(الإسلاميون) ظهور المصطلح ومحاولة التحديد
أن مصطلح (الإسلاميون) لم يظهر إلا كرد فعل على وجود أهل "اللوثة" ولولاهم لكان كل مسلم إسلاميا بطبيعته، كما أن هذا المصطلح لا يعبر عن فئة من الشيوخ قررت العمل بالسياسة بقدر ما يعبر عن فئات مختلفة من المجتمع تريد أن تتسق مع ذاتها وأن تحكم(بضم التاء أوفتحها) بما ارتضته لها دينا!
.1 تعد مسألة الاحتكام إلى شرع الله وتطبيقه في كل مناحي الحياة من معالم "الإتساق" الواجبة لمن رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا!
.2 لم يكن يتصور في تاريخ أمتنا قبل اللوثة العلمانية أن نرى من يسمى "مسلم"وفي نفس الوقت يرفض بعض تلك الأحكام بحجج مختلفة!
.3 شاءت إرادة الله تعالى أن يتغلب تيار "اللوثة" على مقدرات أمتنا في فترة ما بعد الاستعمار وبرعاية منه!
.4 إزاء "مكر الليل والنهار" تأثرت أجيال من المسلمين بتلك "اللوثة" فصار الكثيرون منهم لا يرون غضاضة في أن ينقلب الإسلام إلى مسيحية بحيث يكون مجرد علاقة فردية بين الخالق والمخلوق لا يتدخل الدين في أي رؤية أو توجيه لأي من قضايا المجتمع، بل واصبح هؤلاء هم قادة المجتمع ورموزه ونخبته، التي تحرص وسائل :"إعلامهم" أن يفرضوهم على "الناس" ليل نهار في معركة الأفكار!
.5 ظلت هذه الفكرة المتناقضة منطقيا غير مفهومة ولا مرغوبة من قطاع من المسلمين واسع، عزز لديهم هذا وجود دائم لخطب المنابر والدعاة والمصلحين، وإن كانت دائرة تأثيرهم محدودة لكنهم كانوا الأوسع انتشارا، ومن ثم ظلت "النحبة الملوثة" في واد، وبقية الأمة في واديها .
.6 مع اتساع التعليم وكثرة وسائل الأعلام وعظم تأثير أهل "اللوثة"، وجد العلماء أن هذه الفكرة وإن كانت متناقضة وساقطة بنفسها إلا أن النزال الفكري معها واجب .
.7 ألفت العديد من الكتب في رد "اللوثة" فأقنعت العقول بعد القلوب من جماهير واسعة لم تتخل عن دينها يوما وإن كانت لا تملك من أمرها شيئا .في مواقع التأثير .
.8 بدأت هذه الجماهير ترى وجوب "منافسة" أهل "اللوثة" في مواقع تأثيرهم حتى تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية، وكما كانت الأمة طوال قرون، وللخروج من نفق المتناقضات المضلة .
.9 حين حققت تلك الجماهير التي ارتبطت بدينها ولم تتخل عنه يوما نجاحا ملحوظا في منافسة "المتغلبين" أطلق عليهم أهل "اللوثة" اسما يميزهم من باب التفريق بينهم وبين غيرهم حينا، ومن باب الاتهام حينا آخر فأطلقوا عليهم اسم (الإسلاميون) وبعضهم يقول "الإسلامويون" همزا وغمزا!
.10فالإسلاميون ليسوا شيوخا ولا دعاة قرروا العمل بالسياسة بل هم مهندسون وأطباء ومدرسون وجامعيون وعمال وفلاحون، لكنهم -فقط- غير "ملوثين" بلوثة "العلمانية"،
ومن هنا وقعت بعض المغالطات :نتيجة غموض المصطلح لدى فئات من الناس :
المغالطة الأولى:
دعوتهم (الإسلاميين) إلى العودة لميدان الدعوة وترك السياسة، هذه مغالطة لأنهم ليسوا دعاة ولا شيوخ أصلا وإن كان فيهم من يوجههم من العلماء والمشايخ، أو تربوا على أيدي العلماء بالأساس.
المغالطة الثانية:
مطالبتهم بأن يتبنوا منهجا فكريا محددا بأن يكونوا في أصول الدين أشاعرة مثلا و في فروعه شافعية مثلا أو أن يسلكوا مسلك الطرق الصوفية، هذه مغالطة في غير محلها لأنهم ليسوا مدرسة علمية بل هم مسلمون يريدون الاحتكام لدينهم ويسعهم ما يسع كل من يسمى مسلما!، ويبقى بعد ذلك الاختلاف في إطار الحب والرحمة .
المغالطة الثالثة :
النظر إلى ممارساتهم على أنها هي الإسلام، هذه مغالطة لأن ممارسات هؤلاء هي اجتهاداتهم هم في تطبيق دينهم الذى يعتزون به في مقابل أهل "اللوثة" فما على من لا يعجبه التطبيق أن ينافس في حسن التطبيق أو تصحيح مسار الفكر!
المغالطة الرابعة :
اعتقاد إنهم طالما أنهم (إسلاميون) فإنهم لا يجب أن يخطئوا!، هذه مغالطة لأنهم بشر وليسوا من الملائكة ولا بد من توقع الخطأ من هؤلاء في تطبيق ما يرونه هو المعبر عن السلام ويظل النصح والتسديد هو الخيار الأمثل لتجنب الاخطاء لا التشنيع لهدم المعبد على الجميع!
المغالطة الخامسة :
اعتبار أنهم يتاجرون بالدين لأنهم يرفعون شعاره، هذه مغالطة لأن كل مسلم مطالب بما يفعلون فإن رأيتهم كذلك فارفع شعاره أنت، والميدان مفتوح، فمن يتهمهم بهذا -في العالب- هو من تخلى عن دينه وليسوا هم من احتكره!
.............
والخلاصة أن مصطلح (الإسلاميون) لم يظهر إلا كرد فعل على وجود أهل "اللوثة" ولولاهم لكان كل مسلم إسلاميا بطبيعته، كما أن هذا المصطلح لا يعبر عن فئة من الشيوخ قررت العمل بالسياسة بقدر ما يعبر عن فئات مختلفة من المجتمع تريد أن تتسق مع ذاتها وأن تحكم(بضم التاء أوفتحها) بما ارتضته لها دينا!
- التصنيف: