حقوق الزوج والزوجة
لكل من الزوج وزوجنه حقوق شرعية؛ ولا ريب أن تلبية هذه الحقوق واحترامها من كل طرف نحو شريكه من سبل استقرار ودوام السعادة الزوجية، وأستطيع أن أقوال بلا مبالغة أن الغالبية العظمى من المشاكل الزوجية سببها الإخلال بهذه الحقوق واتباع الهوى الذي يصد عن الحق عن إتباع تعاليم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
لكل من الزوج وزوجنه حقوق شرعية؛ ولا ريب أن تلبية هذه الحقوق واحترامها من كل طرف نحو شريكه من سبل استقرار ودوام السعادة الزوجية، وأستطيع أن أقوال بلا مبالغة أن الغالبية العظمى من المشاكل الزوجية سببها الإخلال بهذه الحقوق واتباع الهوى الذي يصد عن الحق عن إتباع تعاليم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن ثم الاستقرار والمحبة بين الزوجين لن تكون إلا برغبة أكيدة من كل منهما في احترام هذه الحقوق أما التكبُّر والتعاظم على حساب استقرار الحياة الزوجية والأسرية حباً في كرامة زائفة أو نرجسية ممقوتة فلا شك لذلك أثار مدمرة نفسياً وبدنياً ومالياً، وعلى هذه السطور اطرح أهم وليس كل الحقوق لكل منهما والله المستعان.
- من أهم حقوق الزوج على زوجته:
1- أن تحفظ عرضه في غيابه.
2- السمع والطاعة ما لم يكن في معصية الله؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الألباني إسناده في الإرواء، ح:[1998]، وهو في السلسلة الصحيحة، ح:[1203]). » (حسن
3- عدم الخروج من البيت إلا بإذنه لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «»، فَقَالَ بِلَالٌ: "وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ". فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَقُولُ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَقُولُ أَنْتَ لَنَمْنَعُهُنَّ" (رواه مسلم). وتخرج للضرورة.
4- طاعة الزوج أولى من أداء النوافل فلا يصح صيامها أو صلاتها النوافل إلا بإذنه؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « » (متفق عليه).
5- إجابة دعوه الزوج إلى الفراش اللهم إلا لمرض أو حيض؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « » (رواه مسلم، ح:[3614]).
6- أن تتزيّن له وتعمل على سعادته، فترك التزين يؤدي لزهد الزوج فيها.
7- أن تصبر معه في السراء والضراء ولا تُكثِر عليه بطلبات لا طاقة له بها.
- من حقوق الزوجة على زوجها:
1- القوامة عليها والإنفاق بالمعروف؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم).
فالإنفاق مسؤولية الرجل ولو كانت المرآة تعمل وليحذر أن يدخل بيته حراماً، فلا يبارك الله في الحرام ومن أكل الحرام عصت جوارحه ربّ العباد شاء أم أبى.
قال الشاعر:
جمع الحرام على الحلال ليكثره *** دخل الحرام على الحلال فبعثره
2- تعليمها الكتاب والسنة فيأمرها بالحجاب إن لم تكن محجبة أو محجبة على الطريقة الأوروبية فيفقها بشروط الحجاب الشرعية، فلا يُعقل أن يتمنى الزوج أن يتزوج من الحور العين في الجنة بينما هو يعاشر امرأة من أهل النار في الدنيا! لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم).
- يعلمها أحكام الحيض والنفاس وإن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة وإن النفاس أقصاه أربعين يوماً وإن انقطع الدم قبل الأربعين تغتسل وتصلي وتصوم فالعبرة بانقطاع الدم وليس بالمدة.
- يحثها على صلاة الفجر في وقته؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « » (انظر صحيح سنن النسائي للألباني، ح:[1610]، وصحيح الجامع ح:[3494]).
- ويكون ذلك بحنان ورفق، فغرضه أن يحببها في الصلاة لا لينفرها منها.
3- إدخال السعادة عليها ولو بهدية رمزية قيمة أو حتى بمساعدتها في أعمال البيت كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يساعد زوجاته، وأدله ذلك ما جاء عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ، قَالَتْ: "كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ"، قَالَتْ: "وَكَان يَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ" (انظر صحيح الجامع للألباني، ح:[3937]).
وحديث: قَالَتْ: "كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ" (رواه البخاري).
4- حسن معاشرتها والصبر على إذاها؛ لحديث عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « » (انظر صحيح الترغيب للألباني، ح:[1924]).
فلا يثور ويُكثِر بالتلفظ بالطلاق بمناسبة وغير مناسبة: "أنتِ طالق لو خرجتِ أنتِ طالق لو ذهبتِ لأبيكِ -أنتِ علي حرام-" وقد تقع الطلقة الثالثة ويحاول الجميع الضغط على الزوجة، "معلش زلة لسان، ده أبو العيال"... ويدفعوها لزوجها ولا يدرون أنهم يدفعونها لجريمة زنا لأنها صارت محرّمة عليه بالطلقة الثالثة لقوله تعالى: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة من الآية:230].
وللزوج في صبر النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »، قالت: وبِمَ تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: « »، قلت: أجل، ما أهجر إلا اسمك" (رواه مسلم، ح:[6438])، وكما قلت فالحقوق كتبره، وما ذكرته هنا على سبيل المثال لا الحصر.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
سيد مبارك أبو بلال
- التصنيف:
- المصدر: