الغرب يسعى لإطالة أمد الحرب في سوريا لتدمير مقدراتها

منذ 2013-01-16

أكد الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أ.د ناصر بن سليمان العمر، أن دول العالم المتآمرة على الثورة السورية تسعى لإطالة أمد الحرب لتدمير المقدرات في سوريا حتى لا تؤول هذه المقدرات إلى المسلمين في حال سقوط النظام النصيري.


أكد الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أ.د ناصر بن سليمان العمر، أن دول العالم المتآمرة على الثورة السورية تسعى لإطالة أمد الحرب لتدمير المقدرات في سوريا حتى لا تؤول هذه المقدرات إلى المسلمين في حال سقوط النظام النصيري.

وقال فضيلته في درسه الأسبوعي الذي ألقاه في مسجد خالد بن والوليد شرق العاصمة الرياض: " يبدوا أن العالم وصل إلى نتيجة ما، وهي أنهم لا يريدون أن يتغلب المجاهدون، كما أنهم لا يريدون أن تبقى الحكومة السورية على المدى البعيد، لذلك يرون ضرورة تمديد أمد الحرب تدمير البنية التحتية للشعب السوري ولسوريا، وتدمير الجيش والممتلكات".


وكشف فضيلته عن السبب المباشر لهذه النوايا، وهي أن يبقى اليهود في مأمن على أنفسهم بعد انتهاء الحرب، إذ لن تشكل أي جهة تتولى الحكم في سوريا خطراً على اليهود بعد تدمير سوريا ومقوماتها.

واستدل على ذلك بقصة الطائرة المحملة بالأسلحة التي تبرع بها الإخوة في ليبيا للمجاهدين في سوريا، كاشفاً أن إحدى الدول قد تبرعت بتوفير الطائرة لنقل هذا السلاح إلى الإخوة في سوريا، وبدلاً من أن تنزل الطائرة في تركيا، نزلت في تلك الدولة، حيث تم تجريد حمولتها من الأسلحة المتقدمة والمضادات والإبقاء على الأسلحة الخفيفة قبل أن تغادر مرة أخرى.

وبين أن مما يدل على خيانة العالم وتواطئه على سوريا، تلك الدماء التي تسيل في سوريا تحت سمع العالم وبصره وقال: "إن هذه الأحداث كشفت حقيقة العالم الذي يدعي الحرية والديمقراطية، فأي حرية وأي ديمقراطية وهم يرون شعباً بأكمله يباد تحت سمعهم وبصرهم".


وأكد أن الغرب متخوف من قيام دولة إسلامية قوية في سوريا مورداً في هذا السياق تصريحاً أدلى به أحد القادة الروس قبل أيام عندما أكد فيه: "أن القضية ليست قضية حكومة سورية أو معارضة ، وإنما القضية تتولى روسيا تناولها دولياً خوفاً من أن تعود دولة الخلافة الإسلامية التي كانت في تركيا".

وأضاف الشيخ العمر: "كما أن فكرة تقسيم سوريا إلى دويلات لا تزال مطروحة أمام هذه الدول المتواطئة كوسيلة لإضعاف سورياً، فيتم استقطاع دويلة للعلوين وأخرى للسنة وأخرى للأكراد، مبيناً أنه مع بقاء هذا المخطط لكنه لم يعد قوياً كما كان".


وعن الموقف التركي تجاه القضية السورية، أكد العمر أن الموقف التركي وإن كان من أقوى المواقف المناصرة للثورة السورية، إلا أن تركيا لا تزال تواجه تحديات إقليمية ودولية تمنعها من التوسع في دعم هذه القضية، ومن ذلك، خشيتها من الصدام مع الحزب التركي الشيوعي في تركيا والمتحالف مع إيران والنظام السوري، إضافة إلى وجود العلويين في تركيا بشكل يؤدي إلى ضعف موقفها.

لكنه انتقد بقية دول العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج والذي ضعف تأييدها كثيراً للثورة السورية، مؤكداً أن هذا الملف بحاجة إلى تحريك على المستويين الرسمي والشعبي. وقال: "إيران تعلن موقفها صراحة، وتقول أن الصراع في سوريا ليس بين الحكومة السورية وبين المعارضة بل بين إيران وأعدائها" محذرًا من أنه في حالة ما إذا انتصرت إيران وحلفاءها في سوريا فسوف يكون ذلك كارثة على دول المنطقة وخاصة الخليج.

وقال: "على هذه الدول أن تحمي نفسها من خطر قادم، فإيران تحيط بنا من كل الجهات، تتحرك بحرية وتدعم النظام السوري والحوثيين في الجنوب، فضلاً عن دعمها في أفريقا وبقية دول العالم باسم أهل البيت".

وأكد فضيلته على ضرورة المواصلة في دعم الثورة السورية، كل بما يستطيع، محذراً من أن طول الأمد وضعف الإمداد، قد يدخل الفرقة والخلاف بين أبناء الثورة السورية، وقال: "ومع أن الخلافات قليلة بين المجاهدين، ولا تزال غير مؤثرة، إلا أننا نخشى أن تستشري هذه الخلافات كما حدث ذلك في أفغانستان والعراق".


وحذر د. العمر أن الدعم والتبرعات لم تعد قوية كما كنت في رمضان وقبله مورداً إفادة لأحد قادة المجاهدين أبان فيها أن التبرعات انخفضت بنسبة 70 في المائة، مؤكداً أن المجاهدين مع توسعهم في العمل الميداني فهم بحاجة إلى المزيد من التبرعات، إذ ليس عندهم نقص في الرجال، وإنما نقصهم في المال، والسلاح، فبالمال يتم توفير السلاح. وقال: "علينا أن نعيد إحياء القضية السورية بالمال وبالإعلام كل بما يستطيع".

وأكد فضيلته الشيخ العمر على أهمية دعم اللاجئين وأثر ذلك في الثورة السورية، منتقداً ما يدعو إليه البعض من الاكتفاء بدعم المجاهدين دون اللاجئين، مبيناً أن المجاهدين إن اطمأنوا على ذويهم اللاجئين كان ذلك أقوى لهم لمواصلة جهادهم،

وأوضح أن هناك اختلاف بين منطقة وأخرى في حاجتهم للدعم، فهناك مناطق اكتفاؤها جيد والناس مقبلون على دعمهم، وهناك مناطق تعاني ضعفاً شديداً وبالذات في لبنان بسبب سيطرة حكومة حزب اللات في لبنان والامتناع عن مساعدتهم، فهم أشد حاجة من غيرهم وكذلك الحال مع اللذين لجؤوا إلى العراق.


وكشف عن مساع قام بها فضيلته خلال زيارته الأخيرة لمصر لتوحيد كتائب المقاومة في سوريا، بحيث تتوحد كافة الكتائب في كل منطقة تحت راية واحدة، بغض النظر عن انتماء هذه الكتائب، ثم بعد ذلك السعي لتوحيد كافة القيادات أو على الأقل التنسيق بينها.

وقال الشيخ العمر: "إن دفاعنا عن أخواننا في سوريا، ليس تبرعاً منا، وإنما هو دفاع عن الإسلام، ودفاع عن أنفسها وأعراضنا، فدعمهم ليس فيه منّة، وإنما هو حق واجب، فهم يقاتلون بالنيابة عنا".

واختتم الشيخ العمر بضرورة الدعاء لإخواننا في سوريا، وعدم الاستهانة بهذا السلاح العظيم وذلك إلا أن يرفع الله الكربة عنهم وينصرهم على أعدائهم ويرد كيد الأحزاب عنهم.
 

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا

  • 4
  • 0
  • 2,859

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً