إلى عقلاء المسلمين

منذ 2014-03-11

فما من إنسان لا يدرك اليوم حقيقة وخطورة الحرب الاقتلاعية التي تدور على الصعيد العالمي لانتزاع الإسلام والمسلمين، وما من إنسان لم يدرك اليوم أن هذه الحرب ومن يديرونها ويحركون خيوط اللعبة هما الولايات المتحدة الأمريكية والفاتيكان؛ وقد سحبا في ركابهما الغرب المسيحي المتعصب ـ وإن كان في واقع الأمر لم يكن بحاجة إلى من يسحبه أو حتى يدعوه، فهو متورط في الموضوع بحكم الواقع، إضافة إلى بعض المتواطئين من المسلمين..

نعم، إلى عقلاء المسلمين، فإذا ما أمعننا النظر بموضوعية في الوقت الحالي لرأينا أن الضحية الأساس هو الإسلام، المطلوب تذويبه وإغراقه في متاهات متعددة لتسهيل اقتلاعه. فما من إنسان لا يدرك اليوم حقيقة وخطورة الحرب الاقتلاعية التي تدور على الصعيد العالمي لانتزاع الإسلام والمسلمين، وما من إنسان لم يدرك اليوم أن هذه الحرب ومن يديرونها ويحركون خيوط اللعبة هما الولايات المتحدة الأمريكية والفاتيكان؛ وقد سحبا في ركابهما الغرب المسيحي المتعصب ـ وإن كان في واقع الأمر لم يكن بحاجة إلى من يسحبه أو حتى يدعوه، فهو متورط في الموضوع بحكم الواقع، إضافة إلى بعض المتواطئين من المسلمين ... فمن يذهب إلى أبعد الخلفيات يرى أنه لا يوجد سوى تلك الأفرع أساساً، لأن حتى الخلافات الهوجاء بين المسلمين هي في واقع الأمر من ابتداعهم أو تدعيمهم على مر العصور. لذلك من الأفضل تناول كل نقطة على حدة:

1: الولايات المتحدة الأمريكية:

لقد تزايد إيقاع الهجوم على الإسلام والمسلمين منذ أن قامت الولايات المتحدة بعمل مسرحية "الحادي عشر من سبتمبر" سنة 2001 . وذلك بعد أن أسند إليها مجلس الكنائس العالمي في يناير 2001 مهمة ما أطلق عليه "عِقد اقتلاع الشر"، الذى هو الإسلام في نظرهم.. وتلفعت أمريكا بالشرعية الدولية المطلوبة لاقتلاع الإسلام، تحت مسمى "محاربة الإرهاب". وعلى الرغم من ثبوت أنها هي التي قامت بهذه المسرحية الإجرامية اللاإنسانية، بكل القرائن والأدلة الثابتة، إلا أن أحدا لم يقم نحوها بأي إجراء لردعها وإلزامها بتحمل تبعية وتكلفة ما تسببت وتتسبب فيه من دمار على الصعيد العالمي خاصة في حق الإسلام والمسلمين.

وإذا ما تأملنا الجانب الأمريكي على حدة، بما أنه السلطة الحربية المتفردة بعد اقتلاع اليسار، بالتواطؤ بينها وبين الفاتيكان، لرأينا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد شنت 199 حربا أو هجمات عسكرية بمفردها أو بمساندة حلف الأطلنطي أو هيئة الأمم، منذ الحرب العالمية الثانية (1941ـ1945). وذلك وفقا للتقرير الصادر عن قسم الأبحاث التابع للكونجرس الأمريكي. وهو صادر في 3 مايو 2013، مكوّن من 39 صفحة، ويرصد كل الهجمات التي قامت بها الولايات المتحدة في الفترة من 1798 إلى 2013، أي أكثر من قرنين بقليل، لكنني أحصيت فقط تواريخ ما قامت به من حروب وهجمات منذ الحرب العالمية الثانية، وهو التاريخ الأقرب لنا، ورابط التقرير هو:  https://www.fas.org/...tsec/R42738.pdf .

مائة تسع وتسعون حربا أو هجوما مسلحا بمختلف المسميات والحجج في تسع وستين عاما، وفي أغلبها تقوم هي بإعداد الخلفية اللازمة لإعلان الحرب أو التدخل حتى أنها ابتدعت لنفسها مسمى "الحرب الاستباقية"، أي قبل أن يفكر الطرف الآخر في أي هجوم، يحق لها هي أن تقوم بدكِّهِ وسحقِهِ والزج به في غياهب العصر الحجري، مثلما توعدت وفعلت في حرب العراق وغيرها! وهي وقاحة سياسية وإنسانية جامحة لا بد من ردعها.

وإذا ما نظرنا إلى الأسباب الحقيقية لهذه الحروب والاعتداءات، لرأينا أن جميعها لا تخرج عن نطاق: الاستعمار، استغلال الموارد الطبيعية والتحكم فيها، أو إعادة الاستعمار بحجج مختلفة، وخاصة المساهمة في عملية اقتلاع الإسلام. وفي جميع الأحوال ابتداع الفتن والحجج اللازمة حتى الدينية منها. وإذا ما ألقينا نظرة على مجريات الأمور حاليا لرأينا كيف تتم محاربة الإسلام والمسلمين على الصعيد العالمي والمحلى، وخاصة استعار الهجمات الشرسة بعد قرارات تنصير العالم. الأمر الذي نخرج منه بأن من تمت إبادتهم من المسلمين، منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 حتى اليوم، بات يُعد بالملايين. نعم: بالملايين. بينما الغرب الصليبي يصمت أو يساهم فعليا مثلما تقوم فرنسا في إفريقيا الوسطى فقد تدخلت لصالح المليشيات المسيحية وقساوستها ونزعت أسلحة المسلمين قبل طردهم أو قتلهم والتمثيل بجثثهم. بل لقد تم قتل آخر مسلم، وذلك من أجل مخزون اليورانيوم والنفط.. وفي نفس الوقت يضيقون الخناق حول الوجود الإسلامي في البلدان الغربية سواء في التحيّز في مجالات العمل والمعيشة أو حتى في أماكن العبادة والزى أو الحجاب!

ونتيجة لفرض الديمقراطية الأمريكية في أفغانستان أصبحت هذه الدولة المسلمة تنتج حاليا 150 مليار جرعة هيروين في العام. أي 25 ضعف سكان العالم! وذلك بعد أن كان نظام طالبان قد نجح في اقتلاعه ومنع زراعته تماما.. وبينما يتم تطبيق الديمقراطية الأمريكية في مصر انتعشت زراعة الأفيون وتزايد تهريب المخدرات وباتت تباع في العلن. وما تقوم به أمريكا حاليا من تدمير للبلدان الإسلامية مثلما فعلت، وتفعل الآن في أرض اليمن، فقرار مجلس الأمن، تحت البند السابع، يعطى القوى العظمى الإذن بالتدخل عسكريا واللجوء إلى الغزو الجوي والبري والبحري وقتل الأبرياء بالملايين ودك أراضيهم باليورانيوم وغيره، لا يخرج عن الإطار العام لاقتلاع الإسلام والاستيلاء على الموارد الطبيعية لبلدانهم.

ولا أقول هنا شيئا عن الكيان الصهيوني الذي اغترسوه في أرض فلسطين، وطرد ملايين الفلسطينيين بينما قام الصهاينة بالاستيلاء على 98 % من الأرض. وفي 17 فبراير 2014 أعلن ناتنياهو في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى بالقدس المحتلة وأمام السفير المصري: "أن القدس عاصمة أبدية موحدة لليهود"! مع العمل على التصعيد المتعمد للاستيلاء على المسجد الأقصى وهدمه. فمنذ 25 فبراير 2014 بدأ الصهاينة في استخدام الرصاص الحىّ سواء على الفلسطينيين داخل المسجد أو خارجه، وما تم فحته من أنفاق تحته لتؤدي إلى سهولة هدمه ليس سراً. وذلك على مرأى ومسمع من الجميع، وكل ما بتنا نقدر عليه كمسلمين، بكل أسف، بسبب تواطؤ البعض منّا في مختلف المجالات، هو: التفوه ببضعة كلمات مهينة، جوفاء، جرداء، من قبيل: نرفض، نعترض، نحتج أو نشجب. ويالها من مهانة وهوان، وأصبحت القضية الفلسطينية تبدو على أرض الواقع وكأنها انتهت وباتت خارج الأحداث! 

2: الفاتيكان ومؤسساته:

أما الطرف الثاني المتضامن مع الولايات المتحدة الأمريكية أو المحرك لها ضمنا فهو: الفاتيكان. تلك المؤسسة الكنسية العتيدة التي تحارب الإسلام وتعمل على اقتلاعه، منذ بداية انتشاره حتى يومنا هذا، والتي تقود عملية تنصير العالم بضراوة، منذ أن قررها وأعلنها صراحة مجمع الفاتيكان الثاني سنة 1965. بل وفرض تنفيذها على كافة المسيحيين بكل فرقهم وعلى كافة الكنائس المحلية في العالم. الأمر الذي أوجد شروخا عميقة في كافة البلدان المسلمة التي بها أقليات مسيحية أياً كان عددها. وذلك بحكم تحوّل هذه الأقليات وكنائسها إلى تابعة لأوامر الفاتيكان وقراراته، بموجب الاتفاقيات المبرمة بينهم جميعا. الأمر الذي بحاجة منا إلى وقفة جادة بعيدة عن المجاملات وجبر الخواطر !!

ولمن لا يعرف واقع الأمر، فإن قرار تنصير العالم وفرض تنفيذه على كافة الأتباع وعلى كافة الكنائس المحلية هو قرار لا رجعة فيه. وذلك بناء على كل الوثائق التي أصدرها مجمع الفاتيكان الثاني، إضافة إلى كل ما قبلها وإلى كل الخطب أو الأحاديث والرسائل البابوية المتوالية. وفي مواكبة قرارات تنصير العالم ابتدع ذلك المجمع قرارات توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما من أجل التصدي للمد الإسلامي، وهو ما يتم حاليا على الصعيد العالمي مع الكنائس المنشقة عقائديا، خاصة الكنائس المصرية، التي يعمل رؤساءها على اقتلاع عقائدهم لتنفيذ مآرب الفاتيكان. وذلك إضافة إلى قرار الحوار مع الديانات الأخرى.

وهذا الحوار في كافة الوثائق الفاتيكانية يعنى كسب الوقت وتخطى العقبات المختلفة حتى تتم عملية التنصير. وهنا لا بد من الإشارة إلى مقولة أحدهم حديثا: "لقد فشلنا في اقتلاع الإسلام، لكننا نجحنا في زعزعة إيمان المسلمين، وسنواصل"! وإذا ما أضفنا أهم النقاط الأخرى لأدركنا فداحة الموقف الذي يواجه الإسلام والمسلمين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

* البابا فرنسيس وخطبه التصعيدية: لم يكف البابا فرنسيس، منذ توليه منصب البابوية وحتى يومنا هذا، عن تصعيد أكذوبة اضطهاد الأقليات المسيحية، في الوقت الذى يذبّحون فيه المسلمين بكل جبروت في ميانمار وفي إفريقيا الوسطى وغيرها كثير.. بل لقد وصلت فرياته يوم الثلاثاء 4/3/2014 أثناء القداس إلى قول: "أؤكد لكم أن هناك من الشهداء اليوم أكثر مما كان يوجد في الأيام الأولى للمسيحية"! ووصل به قلب الحقائق إلى إضافة: "يوجد ضدنا اضطهادات أخرى لأن العالم لا يتقبل ألوهية المسيح، ولا يتقبل التبشير، ولا يتقبل عظات المسيح"، وتتواصل مغالطاته بغية التصعيد وإشعال الفتن، وفيما يلي رابط هذا النص:

http://www.aed-franc...tyrs-aujourdhui

* المجلس التشريعي للديانات العالمية والتقليدية: ويتكون هذا المجلس أو "الكونجرس" من ممثلين للإسلام والمسيحية والبوذية والتاؤية والهندوسية وأعضاء فخريين (من الفاتيكان) وضيوف مميزون. والوفد الإسلامي، أكبر الوفود، مكون من ثمانية أشخاص، ممثلون لبلدان إسلامية مختلفة، يترأسهم الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي. واللقاء الثالث عشر لهم سيتم يومي 17 و18 سبتمبر 2014، في مدينة أستانا بقزاخستان، لتفعيل قرارات اللقاء وتحديد موعد المؤتمر العام الخامس.

ومدينة أستانا مبنية في منطقة نائية من غابات الإستب، وهي أول عاصمة تم تشييدها في القرن الواحد والعشرين وتمثل ما يتجه إليه العالم، أو ما يفرضونه عليه، وهو ما يُفهم من نفس فكرة إهداء المدينة الشديد الوضوح: "إلى توحيد ديانات العالم"... ومن قام بتصميمها هو المهندس المعماري المتنوّر: نور سلطان نزار باييڤ رئيس جمهورية قزاخستان. والمقصود بتوحيد ديانات العالم هو أن نتعامل بالمشترك بيننا ونسقط الباقي. والباقي هنا، فيما يتعلق بالمسلمين، هو ثلث القرآن الكريم الذي يرفض تحريف التوحيد بالله، ويرفض عملية التثليث والشرك بالله عز وجل. وهذا المجلس التشريعي جزء لا يتجزأ من مشروع النظام العالمي الجديد القائم على: نظام سيأسى واقتصادي واجتماعي وديني واحد، حتى تسهل قيادة العالم. ومن الصور نرى أن الدكتور حمدي زقزوق حضر الدورة الثانية عشر وألقى كلمة في الافتتاحية. أي أننا نعلم ونشارك في هذا التدمير لكي لا أقول "التخطيط " الرامي إلى اقتلاع الإسلام، ورابط هذا المجلس التشريعي هو:

http://www.religions...49/lang,english

* اللجان المختلفة الخاصة بالحوار: لجنة الحوار بين الأديان، من اللجان الأساسية التي ابتدعها الفاتيكان، وكل ما يعنيها هو الحصول على تنازلات جديدة من المسلمين في كل لقاء، وهناك من الوثائق الكاشفة ما يكفي وأغلبها منشور في مواقع الفاتيكان أو المواقع التابعة له. وقد تناولت هذا الموضوع في أكثر من مقال، منها: حوار الأديان وتخريب الإسلام، وتنازلات تمس ثوابت الدين وغيرها كثير. لكن لا بد من الإشارة هنا إلى المحور الآخر المواكب للحوار بين الأديان، وهو "الحوار بين الحضارات"، القائم على: البحث عن القيم المشتركة بيننا والتغاضي عما نختلف فيه، وقد شرحت معناها في الفقرة السابقة!! ومن الغريب أن مصر هي الرئيس الحالي لقمة التعاون الإسلامي، ومن المحزن والمؤسف معا أن نطالع منشورا في جريدة الأهرام، يوم الأحد 2 مارس 2014، أن من بين الموضوعات الواردة في جدول الأعمال: "تشجيع الحوار بين الحضارات وبين الأديان".. وكأننا نحن الذين نستجدى ونطلب منهم الحوار لنقدم لهم المزيد من التنازلات في ديننا وفي ثوبتنا! ولا أدرى إلى متى سنظل أتباعا للغرب وللفاتيكان على حساب ديننا ؟!

* إنشاء مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان وبين الحضارات في فيينا في نوفمبر 2011 .. ونتحاور!

* إنشاء مرصد فاروس لتعددية الثقافات والأديان في 31 يناير 2012 .. ونعمل معهم!

 

المصدر: صيد الفوائد
  • 6
  • 0
  • 9,856

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً