الدستور ومحرقة أدعياء الحرية... الدكتور (البرادعي) أنموذجًا
ها هم اليوم لا يحترمون حق الأغلبية الكاسحة في مصرنا المسلمة وحريتها في صياغة وكتابة دستور يعبِّر عن هويتها وهوية بلادها -بل ويعلنونها حربًا لا هوادة فيها لفرض أهوائهم ورغباتهم وإن هدمت الدولة ومؤسساتها-..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن مبادئ الحريات وحقوق الإنسان واحترام الآخر وما شابه ذلك عند أدعيائها من الغرب وأذنابهم من دعاة التغريب -ممن يتشدقون بالحرية ويرفعون أعلامها وهم أبعد الناس عنها، بل بينهم وبينها بعد المشرقين- ما هي إلا قيمة مصلحية تُستخدم متى نفعت ويُتخلى عنها إذا لم تنفع، لكن القاعدة التي لا يخالفها هؤلاء ولا يختلفون عليها أن تلك الحرية دائمًا ممنوعة ومقموعة إذا ما هَددت مصالحهم أو ألمحت ولو من بعيد لعوراتهم وسوءاتهم، كما أنها دائمًا مسنودة ومحمية إذا ما أساءت للإسلام والمسلمين!
وها هم اليوم لا يحترمون حق الأغلبية الكاسحة في مصرنا المسلمة وحريتها في صياغة وكتابة دستور يعبِّر عن هويتها وهوية بلادها -بل ويعلنونها حربًا لا هوادة فيها لفرض أهوائهم ورغباتهم وإن هدمت الدولة ومؤسساتها-، مع أن هذا الدستور من بعض ما تميز به أنه كفل الحقوق والحريات الشخصية والسياسية والمعنوية -كالاعتقاد والفكر والإبداع- والاجتماعية والاقتصادية، بل والرياضية، وكفل حرمة الحياة الخاصة والمنازل -عدا حالات الخطر والاستغاثة-، بل كفل الكرامة لكل من يعيش على أرض مصر وليس فقط مواطنيها، وهو في الجملة اشتمل على مزايا وحقوق لم يشتمل عليها أي دستور من الدساتير السابقة عليه وقد شهد بهذا المنصفون من هؤلاء أنفسهم، بل قال د."ياسر برهامي": "هذا المشروع للدستور هو أفضل دستور كتب لمصر في عصرها الحديث "بالمقارنة بما سبق" وهو جدير بالموافقة عليه"، ومع ذلك يحاربونه!
فإن الحرية التي يريدون أن يوهمونا أنها مقدسة مطلقة وأنهم حُماتها هم أول من يتخلى عنها إذا ما تُعرض لشيء من مقدساتهم وأولوياتهم ومصالحهم "بل وأفكارهم" ولو من طرف خفي، فإذا بهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها وينسون كل شعاراتهم... !
فحريتهم التي وسعت كل لامز وطاعن في مقدسات المسلمين وسكتت عن المستهزئين بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في رسومهم وأفلامهم وجعلتهم يؤيدون ويدافعون عن مثل: "وليمة لأعشاب البحر"، ويكافئون ويدِّعمون أمثال: "سلمان رشدي" الطاعن في الإسلام والمستهزئ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في روايته "آيات شيطانية"، و"نجيب محفوظ" في روايته: "أولاد حارتنا" المتضمنة لأنواع مِن الاستهزاء بالله ورسله، بل في الحقيقة تعبِّر عن فلسفة "موت الإله، ومولد السوبرمان في عصر الخرافة" والتي أعطوه عليها جائزة نوبل! - تلك الحرية ضاقت عن احتمال أي نقد يوجَّه إلى مقدساتهم ورموزهم وأفكارهم ومناهجهم.
ولا ننسى كيف ثارت "الدوائر الإعلامية" على الشيخ "عبد المنعم الشحات" -المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية- لما تعرض بالنقد لـ"نجيب محفوظ" ولرواياته المحرضة على الرذيلة والفجور، فقامت قائمة القوم وهاجوا وماجوا وجاءوا بخيلهم ورجلهم صفًا ليرموا الشيخ عن قوس واحدة، ووصفوا الشيخ بالعظائم وأنه صاحب فكر ظلامي ورجعي وأنه عدو للإبداع وحرية الرأي -مع أن ما ذكره الشيخ عبد المنعم قد سبقه إليه الأزهر ومنع الرواية من النشر، فهلاّ حاربوا الأزهر واتهموه بذلك قبل الشيخ عبد المنعم؟!-.
وها هي تلك الدوائر وأذناب الغرب ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا -وبعضهم كالدكتور "البرادعي" لا يحسن أن يتكلم بلساننا- يخالفون ما يتبجحون ويتشدقون به ويخرجون عن الشريعة والشرعية معًا، فينادون بإسقاط الرئيس المنتخب والخروج عليه وإهدار قراراته وإجهاض مشروع الدستور قبل أن يعرض على الشعب! ويريدون أن يجروا البلاد والعباد إلى الخراب والدمار، ولا يبالون في سبيل تحقيق أهدافهم ولو بإسقاط مؤسسات الدولة وإحراقها، ولو باستعداء الغرب على بلادنا والتآمر مع أعدائنا؛ إذ وصل الأمر بالدكتور البرادعي -وهو من كبار الدعاة إلى الليبرالية والمدافعين عن الحريات- أن يعتبر مَن لا يؤمن بـ"الهولوكست" ولا يصدق بها من أعضاء الجمعية التأسيسية لا يمثـِّله!
حيث صرَّح في حواره مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن سبب رفضه للجمعية التأسيسية لكتابة الدستور أن: "هناك في هذه الجمعية من يقول بحرمة الغناء والموسيقى، وهناك من يقول بجواز زواج الصغيرة إذا كانت تطيق الزواج وإن لم تبلغ، وهناك من ينكر الهولوكست"! وقال أيضًا: "الهولوكست جريمة ضد البشر"، وقال أيضًا: "اللي يرفض الهولوكوست ويحرم الأغاني في التأسيسية لا يمثلني"!
ولا شك أن هذه تصريحات صادمة ومهينة لكل المشاعر الوطنية -فضلاً عن غيرها- ذلك أن إقحام مسألة إنكار "الهولوكوست" في سياق الاعتراض على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لا يعني سوى استعداء الدوائر الغربية على هذه الجمعية.
فالدكتور البرادعي لا يجهل أن "الهولوكوست" أصبحت أحد "التابوهات" -التابوه: المحرم أو المحظور- الممتنعة حتى على حرية التعبير، بل وأضحت خطًا أحمر مجرد التشكيك فيه -فضلاً عن تخطيه- جريمة وجناية يعاقب عليها القانون في كثير من دول أوروبا، منها: "فرنسا، بلجيكا، سويسرا، ألمانيا، النمسا، رومانيا، سلوفاكيا، بولندا... "، وإن كانت في ذات الوقت أحد أبرز الأمثلة التي تحطمت على أعتابها ادعاءات حرية التعبير والإبداع والحرية المطلقة.
ومعلوم كيف أن اليهود روجوا "الهولوكست" وبالغوا فيها وهولوا في أعداد ضحاياها -على الخلاف في ثبوتها أصلاً- ابتزازًا للألمان واستعطافًا للعالم وتحقيقًا لأهدافهم ومطامعهم.
ولكن اتضح أنه ليس اليهود وحدهم من لعب على وتر الاستضعاف واستجداء تعاطف العالم "باستثمار الهولوكست"؛ ليحققوا أهدافهم ومطامعهم والمكاسب التي يطمحون إليها، بل فوجئنا بالدكتور "محمد البرادعي" يلجأ إلى نفس الأسلوب الاستعطافي مستثمرًا ومتاجرًا أيضًا "بالهولوكست" مستعديًا "في سبيل القضاء على مشروع الدستور" الغرب على الجمعية التأسيسية المعنية بكتابة الدستور!
ولا يبدو تفسير لذلك غير هذا.
وأما إن كان الدكتور البرادعي متعاطفًا بالفعل مع "الهولوكست"... فماذا يا تُرى سر هذا التعاطف من الدكتور البرادعي مع "الهولوكست" ومحرقة اليهود المزعومة حتى يجعل من أنكرها -وهي لا تعدو حادثة تاريخية إن ثبتت- لا يمثله في الوقت الذي لا يلتفت فيه إلى جرائم اليهود أنفسهم مع المسلمين والمحارق -الحية الحقيقية الماثلة بالليل والنهار- التي يصنعونها لهم في فلسطين -غير مكائدهم ودسائسهم التي لا تنتهي لأهل الإسلام في كل بقاع العالم-؟!
أم أن الدكتور البرادعي يؤمن أن اليهود بالفعل شعب الله المختار ويصدق أنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة فلهم أن يحرقوا الجميع دون حتى أن يجادل أحد فيما يزعمونه من محارق أقيمت لهم؟!
وهو -الدكتور البرادعي- لم يتكلم عن جرائم عبَّاد الصليب ضد الإنسانية والبشر ومآسي المسلمين في فلسطين وبورما وسوريا وأفغانستان والشيشان والصين... والعراق التي كان للدكتور البرادعي مساهمة فعالة في تيسير دخولها على الأمريكان؟!
أم أن محرقة اليهود عند الدكتور البرادعي جريمة ضد البشر وما يُفعل بالمسلمين ليس بجريمة؟! أم أنهم عنده ليسوا من هؤلاء البشر؟!
فيا عجبًا للدكتور البرادعي... يتعاطف ويتفاعل "باسم الإنسانية والحريات" مع "هولوكست" لم يره ولم يشهده ويختلف الناس في وقوعه وعدمه ولا يتفاعل مع ما عاصره وعاينه مما يجري للمسلمين وجرى لهم في البوسنة والشيشان وغيرهما... من مجازر ومدافن جماعية، بل وإبادة أقاليم إسلامية كاملة بأهلها!
لقد درج الدكتور البرادعي على استعداء الغرب على أهل الإسلام فتارة أمريكا وأوروبا وتارة ألمانيا واليهود ثم كان الاعتذار غير المقبول بأنه كان يطلب المعاونة من الشعب الأمريكي!
فهل الشعب الأمريكي هو صاحب القرار يا دكتور برادعي أم الحكومات؟ وإلا فما دخل الشعب الأمريكي باللجنة التأسيسية المعنية بكتابة الدستور المصري؟!
وبماذا يسوِّغ الدكتور البرادعي تحريضه ومطالبته بقطع المعونة الأمريكية عن مصر -التي ما نحن عليها بحريصين فالله حسبنا وكافينا-؟!
لقد اتسع مفهوم الحرية عند الدكتور ليشمل المطالبة ببناء معابد لعبَّاد "بوذا"، حيث قال في حواره على فضائية النهار مع "محمود سعد" طاعنًا في الدستور المصري الجديد ما نصه: "شفنا دستور طالع النهارده بيتكلم عن حرية ممارسة الشعائر لثلاثة أديان، إنما في ثلاثة بليون في العالم لا يقدر حتى يعمل له معبد صغير... يعني انهارده لو الصين قفلت لنا المساجد يا محمود، مثلاً أنا عندي واحد بليون بوذي مش قادر أعمل لي حتى معبد صغير كده هو، سأقفل لك مساجدك".
فيا لله العجب... !
لقد حمل الدكتور البرادعي هَم عبَّاد بوذا "ودافع عما يراه حقًا لهم وحرية مكفولة في ممارسة شركهم وكفرهم" -بصرف النظر عن الأرقام التي ذكرها- وتغاضى عن جرائمهم في حق الإسلام المسلمين وما يفعلونه بهم من تعذيب وحشي وإبادة شاملة.
لقد أشفق الدكتور البرادعي على عبَّاد بوذا أنهم ليس لهم معابد وأين؟! في "مصر المسلمة"! وتألم لأن الدستور الجديد لم يسوِ بينهم وبين الأديان الثلاثة!
وهذا في الوقت الذي لا يرضى ولا يحترم فيه الدكتور البرادعي وشركاه إرادة الشعب المصري المسلم وحريته في إقامة دينه وشعائر إسلامه والتحاكم إلى شريعته، بل إنه يمانع ويحارب دون ذلك!
لقد حمل الدكتور البرادعي هَم عبَّاد "بوذا"... في الوقت الذي لم نسمع كلمة للدكتور البرادعي يدافع فيها أصلاً عن حق غير المسلمين من المصريين أنفسهم في اعتناق الإسلام دون مطاردة وقتل وتعذيب، فلم ينطق الدكتور بكلمة يساند بها قضية كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين من قبلها وأخواتهما، وغيرهما ممن اعتنق الإسلام واقتنع به، ثم وقع له وقع.
ولم يتكلم الدكتور البرادعي وهو المناضل في سبيل الحريات عن انتهاك حقوق وحريات، بل آدمية أسرى المسلمين في أفغانستان والعراق وغيرهما من البلدان الإسلامية المحتلة وحقوقهم المهدورة الضائعة وما يتعرضون له من تعذيب وتنكيل!
فيا عجبًا... ! ماذا يا تُرى يمثل بوذا و"محبو بوذا" للدكتور البرادعي -وقد تردد مؤخرًا عن بعض المصادر أن "أنجيلينا جولي" التي قبَّلها الدكتور البرادعي وافتخر بأن هذه عادته أنها من عبَّاد بوذا ومعتنقي الديانة البوذية-؟!
وهذا كله في الوقت الذي قال فيه الدكتور البرادعي في نفس حلقته مع محمود سعد عن الشريعة وعن دين جموع أهل مصر ما نصه: "متكلمنيش بقى في الكلام الفاضي بصراحة... عطبق الحدود امتى.. هل دي أسبقيتي يا محمود انهارده، هل دي أولوياتي، ندخل المجتمع في هذا النقاش الحاد والاستقطاب... ". فالدكتور البرادعي يرى أن الكلام في تطبيق الشريعة والحدود التي أنزلها الله كلام فاضي! نسأل الله العفو والعافية وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد ضاقت حرية الدكتور البرادعي -التي اتسعت لتشمل حتى عبَّاد بوذا- عن احترام إرادة الأغلبية المسلمة الساحقة في مصر والتي من حقها التحاكم إلى شريعة ربها، فإذا بالدكتور البرادعي يأكل صنم الحرية والليبرالية وينسى أنه من أكبر دعاة الليبرالية ومدعي حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.
كل هذا في سبيل ألا يخرج أبدًا دستور يعبِّر عن هوية مصر المسلمة!
إن الدكتور البرادعي لا يزال مصرًا على موقفه المعادي لهوية مصر وشعبها، فإنه لم يعتذر عن كلامه الصادم والمسيء للشعب المصري المسلم الذي يصوِّره البرادعي وكأنه شعب أحمق أغر لا يدري صالحه ولا يستحق أن يعرض عليه دستور يعبِّر عنه ليختار هو بنفسه ويحدد مصيره، وأن الدكتور البرادعي وشركاه هم من يعرفون صالح هذا الشعب!
بل حتى هذه اللحظة لا يزال الدكتور البرادعي وشركاه يناضلون في سبيل القضاء على مشروع الدستور ومنع التصويت عليه.
فهذه حريتهم المدعاة... التي سرعان ما يتخلون عنها ويخلفونها وراءهم إذا لم تأتِ بما يشتهون من مصالح ومكاسب.
وأما الحرية في الإسلام فهي حرية منضبطة فكرًا وقولاً وعملاً، وليست هوى أو إضرارًا أو تعديًا على ثوابت الأمة.
لقد جهل أو غفل الدكتور البرادعي وشركاه عن أن الإسلام جاء لتحرير الإنسان من العبودية لغير الله -تعالى- وتحريره من رق الشهوات والإرادات الفاسدة التي تجعله عبدًا للهوى والشيطان، وأن أسمى معاني الحرية أن يكون الإنسان مستسلمًا لله لا يخضع لشهوة أو هوى أو منصب أو مال، أن يكون عبدًا لله خاضعًا لشريعته وحكمه، ولكن أدعياء الحرية وعبيد الأهواء والإرادات الفاسدة لا يفقهون ذلك فهم كخفافيش الظلام لا يحتملون نور الإسلام وشريعته الساطعة، ولذلك فقد ملأوا الدنيا صراخًا وعويلاً على خروج دستور يقر مرجعية الشريعة الإسلامية.
وهذا مع علمهم أن الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور اشتملت على كافة الأطياف الموجودة في المجتمع، ومع علمهم بتنازل التيار الإسلامي "ومنه الدعوة السلفية" عن حق التواجد في التأسيسية بمقدار نسبته الحقيقية والتي هي أغلبية كفيلة باستئثار الإسلاميين وحدهم بحق صياغة وكتابة الدستور، وقبل الإسلاميون التوافق المزعوم رغبة للصالح العالم وخروجًا بالبلاد من هذا المضيق الحرج... وجاهدت "الدعوة السلفية" لتلبية الإرادة الشعبية الجارفة الراغبة في النص في الدستور صراحة على أن "الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع" وكذلك النص على "السيادة لله وحده"، وأثبتت موقفها في موافقة الإرادة الشعبية في ذلك كتابة وشفاهة، ولكن التصويت بالأغلبية كان لصالح ما كتب في مشروع الدستور، ومع ذلك قبلت "الدعوة السلفية" بعدم النص على ذلك في الدستور رغبة في التوافق. فماذا يطلبون أكثر من ذلك؟!
فتم هذا الدستور بالتوافق التام، بل ذكر د."ياسر برهامي" أنه تم التوقيع على أكثر المواد إثارة للجدل والنزاع مع الكنيسة والقوى الليبرالية المنسحبة وكانوا فرحين جدًّا، وفي اليوم الذي تم فيه الاتفاق على مرجعية الأزهر في تفسير مبادئ الشريعة وحق اليهود والنصارى في التحاكم إلى مبادئ شرائعهم جاء ممثل الكنيسة بـ"حلاوة المولد" لجميع أعضاء اللجنة فرحًا بهذا، ثم جاء انسحابهم المفاجئ! وكانت حربهم السافرة على الدستور دون أي اعتبار للإرادة الشعبية المصرية العامة وحريتها وحقها في الاختيار.
ولقد بذل علماء مصر ودعاتها جهدًا جهيدًا في سبيل إخراج دستور يعبِّر -بقدر ما يمكن- عن هوية مصر المسلمة، ولقد أبهر أداء التيار الإسلامي "خصوصًا الدعوة السلفية التي تحملت النصيب الأكبر من هذا المجهود الشاق" جميع المتابعين لسير هذه الجمعية حتى خرج الدستور على هذا النحو -"والذي وإن كان لا يمثِّل الطموح السلفي إلا أنه -كما سبق- أفضل دستور كتب لمصر في عصرها الحديث -بالمقارنة بما سبق- وأنه جدير بالموافقة عليه" - فالله -عز وجل- يجازيهم ويثيبهم جزاء ما قدموا.
والله محق الحق ومبطل الباطل ولو كره المجرمون.
24-محرم-1434هـ 7-ديسمبر-2012 م
محمود عبد الحفيظ
- التصنيف:
- المصدر: