل الكفر تعذيبا |
|
يا كلب كابل صال الليث فانهزموا |
ما أنت في القوم لا فهداً ولاذيبا |
|
هذا أسامة يرميكم بقارعة |
يظلّ منها زعيم الكفر مرعوبا |
|
في بيته الأسود المشؤوم مختبئا |
دهراً ويصبح منه العقل مسلوبا |
|
إذا تردّد في أفكاره قِسم |
به أسامة آلى صار مشحوبا |
|
وغص بالزاد واهتزت فرائصه |
رعباً وجاور في الحمام مكروبا |
|
يا بوش غرّك أوباش زعانفة |
تخذت منهم لما ترجو مراكيبا |
|
أبشر بيوم ترى أبطال أمتنا |
تجوس أرضك تدميراً وتخريبا |
|
تطهّر الأرض من أرجاس ملّتكم |
حتى تزيل وسام العار والحوبا |
|
تمحوا الكنائس حتى لا يرى أحد |
للدين دار بها إلا المحاريبا |
- التصنيف:
عبد العزيز محسن
منذ