بيان رابطة علماء المسلمين حول الأزمة في مصر
تدين رابطة علماء المسلمين ما تقوم به حركة تمرد وفلول النظام المصري السابق، والمدعومة من جهات خارجية معلومة لا تريد لمصر وشعبها أمنًا واستقرارًا، وتحمِّل الرابطة هذه الجهات جميعًا ما ترتب وما قد يترتب من آثارٍ خطيرةٍ شرعية واجتماعية واقتصادية وغيرها.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد
فإن رابطة علماء المسلمين لتشعر ببالغ الحزن والأسى لما جرى بأرض مصر الكنانة من إراقة للدماء المحرمة واستهانة بالأرواح والأموال المعصومة من قبل المتمردين والانقلابيين المأجورين، وتتقدم إلى أسر الضحايا والجرحى بالعزاء والدعاء بالرحمة والشفاء.
وفي هذا الصدد أصدرت الرابطة البيان الآتي:
أولاً: تدين رابطة علماء المسلمين ما تقوم به حركة تمرد وفلول النظام المصري السابق، والمدعومة من جهات خارجية معلومة لا تريد لمصر وشعبها أمنًا واستقرارًا، وتحمِّل الرابطة هذه الجهات جميعًا ما ترتب وما قد يترتب من آثارٍ خطيرةٍ شرعية واجتماعية واقتصادية وغيرها.
ثانيًا: نذكر جميع المصريين بحرمة التخوض في الدماء، والله تعالى يقول {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } [المائدة: 32]، ويقول تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93] وفي الحديث الصحيح (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما). رواه البخاري
ثالثًا: تهيبُ الرابطة بالمصريين المحتشدين في الميادين ألا يستدرجوا إلى العنف، وأن ينفضوا عن كل من يستخدم العنف، ويعتدي على الأبرياء، وأن يتبرؤا منهم، وألا يكثروا جمعهم ميدانيا أو سياسيا، والله تعالى يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [المائدة: 2].
رابعًا: على الشعب المصري أن يدرك ما تسعى إليه الجهات الخارجية من صهيونية وصليبية ورافضية وعملائهم من وأد التجربة المصرية الوليدة، وتهديد استقرار الدولة الجديدة، وتعويق المسيرة المصرية عن تحقيق ريادتها واستعادة قدرتها ومكانتها، وعليهم أن يفوتوا على الأعداء جميعا هذه الفرصة.
خامسًا: إن رابطة علماء المسلمين تدعو المصريين جميعا إلى التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، والاجتماع مع قياداتهم الشرعية والتشاور مع رئاستهم لتكثير المصالح وتقليل المفاسد، ومواجهة الانقسام الذي يهدد وحدة البلاد والأخذ على أيدي المفسدين، والله تعالى يقول: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } [الأعراف: 56] ويقول أيضا {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } [يونس: 81]
سادسًا: تطالب الرابطة الجيش المصري والمؤسسات الأمنية كافة أن تلتزم بتعهداتها ومسئولياتها الوطنية وألا تنزلق إلى تكرار تجربة الجزائر.
سابعًا: امتثالا لقول الله تعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا } [آل عمران: 103] فإن الرابطة تدعو قادة وقواعد القوى الإسلامية والوطنية كافة إلى الاجتماع على موقف موحد من هذه الأزمة، إعلاء للمصلحة العليا للبلاد وتجنبا للانقسام والتشرذم الذي سوف يقضي على مكتسبات المرحلة السابقة بالجملة، والله تعالى يقول: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال: 46]
ثامنًا: تؤكد الرابطة على ما ورد في خطاب الرئيس المصري الأخير من أهمية إدراك الأخطاء وتداركها بشكل عاجل، وتحقيق ما وعد به من إصلاحات في مختلف المجالات.
تاسعًا: تناشد الرابطة وسائل الإعلام وقادة الرأي والفكر في العالم الإسلامي عامة وفي مصر خاصة برعاية أمانة الكلمة، ومسئولية التوجيه، بما يحقق مصلحة الأمة ويزيد من قوتها ووحدتها، وألا تكون سببا للفتنة وطريقًا للفرقة ولو بشطر كلمة.
نسأل الله أن يحفظ مصر آمنة مستقرة، سخاء رخاء وسائر أوطان المسلمين، وأن يدفع عنها الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.
والحمد لله رب العالمين.
الأمين العام لرابطة علماء المسلمين
أ. د. ناصر العمر
رئيس رابطة علماء المسلمين
الشيخ الأمين الحاج
24/8/1434 هـ
- التصنيف:
- المصدر: