برهامي: اعتَذِر... أو اعتَزِل!
لم تكن الموافقة "الرسمية" من حزب النور على دستور القتلة المغتصبين مع دعوة "الجماهير" المصرية للموافقة عليه بنعم في الاستفتاء، -لم تكن تلك الفعلة- أولى طامات هذا الحزب البرهامي. بل سبقتها مصائب كبار، القاسم المشترك بينها هو: تكرار خرق إجماع الإسلاميين في مصر وخارجها، وادعاء التفرد بالحنكة السياسية، مع إظهار احتكار الصواب في الاجتهادات الفقهية، ودعوى العبقرية في استيعاب قضايا السياسة الشرعية، وتحويل التعصب ضد المخالفين معيارا للصواب والخطأ والحق والباطل، مع عناد وجفاء في تقديم إرضاء كل الكارهين للدين على رضا المسلمين.
لم تكن الموافقة "الرسمية" من حزب النور على دستور القتلة المغتصبين مع دعوة "الجماهير" المصرية للموافقة عليه بنعم في الاستفتاء، -لم تكن تلك الفعلة- أولى طامات هذا الحزب البرهامي. بل سبقتها مصائب كبار، القاسم المشترك بينها هو: تكرار خرق إجماع الإسلاميين في مصر وخارجها، وادعاء التفرد بالحنكة السياسية، مع إظهار احتكار الصواب في الاجتهادات الفقهية، ودعوى العبقرية في استيعاب قضايا السياسة الشرعية، وتحويل التعصب ضد المخالفين معيارا للصواب والخطأ والحق والباطل، مع عناد وجفاء في تقديم إرضاء كل الكارهين للدين على رضا المسلمين.
من "مناقب" حزب المخالفين منذ دخل عالم السياسة من الأبواب الخلفية:
- سَبْقُهُ إلى توهين فرصة مرشح الإسلاميين في الفوز بأغلبية مريحة، عندما خالف بترشيح من تفتتت به الأصوات في الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية. ثم مسارعته إلى توهين رابطة الإسلاميين العلمية والدعوية، بالانسحاب المبكر من (الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح)، التي جمعت -لأول مرة- صفوف العاملين للإسلام في مصر، حيث شقها برهامي لحسابات وحزازات شخصية، جرى تقديمها على المصالح العليا الإسلامية. ثم استنكافه وتعاليه عن الاشتراك في التحالف الوطني لدعم الشرعية، رغم تعاونه -في النور- مع جبهة "الإنقاذ العلمانية"!
- تمادي الحزب في تمييع مفاهيم عقدية -على رأسها عقيدة الولاء والبراء- بتقديمه الحسابات الحزبية على مقتضيات الأخوة الإسلامية والسياسة الشرعية، وإعطائه صوراً هزلية في ممارسة مفهوم الحاكمية، حيث ميعها وضيعها على طريقة (آل سعود) الذين مثل الحزب جناحهم الديني في الشأن الداخلي السياسي المصري، مقترِباً من نهج الخوارج في التعامل مع أهل الإسلام، وطريقة المرجئة مع أعداء الإسلام!
- أسهم حزب الطريقة البرهامية في تعميق الشقاق بين الإسلاميين، بالإصرار على الخروج عن إجماعهم كلما اجتمعوا على قرار، وتوج ذلك بالمشاركة العلنية في الانقلاب (العسكري/ العلماني/ الليبرالي/ اليساري/ الكنسي/ الصوفي) على الحكومة الشرعية، ضارِباً عرض الحائط بإجماع علماء مصر -بمن فيهم مؤسسو السلفية السكندرية، بل أكثر علماء العالم المعتبرين- على شرعيتها، وعدم جواز دعم الخارجين عليها.
- شارك الحزب حكَماً في إهدار دماء الشهداء، وتضييع حقوق المصابين والمعتقلين، بتسويغ أو إقرار ما حصل في جرائم فض الاعتصامات، وما أعقبها من سياسات الانقلابيين الهمجية، تماهياً وتماشياً مع مواقف العلمانيين من ليبراليين ويسارييين، ومتآمرين خليجيين.
- أدخل الحزب أكبر الهم والحزن على الموحدين بإدخاله الفرح والسرورعلى العلمانيين والصليبيين وسائر أعداء الدين، من خلال المشاركة في إنجاح مساعيهم في العبث بالهوية المصرية، بفرض دستور علماني مرفوض وضع الحزب عليه بصمة (السلف) متحدثا باسمهم زوراً، ومُدَّعياً تمثيله منهجهم غروراً!
- عبث الحزب بمفاهيم أصلية في السياسة الشرعية، بتنزيلها على واقع غير واقعها، محاولاً تطبيقها في غير محلها، وآخرها: مسألة (إمامة المتغلب بالشوكة) التي تعني عند البرهاميين: التسليم -شرعاً- بوجوب طاعة المنقلبين على الشرعية والشريعة، واعتبار معارضتهم من أفعال (الخوارج) مضاهين بذلك قول المفتي المفتون، كبير الصوف السياسية: علي جمعة.
- أما جناية البرهامية على (الدعوة السلفية) فهي تتخطى من تُسمَّى باسمها في مصر إلى من انتهج منهجها في سائر بلاد المسلمين، حيث لوثوا ذلك الوصف الشريف وجعلوه مثار سخرية ومجال تندر، جعل الكثيرين يستخفون منه أمام العوام، وجعل آخرين يجعلونه ترساً ووقاية يحتمون به من تلفيقات المباحث والأمن العام!
يا "شيخ" برهامي: اختلافنا معك كان سياسياً، ويبدو أنك تُصِر على أن يكون عقدياً!
نعرف أنك -على الأرجح- لن تعتزِل ولن تعتذِر، ولكن على من أجبرتهم على التخندق مع مواقفك الشاذة من السلفيين -في مواجهة بقية الإسلاميين- أن يعتذروا لك عن دعوى تمثيلك لهم! أو يعتزلوك ما دمت غير مُعبِّرٍ عنهم، إلا إذا اختاروا أن يكون مثلك مثلهم فذلك شأنهم!
- التصنيف: