التصفية العرقية في شمال مالي
اتهمت منظمات دولية الجيش المالي بارتكاب عمليات قتل عمد للمدنيين، وانتقامات، وعمليات تعذيب في مناطق ديابالي وكونا، خاصة في المناطق التي تم السيطرة عليها من أيدي جماعة أنصار الدين المسلحة. واتهم محققو منظمة (هيومن رايتس ووتش) الذين زاروا المنطقة في الأيام الأولى من الحرب، الجيش المالي بارتكاب عمليات نهب وسرقة لممتلكات المواطنين العرب والطوارق.
أطفال نازحون من مالي
بعد نحو أسبوعين من التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي بدأت تتكشف جرائم الحملة الصليبية التي تقودها فرنسا ضد المسلمين في هذا البلد الإفريقي، بتأييد واضح من الأمم المتحدة وأمريكا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل" بالطبع.
ونفذ الجيش المالي بمساعدة القوات الفرنسية خلال الأيام الماضية حملة "إبادات بالجملة" لطلاب المحاظر (المدارس الدينية) في موبتي وانيونو وجبلي وغيرها من مدن شمال مالي ، وقد امتلأت الآبار بالجثث، وعجت الشوارع بها، كما ظهر في صور بثتها قناة الاستعمار "فرانس 24" والتي جعلت (هيومن رايتس) ترفع تقريرا خاصا بمجازر الجيش المالي المتوحش.
وضمن جرائمه الوحشية أيضا قام الجيش المالي بإعدام نحو 16 من الدعاة في ديابالي، فضلا عن اقتحام أحد المساجد بباماكو وإعدام إمامه قبل أن يقدم على حلق لحى جميع من كان بالمسجد من الدعــاة.
واتهمت منظمات دولية الجيش المالي بارتكاب عمليات قتل عمد للمدنيين، وانتقامات، وعمليات تعذيب في مناطق ديابالي وكونا، خاصة في المناطق التي تم السيطرة عليها من أيدي جماعة أنصار الدين المسلحة.
واتهم محققو منظمة (هيومن رايتس ووتش) الذين زاروا المنطقة في الأيام الأولى من الحرب، الجيش المالي بارتكاب عمليات نهب وسرقة لممتلكات المواطنين العرب والطوارق.
وكشف شهود عيان لمحققي المنظمة أن الجيش المالي رمى بعشرات الأحياء في آبار للمياه العميقة في هذه المناطق، وأطلق نيراناً كثيفة على الجثث بعد رميها.
فيما كشفت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها عن اختفاء عشرات المدنيين الماليين من الطوارق والعرب، خاصة في مناطق الشمال، مشيرة إلى أن العديد من غارات الطيران الفرنسي قتلت مدنيين عزلاً في مناطق غاو وتمبكتو وكيدال.
فيما تحدثت وسائل إعلام عن نهب محلات تجارية في تمبكتو يملكها عرب أزواديون في عمليات انتقام مستمرة بعد سيطرة الفرنسيين والقوات المالية عليها.
ودعت المنظمة السلطات المالية إلى الإسراع في توفير الحماية لكل الماليين من أعمال الثأر والتصفية العرقية، وتحدثت وسائل إعلام عن مذابح وانتقامات عنصرية، خاصة في منطقة غاو.
وبحسب مستشار الأمم المتحدة الخاص حول منع الإبادة الجماعية (آداما ديينغ) فإن القوات المالية تقوم بتصرفات انتقامية عند سيطرتها على مدن شمالي البلاد.
وقال (ديينغ) إن هذه الانتهاكات الواسعة النطاق، والممنهجة قد ترقى الى مستوى الفضائع، مضيفا أن ثمة شكوك بأن الجيش المالي يقوم بتجنيد وتسليح ميليشيات تعمل بالوكالة لقتل العرب والطوارق.
وتحدث المسئول الأممي عن قيام الجنود الماليين ومعظمهم ينحدرون من جنوبي البلاد باستهداف المدنيين العرب والطوارق في المدن القريبة من خطوط القتال، فضلا عن تنفيذ إعدامات وخطف عدد من الأشخاص في مدن سيفاري وموبتي ونيونو وغيرها.
كما تحدث شهود عيان عن المجازر التي نفذتها مليشيات تابعة للجيش المالي ضد العرب عقب اقتحام المدن التي كان الإسلاميون يسيطرون عليها، فضلا عن عمليات النهب والسلب التي قام بها السكان الزنوج، دون أن تمنعها القوات الفرنسية التي بقيت في أطراف المدينة بينما كانت القوات المالية تنتشر في الشوارع الرئيسية.
ووفقا لشهود عيان فإن الاتهامات التي تنقلها وسائل إعلام عالمية عن الجيش المالي للتجار الذين نهبت ممتلكاتهم في تمبكتو وغاو بالتعاون مع الجماعات الإسلامية المسلحة، حيث أفادوا أن الجيش أدخل بعض الذخائر إلى متاجر تابعة لمواطنين عربا، وسمح بالتقاط صور تعطي الانطباع بتخزين هذه الأسلحة والذخائر في المتاجر العربية.
و يتعرض اللاجئون العرب والطوارق "الذين يشكلون أغلبية الفارين من المناطق الشمالية بمالي" للتهديد بالقتل من طرف المواطنين الماليين السود المقيمين بالمدن والقرى لذا يفرون باتجاه الحدود الموريتانية.
ويتمركز أغلب الفارين من شمال مالي بمخيم للنازحين في مدينة فصالة الموريتانية، حيث أصبح شبح الخوف من التصفية العرقية أقوى دافع لهجرة العرب والطوراق من مدنهم وقراهم، تاركين خلفهم كل ما لا يستطيعون حمله.
إيمان الشرقاوي
- التصنيف:
- المصدر: