أخطاء يجب أن نتجنبها (2) نويت أصلي!!!

منذ 2013-12-15

النية عبادة، بل هي من أعظم العبادات، ومحلها القلب، ولا يجوز التلفُّظ بها إلا في الحج؛ فهي العبادة الوحيدة التي شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم التلفُّظ بالنية فيها.


بينما كنتُ أقف في الصف في المسجد، وقد أُقِيَمت الصلاة؛ سمعتُ رجلاً بجواري يقول: نويتُ أصلي الظهر في مسجد، خلف الشيخ، حاضراً أربع ركعات.

وفي الحقيقة؛ لم تكن أول مرة أسمع فيها شيئاً مثل هذا، فإن الكثيرين يعتقدون أنهم إن لم يتلفظوا بالنية قبل بداية الصلاة بهذا التفصيل الممل فإن صلاتهم تكون باطلة!

وهنا لابد من وقفة أمام هذه الظاهرة؛ صحيح أن النية هي أصل ومبتدأ كل عمل، وإذا فسدت النية فسد العمل؛ فلابد من الاهتمام بالنية حتى لا يضيع العمل.


ولكن العلماء علَّمونا كيف نتعلَّم النية، فقال أحد العلماء: "لقد كانوا يُعلِّموننا النية كما يُعلِّموننا السورة من القرآن".

لذلك؛ لابد وأن نهتم بالنية، ولابد أن تكون النية على الكيفية الصحيحة، حتى لا يفسد العمل بفساد النية أو الابتداع فيها.

إذن؛ تعالوا بنا نتعلم النية.


النية عبادة، بل هي من أعظم العبادات، ومحلها القلب، ولا يجوز التلفُّظ بها إلا في الحج؛ فهي العبادة الوحيدة التي شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم التلفُّظ بالنية فيها.

ولذلك فإن التلفُّظ بالنية يُعتبَر مخالِفاً للسنة، بل يُعدُّ بدعة قد ينال الإنسانَ بسببها الإثم.

والسبب في كونها عبادة قلبية لا يُتلفَّظ بها؛ أن تكون خالصة مخلَصة لله عزوجل، فلا يطَّلع عليها إلا الله، ولذلك لم يَتلفَّظ بها النبي صلى الله عليه وسلم إلا في الحج فقط.

والذي يكفيك في النية؛ أن تستحضر بقلبك الصلاة التي سوف تصليها فرضاً كانت أو نفلاً، ولا تحتاج إلى استحضار هذه التفاصيل مثل اسم المسجد أو اسم الإمام.

والواجب على كل واحد مِنَّا إذا رأى أحداً بجواره في المسجد يَتلفَّظ بالنية؛ أن يبين له أن النية محلّها القلب، لتكون أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء.

أعلم أن بعضنا يقول إنما أفعل ذلك لأُثبِتُ النية أكثر حتى لا أتشكَّك فيها، والرد على ذلك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن تمسك بسنته نجا وأفلح، ومن حرَّف سنته وبدَّلها واجتهد فيها برأيه خسر.

نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا من المتمسكين بهديه، المُقتَفين لأثره، السائرين على دربه حتى نشرب يوم القيامة من حوضه.


 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد الله نبيل سابق

جامعة الأزهر قسم التفسير وعلوم القرآن

  • 15
  • 0
  • 6,158

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً