التدابير الواقية من الوقوع في المنكرات
الإسلام منهج حياة متكامل، والتدابير الوقائية إحدى أنظمته، حيث يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة، وتهذيب النفوس، وتطهير الضمائر.
الإسلام منهج حياة متكامل، والتدابير الوقائية إحدى أنظمته، حيث يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة، وتهذيب النفوس، وتطهير الضمائر.
وتطبيق المنهج الوقائي الإسلامي هو الطريق الأمثل والقويم للحماية من الوقوع في المنكرات، ويتمثَّل هذا المنهج في مواجهة المنكرات في مسارين:
المسار الأول:
الوقاية: وتتمثّل أبرز وسائلها في تربية الإيمان والتقوى اللذين يحولان بين الشخص وبين الوقوع فيما حرم الله تعالى، ولهما أثر في كف النفس عن الوقوع في الحرام بدايةً كما أن لهما أثر في الإفاقة بعد الكبوة والتوبة بعد المعصية، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [الأعراف:201].
ومن الوسائل كذلك التربية على الورع حيث تتّسم هذه المنكرات بقوة تأثيرها على المسلمين، ومن ثم فهم بحاجة إلى حاجز يحميهم، إلى حاجز بين الحلال والحرام يقيهم الوقوع في الحرام، والذين يتورعون عن الشبهات ويبتعدون عن الحمى هم أكثر الناس تورعاً عن الحرام المحض وبُعداً عنه.
ومن الوسائل أيضاً الاعتناء بتقوية الإرادة فكثير من الذين يقعون في هذه المنكرات يدركون قبحها وشناعتها، لكنهم يقعون فيها نتيجة ضعف إيمانهم، أو فشلهم في منع أنفسهم عنها، ومن ثم فهم بحاجة إلى أن تغرس لديهم قوة الإرادة والعزيمة.
وكذلك غرس الاهتمامات الجادة التي لها أثرها في إشغال تفكيرهم ووقتهم ونشاطهم بها كما أنها تُعلِي هِممهم وتسمو بها وتجعلهم يميلون إلى مجالسة من يشاركونهم هذه الاهتمامات.
المسار الثاني:
العلاج بعد الوقوع في المنكرات: تزداد المنكرات تعقيداً مع مرور الوقت، ومن ثم فالمبادرة في الاحتساب على أصحابها ضرورية حتى لا تطول وتستفحل، فطولها يؤدي إلى تأصيلها لدى الشخص وضعف استقباحه لها، ويحتاج المحتسب إلى التدرج مع أصحابها:
فالخطوة الأولى: العلاج غير المباشر، وهو الذي يعنى بالتركيز على تقوية الإيمان والتقوى في نفوسهم دون التصريح أو التلميح بهذه المنكرات.
الخطوة الثانية: التوجيه العام من خلال الحديث عن شؤم المعاصي وأثرها.
الخطوة الثالثة: التصريح والمناصحة المباشرة لهذه المنكرات.
نوال الشبرمي
- التصنيف:
- المصدر: