الفرد وعوامل ضعف الأمة الإسلامية

منذ 2013-02-28

إن الأعداء في الخارج يرقبون حركات المسلمين ويتربصون بهم الدوائر، ويكيدون بهم كيداً، ويمكرون بهم مكراً بالليل والنهار، ويرجع ذلك الصراع إلى عصور غابرة تمتد إلى الوقت الذي دَكت ودَمرت فيه جيوش الإسلام عروش القياصرة والأكاسرة، وامتد حكم الإسلام إلى أطراف العالم، فمنذ ذلك الحين تشن الحركات والحروب ضد الإسلام والمسلمين وحتى يومنا هذا، فالحملات الصليبية، والاستعمار الغربي، وحركات الاستشراق، والتغلغل الصهيوني؛ مسميات تختلف فيما بينها، ولكنها تلتقي على حرب المسلمين، فيجمعون أمرهم كيلا تقوم للمسلمين قائمة، ولا تجتمع لهم كلمة، كما نلاحظ ذلك جلياً واضحاً اليوم في الحرب الصليبية الغربية على الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم تحت شعار مزيف وكاذب اسمه (الحرب ضد الإرهاب)!


إن الأعداء في الخارج يرقبون حركات المسلمين ويتربصون بهم الدوائر، ويكيدون بهم كيداً، ويمكرون بهم مكراً بالليل والنهار، ويرجع ذلك الصراع إلى عصور غابرة تمتد إلى الوقت الذي دَكت ودَمرت فيه جيوش الإسلام عروش القياصرة والأكاسرة، وامتد حكم الإسلام إلى أطراف العالم، فمنذ ذلك الحين تشن الحركات والحروب ضد الإسلام والمسلمين وحتى يومنا هذا، فالحملات الصليبية، والاستعمار الغربي، وحركات الاستشراق، والتغلغل الصهيوني؛ مسميات تختلف فيما بينها، ولكنها تلتقي على حرب المسلمين، فيجمعون أمرهم كيلا تقوم للمسلمين قائمة، ولا تجتمع لهم كلمة، كما نلاحظ ذلك جلياً واضحاً اليوم في الحرب الصليبية الغربية على الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم تحت شعار مزيف وكاذب اسمه (الحرب ضد الإرهاب)!

وذلك ما رأيناه في الحرب ضد المسلمين العزل في أفغانستان، وما نسمعه ونراه كل يوم من اغتيال وذبح وتشريد واعتقالات وتعذيب لأبناء الإسلام في جميع أنحاء العالم، سواء على مستوى الدول العربية والإسلامية، أو الدول الغربية أو الشرقية، وما نراه اليوم من احتلال أمريكي صليبي للعراق استغلالاً للثروات، وسيطرة على المقدرات، كونها محوراً إستراتيجياً مهماً بالنسبة للشرق الأوسط، كي يتسنى لأحفاد بني صهيون تحقيق مطامعهم اليهودية في العالم الإسلامي.

إن هذا العداء والكيد والاعتداء والحروب التي تشن على الأمة عامل مهم في إضعافها، لكنه عامل خارجي، وهو وإن بلغ ذروة الكيد والبطش بالإسلام والمسلمين لكنه ليس أكثر العوامل أهمية، بل هو نتيجة تابعة للعامل المتقدم، عامل ضعف الأمة داخلياً، فالمجتمع المسلم أصبح اليوم مجتمعاً فاسداً -إلا ما رحم الله-، تربى بعيداً عن الهدي الرباني، فأخلت النتائج بالصبغة الإسلامية والأخلاق الفاضلة التي يتمتع بها المسلمون، وهنا تتجلى عقبات في الأفراد أنفسهم، وفي تنشئتهم وتربيتهم.

وليس من شك في أن أكبر الأخطار التي تواجه المسلمين اليوم كامنة في النقص في تربية الأفراد أنفسهم، والضعف الذي أصيب به شبابهم، والمصيبة الأحدث والأعظم هي تغيير المناهج التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات إلزاماً من قبل أمريكا، وقد سارعت أغلب الدول العربية والإسلامية إن لم نقل كلها في إرضائها بتغيير المناهج، بحيث لا يُدرس فيها الجهاد والتعاليم الإسلامية وتبيين الفرق بين الإسلام وغيره من الديانات الأخرى المحرفة، وهذا الخلل في المناهج والتربية يؤدي إلى ضعف ونقص في تربية نشء المسلمين، وأكبر المصائب أن يصاب الفرد في نفسه. ذلك لأن معالجة أي خطر ممكنة ميسرة، ولكن عندما تكون تربية الأفراد تربية قوية تستطيع أن تجابه المصائب، وتصمد للحوادث، ومن عادات الضعيف أن يلقي بأسباب ضعفه على عوامل خارجية يدعي أنه لا يملك التصرف فيها ليسوغ لنفسه ما هو فيه من الضعف، ولقد اعتدنا أن نفعل ذلك، بأن نلقي تبعات ما نحن فيه من ضعف وتقصير على الاستعمار أولاً، وعلى الماضي ثانياً، وعلى مجتمعنا ثالثا.

ولا يخطر ببال أحدنا أن يجعل نفسه مركز الاتهام، فأي مصيبة يصاب بها الإنسان يرجع العامل الأساس في تلك المصيبة إلى الإنسان نفسه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في صدوركم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت» (رواه أبو داوود: 4297، وصححه الألباني)، الحديث الشريف يخبر عن سنة عميقة من سنن الاجتماع تبين ما تنتهي إليه الجماعة حين تفقد فطرتها، وتملأ الدنيا قلوب أفرادها، وما نحن فيه اليوم من انحطاط وضعف وهوان وتخلف ليس إلا تصديقاً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم..

والباحثين في علم الاجتماع يقولون أن الأسباب الحقيقية لكل انحطاط داخلية لا خارجية، وليس علينا أن نلوم العواصف حين تحطم شجرة نخرة في أصولها، إنما اللوم على الشجرة النخرة نفسها التي لم تستطع الاحتفاظ بقوتها ومقاومتها لتلك العواصف، كما لا ينبغي علينا أن نلوم اليهود في ذبح وتشريد أبناء فلسطين، ولا نلوم أمريكا في حربها على المسلمين في أفغانستان، وفي احتلالها للعراق؛ لأن اللوم على المسلمين والعرب أنفسهم وقاداتهم وزعمائهم أولاً حيث قد رضوا بما هم فيه من ذل وهوان، واستعباد للقوة الصليبية القذرة، والأمة التي تصاب بأبنائها هي التي تتعرض للمصائب والنكبات، وتصبح عرضة للغزو من قبل العدو، وهذا ما نحن فيه اليوم.

إذًا نخلص من هذا:
أن العوامل التي تؤدي إلى ضعف الإسلام والمسلمين هي ثلاثة تعمل مع بعضها البعض وهي: (عدو خارجي متربص، والمجتمع، والأفراد)، والمكانة التي تشغلها الأمة من محصلة هذه العوامل الثلاثة قد تكون بسبب ضعف الأمة الداخلي مغزوة من الخارج، وقد تكون بسبب قوتها الداخلية وتماسك مجتمعها غازية في الخارج.

ولقد بلغ الضعف بالمسلمين إلى أن وصل الأعداء لا إلى الدس في صفوفهم فحسب، بل إلى محاولة تغيير عقول المسلمين ونفوسهم، أي إن العامل الخارجي انتهى إلى مس العامل الداخلي، والتأثير فيه، وذلك غاية ما يمكن أن يصل إليه العدو في النهاية.

مما سبق يتبين أن العامل الفردي أصل العوامل الثلاثة، وأقواها في ضعف أمة أو قوتها.


خالد مطهر العدواني
 

  • 13
  • 3
  • 9,585

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً