رؤية إسلامية لأحوال العالم

منذ 2006-06-23

بتصرف من كتاب رؤية إسلامية لأحوال العالم

 

كيف انحدرت الأمة من مستواهاالرفيع إلى ماهي عليه الأن حتى صارت ذلك الغثاء الذي أخبرنا عنه رسول اللهصلى الله عليه وسلم: « يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا : أمن قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله مهابتكم من صدور أعدائكم, وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت»

ولقد خُيِّل لبعض المستضعفين المنهزمين أمامالحضارة الغربية, الذين استعبد الغزو الفكري قلوبهم وأرواحهم، أن ضعفالمسلمين وتأخّرهم كان نتيجة حتمية لتمسكهم بالإسلام!!


وأن الإسلامكان حركة تقدمية يوماً ما! أي بالنسبة لوقته! وأنه فعل ما فعل في النفوسبسبب أنه كان بالنسبة لوقته حركة تقدمية, فدفع الحياة كلها إلى الأمامولكن دوره انتهى كحركة تاريخية وموقف تقدمي, لأنه بقي مكانه فسبقه"التطور"، فأصبح من ثم حركة رجعية! لم يعد صالحاً لمواكبة التطور الحديث؛بل صار معوقاَ ينبغي طرحه والبحث عن بديل منه, والبديل هو الحضارةالغربية .

إن الذي تخلّف لم يكن هو الإسلام.. وإنما " المسلمون"!!

وقد تخلّفوا لا لتمسكهم بالإسلام, ولكن لتخليهم عنه, وتفريطهم فيه.. أماالإسلام فما زال هو الدين الحق, وما زال هو الطريق الواصل, وما زال هوالطريق المستقيم.

تخلّف المسلمون لبعدهم عن حقيقة الإسلام, وإنبقيت لهم بعض مظاهره.. لقد بقي لهم أنهم ينطقون بأفواههم "لا إله إلا اللهمحمد رسول الله". فهل يعون معناها أو يعرفون مقتضياتها؟


وبقي لهم أنهم يؤدون بعض العبادات, فهل أدركوا المقصود بها, أو رعوها حق رعايتها؟


وبقي لهم بعض "التقاليد" الإسلامية, فهل تصمد التقاليد الخاوية من الروحللمعركة الضارية التي توجه إلى الدين عامة والإسلام على وجه الخصوص؟


وبقي لهم تمنيات بأن ينصر الله دينه, ويعيد إليه أمجاده, فهل تطفي التمنيات لتغيير الواقع السيء وإنشاء البديل ؟!

نستطيع أن نقول أن كل مفاهيم الإسلام قد فسدت في حس الأجيال المتأخرة منالمسلمين, تحوّلت "لا إله إلا الله" من منهج حياة كامل إلى الكلمة التيتُنطق بالأفواه، وتحوّلت العبادة بعد أن انحصرت في الشعائر التعبدية،وخرجت منها الأعمال والأخلاق إلى أداء آلي تقليدي خاوِ من الروح. وتحوّلتعقيدة القضاء والقدر من قوة دافعة إلى النشاط والحركة مع التوكل على الله, إلى قعود عن النشاط والحركة مع تواكل سلبي مريض، وتحوّل التوازن الجميلبين الدنيا والآخرة وإلى إهمال للدنيا من أجل الخلاص في الآخرة، فأُهملتعمارة الأرض وطلب العلم وطلب التمكين والقوة، وعمّ الجهل والفقر والمرض،ورضي الناس بذلك كله على أنه قدر ربّاني لا قبل لهم بتغييره، بل لا يجوزالعمل على تغيير خوفاًَ من الوقوع في خطيئة التمرد على قدر الله!

أهذا هو الإسلام؟! أم هذه صورة مناقضة لحقيقة الإسلام؟ وهل يمكن أن يؤدي الشيء ونقيضه إلى نتيجة واحدة ؟!

إذا كان الإسلام يؤدي في حياة الناس إلى التمكين والقوة والنظافة ونقاءالأخلاق والتقدم العلمي والتقدم الحضاري، ومقاومة انحرافات البيئة والتغلبعليها.. فهل يمكن للصورة البديلة أن تؤدي إلي النتائج ذاتها؟! أم أنهاتؤدي إلى الضعف والتخلف والخضوع لانحرافات البيئة والعجز عن تقويمها؟


وهذا حدث بالفعل.. فجاء الأعداء من كل حدب وصوب يحتلون أرض الإسلام, يمزّقونهاتمزيقاَ, ويقتلون كل ما بقي من قيم في حياة المسلمين. ثم جاء الغزو الفكريليقول للناس: إن السبب في كل ما حل بهم هو تمسكهم بالإسلام!! أي إسلام هذاالذي كانوا يتمسكون به؟!


حقيقة إنهم كانوا "متمسكين" بشيء ما! وإنهمكانوا يتوهمون أن ما هم متمسكون به هو "الإسلام"! ولكن متى كان الوهم يغنيعن الحقيقة أو يؤدي في عالم الواقع ما تؤديه الحقيقة ؟!


مثل الوهمالذي كانوا متمسكين به والحقيقة كمثل ورقة النقد الزائفة يحسبها المخدوعبها ورقة حقيقة حتى إذا ذهب بها إلى السوق لم يستطع أن يحصل بها على شيءمما يريد، وعاد بالخيبة والحسرة إن لم يتعرض لإلقاء القبض عليه وتوقيعالعقوبة عليه!


ولقد كان المسلمون متمسكين بأوهام يحسبونها حقيقة.

أوّل هذه الأوهام أن الإيمان هو التصديق والإقرار وأن العمل ليس داخلاَ في مسمىالإيمان !! وبهذا الوهم حسبوا أنفسهم مؤمنين وهم لا يعملون بمقتضى الإيمان!!

وتوهموا أنهم حين يؤدون الركعات المفروضة بأية صورة ويصومونالأيام من استطاع إليها سبيلاَ- فقد أدوا الزكاة المفروضة, ويحجون الحجةالمفروضة -من أستطاع إليها سبيلاً- فقد أدوا كل العبادة المفروضة.

ومن ثم خرجت أخلاقيات "لا اله إلا الله" من دائرة العبادة, وأصبح من المستساغعند كثير منهم أن يؤدوا الركعات المفروضة في المسجد ثم يخرجوا ليكذبوا علىالناس ويغشوهم ويخدعوهم, ويخلفوا وعودهم معهم, ولا يخلصوا في أعمالهم, ولا يتقنوا حرفتهم, ولا يأمروا بالمعروف ولا ينهوا عن المنكر, ولا يعمل علىوقاية أنفسهم وأهليهم من النار باجتناب ما حرم الله, ولا يعاشروا زوجاتهمبالمعروف, ولا يهتموا بأمر المسلمين, ولم يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فيسبيل الله.. وفي حسهم أنهم أدّوا العبادة!!

هل كانت مثل تلك"العبادة" تصلح زاداَ للدنيا أو الآخرة ؟!  حين تؤدى على هذه الصورة يسقطوزرها ولكن لا يثاب الإنسان عليها، إنما يكون الثواب في الآخرة على قدر مافي العبادة من صدق. أما في الدنيا فلا يكون لها أثر حقيقي، لذلك قال اللهتعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْسَاهُونَ }

ومن الأوهام كذلك أن أنهم توهّموا أنهم ماداموا"مسلمين" فسينصرهم الله, وسيوفقهم وسيقضي لهم حوائجهم وينجح مقاصدهم, مهمايكن حالهم, ومهما تكن حقيقة أعمالهم!! غفلة كاملة عن السنن الربانية!

لقد قال الله تعالى للمؤمنين: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنتَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. ولم يقللهم: مادمتم مؤمنين فسأنصركم, وأثبت أقدامكم مهما تكن أحوالكم, وأوضاعكموأعمالكم !!

ولقد هزِم المؤمنون -وفيهم رسول الله صلى الله عليهوسلم- في وقعة أحد حين عصوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. وهُزموا يومحنين -وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذالك- حين أعجبتهم كثرتهم فلمتغن عنهم شيئاَ وهم خير القرون.. فكيف بهاتيك القرون المتلفتة الغارقةبالبدع والمعاصي؟! أفكان الله ناصرهم وهم لا ينصرونه؟! لمجرد دعواهم أنهممؤمنون؟ أفكان الله موفّقهم وهم يعصونه, ولا يقومون بواجبهم نحوه؟ أفكانمنجح مقاصدهم وقلوبهم مشغولة بذكره غافلة عن أمره ونهيه؟!

 

  {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}

كيف فسدت مفاهيم الإسلام في حس تلك القرون المتأخرة ؟


لا شك أن هناك أسباباَ كثيرة تضافرت حتى زحزحت المسلمين عن حقيقة دينهم, وهميحسبون على الدوام أنهم "متمسكون" بالدين ! وحتى إن أدركوا أنهم مقصرون-ولابد أن يدركوا ذلك بين الحين والحين-، أسرع إليهم من يوهمهم أنهم فيمغفرة الله مهما فعلوا, حتى وقعوا فيما وقعت به بنو إسرائيل: {فَخَلَفَمِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَاالأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا}

{وَرِثُواْالْكِتَابَ } ! أي أخذوه وراثة واتخذوه تراثاً! ولم يشعروا أنه كتابهم هم, المنزّل إليهم ليعملوا بمقتضاه! إنما هو كتاب الآباء والأجداد وهم مجردورثة له, غير مكلّفين بالعمل بما جاء به!!

لقد كانت هناك زحزحةمستمرة -استمرت من عمر الأمة عدة قرون- تبعد الناس رويداَ رويداَ عن حقيقةالدين, وتأتي الصحوة عابرة, على أيدي العلماء والدعاة والمصلحين, ثم تعودالأمة إلى غفوتها أكثر انحرافاًَ من ذي قبل, وأكثر بعداً عن حقيقة الدين.


وفي النهاية تحقق النذير: تداعت عليهم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها, بينما هم كثير كثير.. ألف مليون من البشر.. أكبر عدد وصولاً إليه فيالتاريخ ..

وفي القرنين الأخيرين كانت الكارثة التي لا تزال تعيش الأمة عقابيلها إلى هذه اللحظة.


ظلت الصليبية الصهيونية تتآمر على الدولة العثمانية حتى قضت عليه وفي النهايةأسقطتها. وفتت العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة هزيلة ضعيفة, تتصارع فيمابينها وتشاحن بما يحقق مصالح الأعداء دائماً, ويحقق لهم السيطرة علىمقدرات المسلمين.


ونُحِّيت الشريعة الإسلامية عن الحكم في كل البلادالتي دنستها أقدام الصليبين, تشفياً وحقداً من ناحية, وزعزعة للدين منأصوله من ناحية أخرى.


فهم يعرفون أنهم حين ينقضون عروة الحكم تنقض بعدها بقية العرى, كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: « لتنقضن عرى هذا الدين عروة عروة, كلّما نقضت عروة تمسك الناس بالتي بعدها , فأولهن نقضاَ الحكم وآخرهن نقضاَ الصلاة ».

وفي كل حين تهجم الصليبية هجمة أو تهجم الصهيونية هجمة, فيعيدون تفتيت الدويلات التي فتتوها من قبل, ليحيلوها إلى تراب تسحقه أقدامهم! ويفتعلون الأزمات لتحقيق أهدافهم, و "الأبطال" جالسون على مقاعدهم, يكذبون على شعوبهم ويموّهون عليها, في ظل "البطولات" المزعومة.. حتى تنفذ أغراض السادة, فيركلوا الأبطال الزائفين بأقدامهم ويستهلكوهم, ولا يعتبر منهم أحد بما فعل بمن سبقه من "الأبطال"!!

{وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ . وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}

تلك نبذة سريعة عن مأساة الأمة في القرون الأخيرة التي لا تزال تعيش عقابيلها حتى اللحظة.. وما أبعد الشقة بين الأجيال التي شهد لها خالقها بقوله {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 

والأجيال التي حذّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم: « غثاء كغثاء السيل »، وسنّة الله لا تتبدل ولا تتحول ولا تحابي أحداً من الخلق {ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .. {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 31
  • 1
  • 30,126
  • abdessamad

      منذ
    [[أعجبني:]] الأستتاد محمد قطب من الأساتذة الكبار المشهود لهم بسداد الرؤية ،وهذه المقالة تؤكد ذلك وإن كانت موجزة مختصرة،لاسما لمن له اطلاع ولو قليل على ما يكتبه الأستاذ، ومن هنا فإني أنصح بالإطلاع على مايكتب لتكون الرؤية واضحةبتمامهاـ [[لم يعجبني:]] كون الناقلين لها اقتصروا فقط على نقل الجانب التشخيصي الذي يصف الداء ولم ينقلوا الجانب الذي يصف فيه الدواء .
  • الوليد

      منذ
    [[أعجبني:]] الشرح الوافي الميسر المحزن
  • عبدالرحيم

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم ابعث في هذه الامة رجلا ربانيا تجتمع حوله الأمة
  • مسلم بيحب مصر

      منذ
    [[أعجبني:]] مقال رائع و بالتأكيد سينتصر الاسلام
  • rabie

      منذ
    [[أعجبني:]] il vaut 10/10
  • anhari

      منذ
    [[أعجبني:]] مقال ممتاز و اسال الله ان يوفقنا جميعا و شكرا
  • ميسون

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة جيدة جدا تبين الواقع الذي نعيشه تبين لنا سبب ضعفنا بالتدريج، وتبين اننا لا نخشى الله في يومنا الحالي نحن نخاف الناس لذلك لم ننتصر. الاية الكريمة {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} فيها عتاب لنا [[لم يعجبني:]] ان الخلل في المسلمين انا في اعتقادي الخلل ليس من المسلمين بالاصل الخلل في عدم تطبيقنا لنظام الله في الارض لو كان هذا النظام صالح لراينا المسلمين صالحين لان الذي يمنع المسلمين من الوقوع بالضعف اما الشهوات اولا من انفسهم ثانيا من النظام الذي يتركهم يفعلون ما يشاؤون دون اقامة القصاص عليهم قال تعالى " ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون"
  • صلاح الدين

      منذ
    [[أعجبني:]] نعم نحن غارقون في الذنوب وما يصيب المسلمون هو بسبب الذنوب لا حول ولا قوه الا بالله والله ان القلب لينفطر على هذه الحال والى الله المشتكى
  • يحيى مصطفى السيد

      منذ
    [[أعجبني:]] كل كلمه هى قول الحق من كاتب المقال ولكن اين باقى الموضوع انا وغيرى نقرا لنصل الى نقطه نبدا بها مرحله جديده لتوحيد كلمه الاسلام وكيف لنا ونحن محكومين ولايوجد امامنا سوى الدعاء ولنبدا جميعا بانفسنا كيف وماذا نفعل لكى نسمو بالاسلام الى مكانته عند الله لكى يسمو بنا الله وينصرنا ويثبت اقدامنا . [[لم يعجبني:]] ارجو الافاده كيف اخبر اولادى بما جاء فى القرءان والسنه عن علامات الساعه وان اليهود اعداءنا الى قيام الساعه وجهادهم واجب علينا حتى ياتى امر الله وبعض الحكام المسلمين يهمهم فى المقام الاول مصالحهم وكما يقول المثل ومن بعدى الطوفان كيف ابرر لاولادى قتل المسلمين بعضهم تحت شعار سنه وشيعه ونحن جميعا مسلمين ولنترك خلافات الماضى ونعمل عقولنا ولايكون الاسلام مجرد ميراث توارثناه مذاهب واحقاد والسنه والشيعه يعبدون الله الواحد ولهم رسول واحد والبدع والاختلافات بسبب يهود اندسوا بين المسلمين الاوائل وافتعلوا الفرقه بينهم و سوف يسالون امام الله اما نحن فالمفروض بنا ان نترك خلافاتهم ونتحد امام عدونا الذى نعرف جميعا انه متربص بنا لماذا تركنا الجهاد الذى امرنا به الله لكى نقتل انفسناونهدم مساجدنا ونشوه صورتنا امام ابنائنا وامام اعداء الاسلام وكيف نبرر هذه الافعال امام خالقنا ونطلب منه نصرتنا ان هذه الفتنه وراءها اليهود و بايدى منافقين يدعون الاسلام وليس من الاسلام فى شئ ولكن لكى نضعف انفسنا بايدينا ونصبح فريسه سهله تماما كا القصه التى نقراها لاولادنا عندما قال الثور الاسود للاسد الذى جاء يفترسه بعد ان اكل اخوته (لقد اكلت عندما اكل الثور الابيض)فلقد اكتشف الخدعه التى وقع فيها هو واخوته ولكن بعد فوات الاوان اتمنى من الله القوى القدير ان لا يكون فات الاوان لكى يفيق المسلمون من غفلتهم ويعرفو انهم امام عدو واحد لو اتحدو امامه قهروه بكل مافى كلمه القهر من قوه ويوجهو جهودهم ومدافعهم وقنابلهم لمواجهه اعداء الاسلام الذين يقولون ان واجبهم نصرة اليهود كما امرهم الانجيل ونحن واجبنا اعلاء كلمة الله بكل مااوتينا من قوه وعلم وترك مانهى الله عنه مما يلهى القلب عن ذكر الله من المحدثات والتمسك بحبل الله المتين (وان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)وكفى قتلا للابرياء والمسلمين وندعو الى سبيل الله بالحكمه والموعظة الحسنه لان الله يهدى لنوره من يشاء من عباده (ولا تكن فظا غليظ القلب)نوحد جهودنا ونجعل ظاهرنا كباطننا( وتزودوا فان خير الزاد التقوى )واتقوا الله يجعل لكم مخرجاوعدونا ليس الابرياء الذين يقتلون بلا ذنب فعلوه ولكن عدونا من جاء ليغتصب ارضنا وخيرنا واعراضنا فهم الجنود الذين جاءوا الى بلادنا ليحتلوها ويستعمروهاويستحلوا خيراتها واعراض نساءناكما نقرا يوميا وهم معروفين للصغير قبل الكبير وهم الذين لابد من خروجهم اولا لتطهير ارضنا منهم وبعد ذلك يتشاور المسلمون على اختلاف مذاهبهم ويستعملوا عقولهم لنوحد كلمتنا ثم نبدا بحوار من يتهمون المسلمون بالفاشيين والراديكاليين وغيرها من الصفات ونوضح لهم الصوره الحقيقيه للاسلام والمسلمين ونترك امرهم بعد ذلك الى الله ليحكم بينهم . اعتذر لاننى اطلت الرد ولكن غيرتى على دينى وحبى لله ورسوله وال بيته وصحابته والتابعين لهم باحسان وادعوا الله ان نكون جميعا من التابعين لهم باحسان وفقكم الله وسدد خطاكم ونفعنا بعلم علمائناالمسلمين لنصره هذا الدين الحنيف وهدانا جميعا لما فيه الخير
  • racahm

      منذ
    [[أعجبني:]] و الله قلت الصدق و وضعت الضماد على قلبي الدي يتمزق حسرة على احوال المسلمين،بارك الله فيك اخي على هده المقالة الجميلة.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً