نماذج من حِكْمَة النَّبي صلى الله عليه وسلم في معاملة قومه
منذ 2014-01-30
وفي صلح الحُدَيْبِية: دعا النَّبي صلى الله عليه وسلم الكاتب، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «اكتب: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. فقال سهيل: أما الرَّحمن، فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب: باسمك اللهمَّ. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: اكتب: باسمك اللهمَّ. ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمَّد رسول الله. فقال سهيل: والله لو كنَّا نعلم أنَّك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمَّد بن عبد الله. فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: والله إنِّي لرسول الله، وإن كذَّبتموني، اكتب: محمَّد بن عبد الله» رواه البخاري (2731).
عن عائشة، زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم، أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: «». ((فتح الباري)) لابن حجر (1/76)؛ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «» رواه البخاري (3231)، ومسلم (1795).
وفي صلح الحُدَيْبِية: دعا النَّبي صلى الله عليه وسلم الكاتب، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «» رواه البخاري (2731).
نماذج من حِكْمَة السلف:
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ إلى الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] {» رواه البخاري (1241).
عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:
قال عمر: «وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التَّحريم: 5]، قال: فنزلت كذلك {» رواه البخاري (402)، ومسلم مختصرا (2399) واللفظ للبخاري.
عثمان بن عفان رضي الله عنه:
فقد أمر الصحابة إذا اختلفوا في شيء عند جمع القرآن أن يكتبوه بلغة قريش، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصُّحف في المصاحف، ردَّ عثمان الصُّحف إلى حفصة رضي الله عنها، وأرسل إلى كلِّ أُفُقٍ من الآفاق بمصحف ممَّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفة أو مصحف أن يُحرق (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي (1/165).
الحسن بن علي رضي الله عنه:
عن الأعمش قال: ما زال الحسن يعي الحِكْمَة حتى نطق بها (مصنف ابن أبي شيبة) (35220).
أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج:
عن عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم قال: ما رأيت أحدًا الحِكْمَة إلى فيه أقرب من أبي حازم (صفة الصفوة) لابن الجوزي (1/386).
حجَّ سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز فأصابهم برقٌ ورعدٌ، حتى كادت تنخلع قلوبهم، فنظر سليمان إلى عمر وهو يضحك، فقال سليمان: يا أبا حفص، هل رأيت مثل هذه الليلة قط أو سمعت بها؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هذا صوت رحمة الله، فكيف لو سمعت صوت عذاب الله؟ فقال: هذه المائة ألف درهم، فتصدَّق بها. فقال عمر: أو خير من ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: وما هو؟ قال: قوم صحبوك في مظالم لهم، لم يصلوا إليك، فجلس سليمان فردَّ المظالم.
وحدث من سليمان بن عبد الملك أنَّ سليمان قال له: يا أبا حفص، إنا وُلِّينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامَّة فمُر به، فكان من ذلك أنَّ عمر أمر بعزل عمال الحجَّاج، وأقيمت الصَّلاة في أوقاتها بعد ما كانت أُمِيتت عن وقتها، مع أمور جليلة كان يُسمع من عمر فيها، فقد قيل: إنَّ سليمان حجَّ فرأى الخلائق بالموقف فقال لعمر: أما ترى هذا الخَلْق الذي لا يحصي عددهم إلا الله؟ قال: هؤلاء اليوم رعيَّتك، وهم غدًا خصماؤك، فبكى سليمان بكاءً شديدًا (مناقب عمر) لابن الجوزي (52-53)، (سير أعلام النبلاء) للذهبي (5/121).
الإمام الشافعي:
جاء رجل من أهل الكلام إلى الشافعي وهو في مصر، فسأله عن مسألة من الكلام، فقال له الشافعي: أتدري أين أنت؟ قال الرَّجل: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون، أبلغك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسُّؤال عن ذلك؟ قال: لا. قال: هل تكلَّم فيه الصَّحابة؟ قال: لا. قال: هل تدري كم نجمًا في السَّماء؟ قال: لا. قال: فكوكب منها، تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلق؟ قال: لا. قال: فشيء تراه بعينك من الخَلْق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟! ثم سأله الشافعي عن مسألة من الوضوء فأخطأ فيها، ففرَّعها على أربعة أوجه، فلم يُصِب في شيء من ذلك، فقال له: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه، وتتكلف علم الخالق؟ إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى الله، وإلى قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] (سير أعلام النبلاء) للذهبي (10/32).
المصدر: الدرر السنية
- التصنيف: