العدوان على الصومال: أميركا تخطئ مرة أخرى
8/12/1427 هـ
29/12/2006 م
أميركا تكرر أخطاءها المرة تلو المرة, تمنعها
أهواؤها من رؤية النور, تلجأ إلى إعادة سيناريو أفغانستان والعراق في
بلدان عربية وإسلامية أخرى.
هذه المرة اختارت العودة إلى الصومال بالوكالة.
أميركا تكذب وتصدق كذبتها وتفرضها بصفتها أمراً واقعاً.
أميركا بارعة في صنع أعدائها, وبارعة في خسارة الشعوب.
أميركا ضحية؛ ضحية لسياساتها الخرقاء, ولعجز العالم, لاسيما أصحاب
الشأن في المنطقة العربية والإسلامية عن الوقوف أمامها بحزم, وإسماعها
كلمة لا.
لكن لا يبدو أن الأمل في تغيير هذه السياسة أمر وارد في المستقبل
المنظور.
أميركا تؤمن أن تماسكها وتفوقها والحفاظ على طريقة حياتها, وعلى
الهوية الغربية بشكل عام أشياء مرهونة بخلق عدو (بعبع) تجند له
طاقاتها, وتحشد له أساطيلها واستخباراتها ووسائل إعلامها ودعايتها
الضاربة.
قبل ثلاثة أسابيع فقط كان الجنرال جون أبي زيد في أديس أبابا ينسق مع
الرئيس الأثيوبي ميليس زيناوي لاجتياح الصومال ووأد حركة المحاكم
الإسلامية الوليدة في مهدها، وأعلنت الولايات المتحدة وقتها أنها لا
تؤكد ولا تنفي أن المحادثات تطرقت إلى الشأن الصومالي.
لقد أعمت الحماقة صناع السياسة الأميركية فغفلوا عن عواقب دعم غزو بلد
إسلامي من قبل دولة مسيحية، لن يكون الغزو نزهة, ولن يحقق أهدافه, بل
ربما يرتد على الولايات المتحدة في عقر دارها, ونسمع مصطلحات دعائية
مضللة من نوع Blowback (القذيفة المرتدة) والتي ترمز إلى رد الفعل
السلبي غير المتوقع على السياسات الخارجية الأميركية.
كم من قذيفة سترتد هذه المرة على الولايات المتحدة؟
ربما سمعنا مجدداً عبارات ظاهرها البراءة من نوع (لماذا يكرهوننا؟),
والصحيح هو التساؤل الذي طرحه الأميركي مارك ليفين وجعله عنوان كتابه
الصادر عام 2005 (لماذا لا يكرهوننا..).
إن الصومال بلد عربي مسلم يتمتع أبناؤه بولاء عميق للإسلام, وحس وطني
يرفض الهيمنة الأجنبية, لاسيما هيمنة الجارة العدوة إثيوبيا, وإن أقل
ما يمكن أن يحدث بعد اجتياحه أن يتصدى أبناؤه, وفي طليعتهم المحاكم
الإسلامية, للمقاومة بأساليبها المشروعة كافة, من المواجهة المباشرة,
إلى نصب الكمائن والعمليات الاستشهادية.
لن نسأل: من ينقذ أميركا من نفسها؟
بل نسأل: من ينقذنا نحن من النزعة التوسعية الإمبراطورية الأميركية,
من غطرسة ساسة البيت الأبيض والبنتاغون, من عقلية العنف والإرهاب
والعنصرية التي تحرك السياسة الأميركية, وتجلب لنا ولأمتنا المزيد من
القهر والمعاناة والظلم؟
- التصنيف:
mukhtaar56
منذ