موت وسط النور

منذ 2006-08-04

عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي

الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية

 

 

- هي.. هي.. هي.. هي.. (يقفز الطفل طرباً)

- اهدأ يا أواب.. اهدأ

 

أواب: أقترب منزلنا يا أبي.. (يقفز أواب فرحاً هي.. هي.. هي)

الأب: قلت لك اهدأ

 

أواب :أنا سعيد جداً فأنا لم أر أمي منذ فترة، وكذلك جدتي الحبيبة!

أواب: أبي.. أبي.. حتماً ستنتظرني جدتي عند الباب وبيدها الحلوى كالعادة..

الأب: أكيد يا أواب.. الجميع ينتظروننا وهم مشتاقون لك

الأب [يتمتم]: ذلك بسبب مرضك الخطير... آآه يا لك من طفل لا تحمل الهموم مثلنا

 

أواب: أبي أنا مشتاق لأخي عبدالله ومستعد للعراك معه..

الأب: دخلنا "دما دوما" (1) يا بني، دقائق ونكون في المنزل. لقد تأخرنا كثيراً يا بني.. فقد أقترب الفجر.

 

أواب بصوت مرتفع جداً: آآآآآآآه مشتاق جداً لأمي وجدتي وإخوتي.. بل حتى ابن جارنا محمد مختار

 

صوت مرتفع جداً في السماء.. يرفع الأب وأواب رأسهما للسماء..

 

الأب: ما هذا ؟؟

أواب: ما هذا يا أبي؟؟

 

الأب:طائرة حربية.. اللهم سترك.. منذ فترة وقريتنا تذوق الويل بسبب الجيش...

 

الأب: وصلنا أنظر إلى بيتنا يا أواب

يصرخ أواب بأعلى صوته : أبي انظر منزلنا عليه نور قوي، كم هو جميل هذا النور.. هي.. هي.. هي..

 

يفتح عينه متعجباً.. ويبتسم ضاحكاً: أبي انظر.. انظر النور كم هو جميل

 

ثم يلتفت لوالده وقد تعجب من صمته

 

الأب صامت ينظر أمامه

 

أواب مشدوه : أبي ما الذي حصل؟؟.. أبي ما الذي حصل؟؟ يشد ثياب والده بقوة..

 

الأب يصرخ بأعلى صوته: أهربوا.. أهربوا... ثم يركض و يصرخ بأعلى صوته: عبدالله.. أمي.. عائشة.. أهربوا.. أهربوا...

 

ويضيع صوته مع أصوات الصواريخ التي تصيب بيته بدقه متناهية..

 

أواب يقف مشدوهاً، وهو يشاهد الدخان في كل مكان.. ويسمع صراخ الناس يتعالى.. ثم يتنبه لوالده الذي يركض بالتجاه المنزل.

 

يصل أواب للمنزل وهو يسمع صراخ القرويين.. ووقوف ينظر لوالده وقد تحدرت دموع والده بصمت

 

أواب: ماذا حصل لبيتنا؟ أبي أين أمي وجدتي وعبدالله؟

 

أواب يمسك بثوب أبيه، وقد علت وجهه علامات الرعب: أبي.. أبي.. وتحتبس الكلمات في جوفه؛ بدأ الناس يخرجون القتلى من بيت أواب (2).

 

----------------

(1) قرية في باكستان تبعد عن الحدود الأفغانية 40كم.

(2) وقعت العملية فجر يوم السبت 14/12/1426هـ

  • 0
  • 0
  • 7,107
  • غزال السلحدار

      منذ
    [[أعجبني:]] ولا ما اعجبنى شيء بالعكس حزنت حزن شديد رحمه الله على جميع شهداء المسلمين اللهم ان النصر من عندك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً