جمعة الفرقان دوما بإذن الله

منذ 2013-07-26

النصر مع الصبر، وعدهم النصر لأنهم صبروا على الأذى، قال تعالى {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون}.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد،

فالحمد لله الذي وعد المتقين بجنات ونعيم وفوز مبين، إخواني الفضلاء في مثل هذا اليوم من تاريخ أمتنا المباركة كان أول لقاء للنبي وأصحابة الكرام مع أعداء الدين، فبعد العذاب الطويل الذي زاد وطال لكبير وصغير، رجل وامرأة، حتى روى البخاري عن خباب بن الأرتّ أنه قال: (مرّ النبى علينا ونحن نعذب فقلنا ألا نستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا يا رسول الله ؟
قال علية الصلاة والسلام إنكم قوم تستعجلون، إنه كان يؤتى بالرجل فيما كان قبلكم فيوضع المنشار فى مفرق رأسه ويمشط بأمشاط الحديد على أن يرجع عن دينه فيأبى.)

يقول خباب أنه كان يشوى كما تشوى الشاة على النار، حتى ما كان يطفئ النار التى تحته إلا ما كان ينزل من جلده، صبرا لله ولدين الله عزوجل حتى زاد الأمر، فخيّروا بين الحياة وبين الدور والبلد، فهاجروا ونزلوا أرضا غير الأرض، ونزل قولة تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}.


ومن هنا تأتى الفائدة الأولى، أن النصر مع الصبر، وعدهم النصر لأنهم صبروا على الأذى، قال تعالى {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون}.

سؤل أحمد بن حنبل هل يمكّن للمرء قبل أن يبتلى؟ قال لا يمكّن حتى يبتلى.


إذا أخي الكريم من ظنّ ألا يبتلى ظنّ باطلا، فهذه سنة الله في خلقه، قال تعالى {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.

النصر قادم ولا شك، لكن هنا السؤال، من يستحق النصر ؟
والجواب هم الذين وعدهم الله بالتمكين، ولذلك روى الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اجتمع مع الناس ببدر وانتظر قدوم قريش أمرأن يصنع له عريش (خيمة)، وجلس فيها يدعو ويقول: اللهم وعدك الذي وعدتني، اللهم نصرك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تعبد في الأرض بعدها، حتى سقط البرد (العباءة) عن كتفه.

فدخل أبو بكر وقال هوّن عليك يارسول الله، إن الله منفذ لك وعدك الذي وعد.


الله أكبر، هذا المؤمن بوعد ربه، فلا مخرج مما فيه الأمة إلا بالصبر والمثابرة على البلوى وجهادها بالمشروع من دين الله، ولابد أن يلتزم المسلم بأمر ربه، وهذه الفائدة الثانية الالتزام بالكتاب والسنة، حتى تنجو وتمكن.

روى الترمذي أن رسول الله قال: (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضّو عليها بالنواجذ).


والفائدة الثالثة إخواني هي الدعاء وتحرى مواضعه وأوقاته، فالله يحبّ أن يُدعى، قال تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} صدق الله العظيم.

{كتب الله لأغلبنّ أناورسلي}.


فيا أخا الإسلام، لا تتعجّل، فما زلنا لم نقدم دما لله يرضى به، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.


أخيرا، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتمسّكم النار}. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كتبة الراجي عفو ربه

عمرو صالح ( أبو مالك)
 

عمرو صالح

خريج معهد إعداد الدعاة

  • 8
  • 0
  • 3,029

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً