أصوات بمجلس الشورى السعودي تطالب بالانتصار للتركي

منذ 2006-08-01
أثار قرار هيئة المحلّفين في محكمة دينفر الأمريكية إدانة الطالب السعودي المبتعث حميدان التركي جدلاً داخل مجلس الشورى السعودي أمس الاثنين، حيث اعتبره عدد من أعضاء المجلس ( ظالماً وغير عادل )

وكان العضو الدكتور عبد العزيز الثنيان، طالب خلال الجلسة الصباحية، بالتحرك للانتصار للطالب حميدان التركي، معرباً عن معارضته للحكم الصادر بحق مواطن بلاده، مبدياً تخوّفه في السياق ذاته، من تعرض الطلبة السعوديين هناك، الذين فتحت لهم الحكومة السعودية باب الابتعاث أخيراً، لمثل تلك الأحداث التي لا يحمد عقباها، مما قد ينعكس سلباً على العلاقات بين الرياض وواشنطن.

وقد تعهد مجلس الشورى بمتابعة قضية المبتعث السعودي حميدان التركي الذي تعرض لاتهامات تشمل الاختطاف من الدرجة الأولى، والتآمر على الاختطاف من الدرجة الأولى، والتحرش الجنسي من الدرجة الرابعة. في الوقت الذي يطالب فيه الادعاء الأمريكي العام بسجنه مدى الحياة.

وفيما قال العضو الثنيان، إن مطالبهم لا تتعدى سوى توفير العدل للمواطن السعودي، وصف زميله العضو الدكتور عبد الرحمن السويلم، الحكم الصادر بحق المواطن حميدان التركي بـ(الجائر)، منتقداً سياسة الكيل بمكيالين، التي لم تحاسب القوات الدولية في المناطق المضطربة من العالم، حينما قاموا باغتصاب المسلمات.

ويأتي هذا التحرك من مجلس الشورى السعودي، في ظل تزايد الانتقادات الشعبية للحكم الصادر من محكمة أمريكية، بحق مواطن بلادهم حميدان التركي، التي اكتسبت قضيته تعاطفاً شعبياً كبيراً منذ اعتقاله قبل سنتين.

ورد الدكتور صالح بن حميد، رئيس مجلس الشورى السعودي، على مطالب أعضاء المجلس، بتعهده بمتابعة قضية الطالب المبتعث حميدان التركي، مع الهيئات الحقوقية والإنسانية.

وقد تناولت الصحف السعودية بنوع من الإحباط واليأس قرار المحكمة الأمريكية إدانة حميدان التركي، حيث كتبت جريدة الرياض: "القضاء الأمريكي ينهي (مسرحية) محاكمة التركي بالإدانة!!"، أما جريدة اليوم فقالت: "صراخ وبكاء في قاعة المحكمة، سجن التركي مدى الحياة في أمريكا"، أما جريدة الوطن فكان عنوانها "ابن حميدان ينهار عند النطق بالحكم، هيئة المحلفين تعتبر المبتعث السعودي حميدان التركي "مذنبا".

وقد شهدت مواقع الإنترنت، وساحات الحوار حملة تضامنية عالية مع حميدان التركي وعائلته، وتعالت أصوات كثيرة تناشد الحكومة السعودية بالتدخل العاجل لإنقاذ حميدان التركي من الظلم الأمريكي الصريح. في الوقت الذي عبرت فيه جمعية أصدقاء حميدان التركي عن خيبة أملها الكبيرة من قرار محكمة دينفر الأمريكية.

وكان حميدان بن علي التركي قد ابتعث لدراسة الدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنوات، وله خمسة أبناء، وفي أواخر 2004م ابتدأت محنته ومحنة زوجته سارة الخنيزان على يد حراس الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث اعتقل بتهمة إساءة معاملة خادمته وأطلق سراحه بعدها بكفالة ثم اعتقل وزوجته وتُرك أبناؤه الخمسة دون رعاية، لتبدأ بعدها فصول هذه المعاناة وجلساتها الطويلة.

وكان الدفاع في هذه القضية قد أنهى استدعاء شهوده في جلسة الاستماع الأربعاء الماضي، وكان آخر شاهد في هذه القضية أكاديمي (إسرائيلي) متخصص في علم الاجتماع في دول الشرق الأوسط من جامعة دنفر تحدث في شهادته عن كرم السعوديين وطريقة تربيتهم لأبنائهم وذكر أن (الشرف) من أهم الأمور لدى السعوديين بل إنه أهم من المال أو المنصب.

وأجاب الأكاديمي الإسرائيلي خلال إدلائه بشهادته على أسئلة الادعاء ومنها الأسئلة المتعلقة بالحجاب، وقال إن الرجل هو المسئول عن العائلة وعن حمايتها وإذا وضع قانوناً في المنزل لحماية أسرته فهذه طرق حماية وليست سيطرة في إشارة منه إلى قضية لبس الخادمة للحجاب، موضحاً أن أفراد المنزل يحترمون الرجل المسؤول عنهم وهذا مالا نجده عندنا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الجلسة الأخيرة قبل إصدار قرار هيئة المحلفين أعطى قاضي المحكمة المحلفين طرق الحكم على حميدان وذكر لهم التهم الموجهة إليه، وقال الادعاء في آخر نقاشه إن الخادمة الإندونيسية ضاع من عمرها (4) سنوات مع عائلة التركي، فيما أكد محامي الدفاع خلال الجلسة إن هذه المحاكمة بدأت بقصة كاذبة وطالب بالأدلة وبإعطاء موكله محاكمة عادلة.

هذا وسينطق قاضي المحكمة أواخر أغسطس القادم بالحكم (النهائي) بمدة سجن حميدان التركي في الولايات المتحدة بعد انتهاء فصول جلسات المحاكمة.

وقد طالبت زوجة حميدان التركي سارة الخنيزان، في رسالة عبر الإنترنت جميع من يقرأ رسالتها إلى أن "يرفع أكف الضراعة لله الناصر القوي القاهر, بأن يفرج الكرب ويحق الحق, فنعم سلاح المضطر الدعاء ونعم الهدية دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب".

المصدر: الإسلام اليوم
  • 0
  • 0
  • 7,725

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً