بيان لرفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني

منذ 2006-11-22

بسم الله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

وبعد فقد اشتدت في الآونة الأخيرة على إخواننا في فلسطين ,حملة حصار شرس , لم تحدث في تاريخ ذلك الشعب منذ ما يقرب من مئة عام , عندما بدأت أحداث القضية التي تعد الأقدم والأهم من قضايا المسلمين المعاصرة , لما لها من تعلق بالأرض المباركة في بيت المقدس والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. وقد ساء أهل الإسلام جميعاً أن يروا شعب تلك الأرض المباركة ينكَّل به من كل أعداء الأمة , وعلى رأسهم اليهود و حلفاؤهم في حصار ٍ ضار ٍ, أرادوا به إذلال ذلك الشعب ومعاقبته على انحيازه للنهج الإسلامي وطريق المقاومة.


وقد هالنا نحن الموقعين على هذا البيان أن نرى إصرار معظم الحكومات الغربية , وبعض الجهات العربية والفلسطينية على التواطوء مع اليهود في ذلك الحصار الظالم , الذي أُحكم منذ أن تسلمت حركة حماس السلطة في فلسطين, وهو ما يدل على أن ذلك الحصار جاء تعبيراً عن تولى بعض الظالمين بعضاً ضد أهلنا في فلسطين لأجل خيارهم الإسلامي , مع أن أهل الإسلام أولى بتلك الولاية فيما بينهم , لقول الله عز وجل: { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير }.
وقوله: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }

لقد أبانت دلائل نصوص الوحي المنزل, أن أعظم معاني ومقتضيات الولاية وآثارها , النصرة والمعونة والمحبة , سواء أكانت بين المسلمين أم بين غير المسلمين. وقد أثبتت تداعيات الأحداث في فلسطين عام 2006م , أن هناك تطبيقاً عملياً حازماً وجازماً لمعنى الولاية بين أعداء الأمة في تلك النازلة الأخيرة أقله على المستوى الرسمي , بينما لم نشهد للآن الحد الأدنى من تلك الولاية على المستويات الرسمية العربية والإسلامية , وهو ما أثر بدوره سلباً على التجاوب الشعبي.

ولما كانت الشعوب المسلمة هي المعنية بالأصالة بنصرة قضايا الإسلام والمسلمين , فالموقعون على هذا البيان يعلنون ما يلي:

أولا ً: أن الشعب الفلسطيني المجاهد؛ سجل أروع الأمثلة في التضحية والثبات والتكافل والعض على الدين بالنواجذ. ونحن إذ نوصيهم بمزيد من العطاء والصبر؛ لَنذكرهم بوعد الله في قوله - تعالى-: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً } [سورة آل عمران:120].
كما نوصيهم باليقظة للمكائد التي تحاك حولهم وفي داخلهم، وندعوهم إلى الالتفاف حول قياداتهم الأصيلة التي تعلن الولاء لله تعالى وتعتصم بكتابه سبحانه ولا تفرط في قضيتهم.

ثانيا ً: آن الأوان لأن تمكَّن الشعوب المسلمة من القيام بدورها في نصرة شعب فلسطين المسلم وفك حصاره , بكل وسائل الدعم المتاحة. وأن تزال الحواجز التي تحول دون وصول الدعم, ومن غير المقبول تعلل البنوك بالخوف من العقوبات الغربية. فالعقوبات الشعبية الإسلامية قد تكون أشد على تلك البنوك في حال إصرارها على عدم إيصال التبرعات. ونرى بأن ذمة الأمة لا تبرأ بادعاء العجز عن تقديم المساعدة الواجبة لهم؛ إذ لن يعدم الجادون من أبنائها وسيلة لكسر الحصار ولو عن طريق التواصل المباشر بين أشقاء الداخل والخارج.

ثالثاّ : نحن الموقعين على هذا البيان نشدد على تأكيد تأييد الأمة للموقف الشرعي والشريف لقادة الشعب الفلسطيني من حماس وغيرها من فصائل الجهاد, في رفض الاعتراف بدولة (إسرائيل) وحقها المزعوم في الوجود في فلسطين , ونعد الاعتراف بذلك خروجاً عن أحكام الشريعة وإجماع الأمة, لا يجوز لأحدٍ القيام به أو الدعوة إليه. ونذكر بالسراب الخادع الذي حصدته بعض القيادات الفلسطينية والعربية التي اعترفت بالعدو الإسرائيلي, فلم تحصل إلا على مزيد من المذلة والمهانة, وضياع الحقوق.

رابعاً : نؤكد على حق الشعب الفلسطيني المسلم في مقاومة العدوان الواقع على أرضه , أصالة عن نفسه ونيابة عن الأمة كلها , ونعتبر هذه المقاومة ضد العدوان , فريضة شرعية ومصلحة سياسية لا تجوز المطالبة بنبذها والتخلي عنها.

خامساً : نعد أي توقيع على اتفاقات أو معاهدات تتنازل عن حق المقاومة , أو حق عودة اللاجئين , أو حق الهوية الإسلامية للقدس خصوصاً وفلسطين عموماً, افتئاتاً وتعدياً على الأمة وخروجاً على ثوابتها وتفريطاً في مصالحها .

سادساً : نرى , أن المقاومة الفلسطينية المجاهدة بكل فصائلها , هي إحدى النجوم الساطعة في سماء الإسلام المجاهد على نهج سلف الأمة , وأنهم لهذا الشأن , لا يقبلون المزايدة على جهاد المسلمين في فلسطين بشعارات خداعة ,وحسابات خاصة.


سابعاً : يذكِّر الموقعون جماهير الأمة، بأن واجب تحرير بيت المقدس، وتخليص المسجد الأقصى الأسير، ليس واجب الفلسطينيين وحدهم ، بل واجب الأمة كلها ، ولهذا فإن الوقوف مع المرابطين في الأرض المقدسة ليس تبرعاً اختيارياً، ولكنه فريضة شرعية وأمانة تاريخية.

نسأل الله القوي القادر أن يفرغ على إخواننا صبراً ويثبت أقدامهم وينصرهم على القوم الكافرين ، وأن يعين عموم الأمة في هذه الأيام الفاضلة على مواجهة تلك النازلة ، دعوة ودعاءً، وتناصراً وإخاءً، { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }


الموقعون :

1. د. سفر بن عبد الرحمن الحوالي ( قسم العقيدة في جامعة أم القرى سابقاً)

2. أ.د. ناصر بن سليمان العمر ( المشرف العام على موقع المسلم)

3- د. عبد الرحمن بن صالح المحمود ( كلية أصول الدين -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض)

4-د. أحمد بن عبد الله الزهراني (عميد كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية سابقاً)

5-د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف ( كلية أصول الدين -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض)

6-الشيخ/ عبد العزيز بن ناصر الجليل (كاتب وباحث إسلامي)

7-د. محمد بن عبد العزيز الخضيري ( الأستاذ في كلية المعلمين -الرياض)

8-د. وليد الرشودي (رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين في الرياض)

9-الشيخ/ محمد شاكر الشريف ( كاتب وباحث إسلامي -مكة المكرمة)

10-د.خالد بن عبد الرحمن العجيمي ( الأستاذ في كلية اللغة العربية -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً)

11-أ.د. خالد بن عبد الله الدويش ( أستاذ جامعي )

12-د. أحمد بن عمير العمير (طبيب استشاري )

13-د. إبراهيم زيد الكيلاني (رئيس لجنة علماء الشريعة في جبهة العمل الإسلامي- الأردن)

14-د. عمر الأشقر ( أستاذ العقيدة -الأردن)

15-د. صلاح الخالدي ( أستاذ التفسير في جامعة البلقاء -الأردن)

16-د. همام سعيد ( الأستاذ في علم الحديث -الأردن)

17-د. علي الصوا ( أستاذ في أصول الفقه في الجامعة الأردنية)

18-عاطف الجولاني ( رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية)

19-أ.د. عبد الستار فتح الله سعيد (أستاذ التفسير بجامعة الأزهر)

20-أ.د. محمد عبد المنعم البري (رئيس جبهة علماء الأزهر وعميد معهد الدراسات الحرة بالأزهر)

21- عبد الحي فرماوي (وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة)

22- مروان شاهين (أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر- القاهرة)

23- مصطفى حلمي (رئيس قسم العقيدة والفلسفة بدار العلوم-القاهرة)

24- العجمي الدمنهوري (استاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة ورئيس سابق لجبهة علماء الأزهر)

24- مصطفى إمام (الأستاذ بكلية اللغة العربية بالأزهر بالقاهرة)

25-عبد الرحمن عويس (أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالأزهر-القاهرة)

26-أ.د. الخشوعي الخشوعي(أستاذ الحديث بكلية أصول الدين- القاهرة )

27-أ.د. عاطف أمان (أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين-القاهرة )

28-د. محمد يسري (مدير شؤون البحث في الجامعة الأمريكية المفتوحة)

29-د. عرفات محمد عثمان (أستاذ مساعد بكلية علوم القرآن -طنطا)

30-د. عبد العزيز كامل (كاتب وباحث إسلامي-مصر)

31-أ. جمال سلطان (كاتب وباحث إسلامي- مصر)

32-الشيخ الأمين الحاج محمد (رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان والأستاذ المشارك في جامعة أفريقيا العالمية)

33-د. إسماعيل حنفي (عميد كلية الشريعة في جامعة أفريقيا العالمية - السودان)

34-د. عبد الحي يوسف (أستاذ الثقافة الإسلامية في جامعة الخرطوم)

35-الشيخ/ محمد عبد الكريم (المحاضر في جامعة الخرطوم )

36-الشيخ/ مدثر إسماعيل (مدير معهد مسلم للدراسات الإسلامية في الخرطوم)

37-الشيخ/ محمد سيديا بن جدود النووي (من علماء موريتانيا )

38-الشيخ/ محمد الحسن الددو (من علماء موريتانيا)

39-الشيخ/ محمد محمود بن أحمد يوره (إمام الجامع الكبير في نواكشوط سابقاً)

40-الشيخ/ محمد بن عبد الله بن الشيخ محمد الشنقيطي (رئيس مجلس إدارة معهد الإمام مالك في موريتانيا )

41-د. عبد الرحمن بن عمير النعيمي (الأستاذ في جامعة قطر)

42الشيخ/ محمد العبدة (كاتب وباحث إسلامي مقيم في بريطانيا )

43-الشيخ/ أحمد بن حسن المعلم (رئيس جمعية الحكمة في حضرموت )

44-الشيخ/ محمد بن إسماعيل العمراني (عضو جمعية علماء اليمن)

45الشيخ/ عقيل بن زيد المقطري (رئيس اللجنة العلمية بجمعية الحكمة )

46-الشيخ/ محمد بن موسى العامري (مدير مركز الدعوة العلمي في صنعاء )

47-الشيخ/ عبد الله بن محمد الحاشدي (الأستاذ في جامعة الإيمان -اليمن)

48-د. حسن بن محمد شبالة (الأستاذ في جامعة إب -اليمن )

49-الشيخ/ محمد الصادق مغلس (قاض وأستاذ في جامعة الإيمان)

50-د. علي محمد مقبول (الأستاذ في جامعة صنعاء )

51-الشيخ/ عبد الرحمن شيبان (أمين عام جمعية العلماء المسلمين -الجزائر)

52-د. محمد دّراجي (أستاذ في جامعة أصول الدين-الجزائر)

53-الشيخ/ محمد هادي الحسني (عضو جمعية علماء المسلمين -الجزائر)

54-أ. عبد الإله بن كيران (رئيس تحرير جريدة التجديد المغربية )

56-الشيخ/ محمد الحمداوي (رئيس حركة التوحيد والإصلاح في المغرب)

57-د. محمد عز الدين توفيق (شعبة الدراسات الإسلامية في جامعة محمد الخامس بالمغرب)

المصدر: موقع نور الإسلام
  • 1
  • 0
  • 9,972
  • أبو حفص عبد الحميد

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: إني من فلسطين من غزة, والله الذي لا إله إلا هو إني لسعيد سعيد جدا حينما أقرأ مثل هذه المقالات التي تشعرنا بأنه مازال في الأمة علماء أحرارا لا يخافون في الله لومة لائم, وهو يقولون الحق وينصروا إخوانهم المستضعفين, فحيا الله كل من شارك في هذا البيان, وحيا الله الموقع الذي نشر فيه, وحيا الله كل من ساهم في ذلك, والله لا تعلمون كم نحن سعداء بمثل هذه المواقف, ونعلنها حقيقة نحن إخوانكم في فلسطين أننا مستعدون للعق التراب, واحتساء الدماء من أجل ديننا الحنيف, وحينما نسمع من إخواننا هذا الحديث لنشتد عزيمة وقوة, ولكننا حقيقة لسنا محتاجون إلى المال ولا إلى السلاح, فإيماننا وعزيمتنا وعقيدتنا كافية, ولكن ما أثقل ما نجد من فتاوى ومواقف من بعض علمائنا التي هي والذي رفع السماء بلا عمد أشد علينا من وقع سيوف وصواريخ أعدائنا علينا, فنستحلفكم بالله أيها العلماء الأحرار أن تتواصلوا معنا بكلمتكم وبصوتكم فإننا محتاجون إليها أشد حاجة, والله أكبر ولله الحمد, وبارك فيكم وأدامكم للإسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم أبي حفص

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً