مسلمو أمريكا.. والتنامي المستمر

منذ 2006-03-24

"الإسلام اليوم" تحاور الدكتور أحمد الخطاب -أحد قادة اتحاد مسلمي أمريكا.. حوار: عوض الغنام..

تعمل الجاليات الإسلامية جاهدة للبزوغ على الساحة العالمية في أمريكا الشمالية؛ حيث تصاعد التعداد الإسلامي 5 % مقارنة بالتعداد العام، أي ما يبلغ ثمانية ملايين نسمة، معتمدة في ذلك على مؤسسات إسلامية وصلت إلى العالمية مثل الاتحاد الإسلامي في أمريكا، وهي مؤسسة غير ربحية بدأت في 1963 كاتحاد للطلبة المسلمين للحفاظ على هويتهم.

وحول هموم المسلمين في أمريكا وتطلعاتهم وأهم التحديات التي تواجههم كان لـ(للإسلام اليوم) هذا الحوار مع أحد قادة هذا الاتحاد الدكتور "أحمد محمود الخطاب" وهو من مهاجري أمريكا منذ ما يزيد عن (23) عاماً ..

وإلى نص الحوار:

ما أهم المشكلات التي تتصدر قائمة اهتمام اتحاد مسلمي أمريكا؟
الجهل بحقيقة الإسلام سواء كان عن سوء فهم أو كان مقصوداً. وأهم التحديات التي تواجهنا الصورة النمطية في الإعلام، والتي تغذي الانتماءات العرقية والحزبية والمذهبية والقومية، بالإضافة إلى المشكلات الاجتماعية، وكذلك ندرة المؤسسات الإعلامية الإسلامية.

وقبل كل ذلك اللوبي الصهيوني المنتشر في شتى المجالات للتأثير في صناعة القرار السياسي الأمريكي في السياسة الأمريكية، سواء كان في المجالات السياسية أو الإعلامية أو الاقتصادية أو الخارجية، والذي يسعى بشتى الوسائل إلى تشويه صورة الإسلام، والتخوف من المد الإسلامي، وربطه بالإرهاب وعلى سبيل المثال إخراج (فيلم) لأحد الإعلاميين اليهود مؤخراً يحذر فيه من المساجد الإسلامية بوصفها خطراً يهدد سلامة المجتمع الأمريكي، كذلك شن سيناتور أمريكي حملة ظالمة متهماً النبي صلى الله عليه وسلم بالغدر والخيانة في معاهدة صلح الحديبية، بينما نشر مؤلف غامض يحمل اسماً إسلامياً، ويوهم القارئ أنه مسلم بالاشتراك مع حاخام يهودي كتاباً اسمه (أبناء إبراهيم).

وقد انتقد مجلس العلاقات الإسلامية، وهي إحدى المؤسسات الإسلامية النشطة -مادة الكتاب- وعدها قائمة من الغسيل القذر عن الإسلام والمسلمين، مؤكداً أن أي حوار يهودي إسلامي يُستخدم لتشويه صورة الإسلام، ومن الأشياء التي أود أن أضيفها أن اللوبي يرصد المد الإسلامي في أمريكا، ويتضح ذلك في ولاية نيوجرسي الأمريكية حيث يقطن بها أكثر من أربعمائة ألف مسلم عندما تعرّض المرشح الجمهوري لهذه الولاية لنقد شديد من قبل اللوبي الصهيوني لتحالفه وللقاءاته مع القيادات الإسلامية في (نيوجرسي) أدّت إلى اتهامه بالتعاطف مع المتطرفين المسلمين لكراهية إسرائيل.

ما أهم التحدّيات التي تواجه الوجود الإسلامي في أمريكا؟
من التحديات التي يواجهها الوجود الإسلامي في أمريكا ذلك القانون الذي صدر باسم مكافحة الإرهاب الذي يعطي الحق للإدارة الأمريكية أن تسجن من تشاء بدون إبداء الأسباب باسم قانون الأدلة السرية. والمسلمون في أمريكا من خلال مؤسساتهم الإعلامية والسياسية في واشنطن مثل المجلس الإسلامي الأمريكي، ومجلس العلاقات الأمريكية والإسلامية أبلوا بلاءً حسناً من خلال هذه المؤسسات لكسب تأييد أعضاء الكونجرس الأمريكي وغيرهم لحقهم الشرعي في مقاومة هذا القانون، والذي عده الرئيس الأمريكي يتعارض مع روح الدستور الأمريكي القائم على حرية الفكر والقائم على إقامة العدل والمساواة بين الناس.

هل للاتحاد الإسلامي دور في قضية القدس وفلسطين؟
تشكلت مجموعة عمل موحدة بناء على مبادرة من الاتحاد تضم كبريات المؤسسات الإسلامية العاملة على الساحة الأمريكية، وقد وُضعت خطة شاملة شملت المسيرات الشعبية تعبيراً عن موقف مسلمي أمريكا والمنصفين من الأمريكيين حتى اليهود أنفسهم، وبالطبع الشعب الأمريكي معارض تماماً للسياسة الأمريكية؛ فهناك حالة من الرفض للتعنت والظلم والعدوان الغاشم على العزّل والمدنيين، وقد تبلور ذلك في مسيرة أمام البيت الأبيض ضمت أكثر من عشرة آلاف مسلم وغير مسلم جاؤوا من شتى الأقاليم، معبّرين عن استيائهم للدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، وقد حمل أطفال المسلمين المتشحين بالثياب السوداء لافتات تحمل أسماء الأطفال الشهداء الذين سقطوا برصاص الجنود الإسرائيليين، كما امتلأت ساحات البيت الأبيض الأمريكي بشاشات سينمائية ضخمة ظلت تعرض بلا توقف على مسمع ومرأى الأمريكيين صورة الطفل (محمد الدرة) مما أدمى العيون بالدمع، وسُمّي هذا اليوم يوم القدس الذي وافق يوم الإسراء والمعراج.

كما دعت جبهة العمل الموحدة المسلمين في أمريكا إلى مواصلة الضغط السياسي على مكاتب وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بشؤون العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، وذلك من خلال الاتصال الهاتفي المباشر وإرسال الرسائل، كما لجأت المؤسسات الإسلامية الأمريكية المتخصصة في قضية القدس إلى شراء صفحات الجرائد واسعة الانتشار والمجلات لنشر إعلانات تعرض حقيقة الصراع وتفضح التواطؤ الأمريكي، وتدعو دافعي الضرائب الأمريكية للمطالبة بوقف الدعم للكيان الصهيوني، ونتوقع أن تصدر أفلام وثائقية قريباً.

والاتحاد من خلال مؤتمره السنوي الذي يحضره أكثر من ثلاثين ألفاً من المسلمين، كذلك الصفوة من العلماء ورجال الفكر والسياسة والإعلام ينظم سنوياً ندوة عن القدس ويدعو إليها خبراء مسلمين وغير مسلمين لتناول هذه القضية من جوانبها المختلفة، وجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يُعقد سنوياً عقب عيد الفطر.

على ذكر المؤتمر، ما القضايا المهمة التي يركز عليها المؤتمر هذا العام؟
يناقش أهم القضايا: قضية ثراء الحضارة الإسلامية في مجال الفنون والعمارة وتناول المجتمع الأمريكي كنموذج لهذا التنوع، قضايا التعليم الإسلامي في أمريكا، وقضية القدس، والقضايا الملتهبة دولياً في كشمير والسودان والعراق والصومال.

ومن أبرز فعاليات هذا العام الملتقى العالمي لرجال الأعمال، والذي سيبدأ قبل المؤتمر العام بيوم واحد ليفسح المجال لصفوة من رجال الأعمال المسلمين، أي لأكثر من (16) دولة ومن داخل أمريكا لتبادل الخبرات والتعارف على السوق الأمريكية، هذا ويتميز مؤتمر رجال الأعمال هذا العام بشموله الجوانب الاقتصادية الإسلامية وتكنولوجيا المعلومات.

هل يوجد نتائج ملموسة لنشاطكم؟
نحن نحصد العديد من الإنجازات منها: تحسين صورتنا أمام المجتمع الأمريكي والعالم كله، ذلك ومن المناسب أن نشير هنا إلى أن الرئيس الأمريكي أرسل إلينا العام الماضي رسالة تلفازية أشاد فيها بدور المؤتمر الإسلامي في أمريكا إلى جانب عشرات الرسائل من رجال الكونجرس والسياسة الأمريكية تبارك جهودنا وتحثنا على الاستمرار، حتى إن عمدة مدينة شيكاغو اتخذ من أيام المؤتمر أعياداً إسلامية (تسمى الأسبوع الإسلامي) يُحتفل بها رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية.

هل يفكر المسلمون في حزب سياسي بأمريكا؟
ليس هناك حزب خاص بالمسلمين بعد، لكن هناك معايير نسير عليها لتوظيف الصوت المسلم. على رأسها مدى استجابة هذا الرئيس أو المرشح للتعامل واللقاء مع ممثلي الوجود الإسلامي في أمريكا، وإلى أي مدى يتفاعل هذا الرئيس مع مشروع الأدلة السرية الذي يلاحق النشطاء من المسلمين، في ضوء هذين المعيارين تم التقاء مجلس التنسيق بين مؤسسات العمل السياسي والمؤسسات الإسلامية الكبرى لحشد الصوت المسلم لاختيار ما وقع عليه.
ونلاحظ أن 80% منها التزم بالقرار المشترك، و 40 % من مجموع هذا العام كان يصوت لأول مرة استجابة للحملة التعبوية التي قامت بها مؤسستنا، وأشارت الصحف الأمريكية أن الصوت المسلم أصبح له تأثير مهم في المجتمع الأمريكي.

المصدر: موقع الإسلام اليوم
  • 2
  • 0
  • 14,000
  • مراد

      منذ
    [[أعجبني:]] يجب على اتحاد مسلمي أمريكاأن يزيد من عمله في مكافحة العنصريةضد الإسلام و المسلمين . والله الميسر.
  • غسان ادريس

      منذ
    [[أعجبني:]] الوحدة بين المسلمين في أمريكا و الرأي الواحد و الاسلام الحق . محاولة التغلب على الرأي الامريكي و هو اللذي نعاني منه في فلسطين فأنتم تحاربون من الداخل و هو تحدي كبير [[لم يعجبني:]] أرجو التطرق لقضية فلسطين حيث أننا نعاني بشدة من القرارات و التدخلات الامريكية بشؤوننا الداخلية و التي نعاني بسببها من الحرمان من رواتب الموظفين فقد أصبحت المسألة عقاب و هذا لم يحدث في تاريخ أي شعب . يجب أن لا يعاقب الانسان على ديمقراطيته لأنها حق له كما يدعون
  • طلال المطيري

      منذ
    [[أعجبني:]] الأهتمام بأخواننا المسلمين أينما كانوا و خصوصا في المهجر لأنهم أمام تحدي كبير في دينهم و دنياهم, واطلاع المسلمين عن حال الأسلام في الغرب

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً