أربعون وسيلة لإستغلال شهر رمضان

منذ 2007-09-04

اللهم بلغنا شهر رمضان . . اللهم بلغنا رمضان . .


توجيهات وأفكار عامة أي للناس عامة

الوسيلة الأولى

هل تحب أن تصوم رمضان مرتين ؟ كيف ؟

الإجابة تكون فى حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه : «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنّه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» .

وهناك صور متعددة يمكنك من خلالها الحصول على هذا الأجر العظيم من تفطير الصائمين.

من هذه الصور : تفطير الصائمين فى الخارج : فهل تصدق يا أخي الحبيب أن عشر ريالات تفطر صائماً فى اليوم الواحد !

إذن ففي الشهر كم؟ ثلاثمائة ريال. فإذا أردت أن تحصل على أجر صيام رمضان مرتين فعليك أن تدفع ثلاثمائة ريال وتنال أجر تفطير صائم شهراً كاملاً إن شاء الله تعالى.

ثم صورة أخرى : تفطير الجاليات المسلمة الموجودة فى البلد من خلال مساجد الأحياء.

وهذه مشهورة في كثير من مساجد وأحياء هذه البلاد - بفضل الله عز وجل - ولكن تحتاج أيضاً التخطيط والتنظيم فلو رافق هذا التخطيط والتوجيه والإرشاد وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة لكان هذا شيئاً جيداً، وخاصة فى هذا الوقت الذى تكون القلوب فيه منشرحة والأذان صاغية لسماع ما يلقى عليها ولو قامت وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بمكاتب دعوة الجاليات مشكورة بتبنى هذه الفكرة عموماً بتخطيط وتنظيم، وجدول يشرف عليه المكتب فى جميع أنحاء المدينة، وأيضاً يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التى تناسب لغة أولئك القوم، ولا شك أن هذا متوفر في هذا الزمن ولله الحمد بجميع اللغات.

وهناك أيضاً صورة ثالثة وهي : تفطير الأقارب والجيران، وفي هذا كما ذكرنا صيام في رمضان مرتين ، وفيه صلة رحم وبر وحسن جوار .

الوسيلة الثانية

حث المحسنين وأهل الخير على الإنفاق في هذا الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات

فالقلوب مهيئة لجميع إعمال الخير، وفي رمضان تكثر المناسبات خاصة فى الإفطار لكثير من الأسر.
وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرة من الرجال والنساء فلم لا يستغل هذا الجمع ؟ كيف ؟

يستغل بالتذكير بفضل الصدقة وأحوال إخواننا المحتاجين في كل مكان، فتجمع الصدقات بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات الخيرية من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء. ولا شك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير.

وقد جربه أحد الشباب ونجح نجاحاً باهراً مع أسرته نسأل الله جل وعلا أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

فلعلنا نحرص على هذا الأمر فإن حال المسلمين اليوم في كل مكان وفي كل صقع من أصقاع المعمورة حالة يرثى لها، وإن كانت هناك مبشرات ولله الحمد والمنة، ولكننا أيضاً نريد أن نشعر بالجسد الواحد وأن نقف مع المسلمين وقفة صادقة لنكون كما أخبر النبى صلى الله عليه وآله وسلم بذلك المثل «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» .

ولا بأس أن يكتب على هذه الصناديق : ( إما للفقراء والمساكين في الداخل أو يكتب عليها أيضاً للمسلمين في الخارج ) أو ما شابه ذلك حتى يتجه المتصدق إليها بنية محددة.

الوسيلة الثالثة

التوجه إلى القرى والهجر

إستغلال أخر أسبوع من رمضان، فرمضان أربعة أسابيع نريد من الشباب أصحاب السواعد الفتية والعضلات القوية فى نهاية كل إسبوع من أسابيع رمضان أن يتوجهوا للقرى والهجر في توزيع الإعانات وإطعام الطعام للمساكين في تلك القرى والهجر وتوعية أهلها، عبر الكلمات، وخطب الجمع، وتوزيع الأشرطة والرسائل نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم والسواعد الفتية ومن الشباب الإسلامى ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يترك إسبوع من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا وتنطلق فئات من الشباب محملون بكل خير ولو نظم هذا الأمر أيضاً وخطط له وطرح بقوة ورتب له من قبل وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بمكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً فإننا نحسن الظن فيهم ولله الحمد والمنة.

وقد رأينا كثيراً من نشاطاتهم ولكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل وعلا فى هذا الشهر المبارك، فلا نريد الخمول والكسل والجلوس بين الأولاد والأزواج وترك هذا الأمر العظيم ونترك المسلمين من أهل القرى والبوادى فى جهل عظيم.

الوسيلة الرابعة

زيارة تجمعات الشباب

وهي من الإقتراحات العامة الزيارات من قبل الدعاة وطلبة العلم والصالحين ومحبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة وتجمعات الشباب والجلوس معهم وتقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم.
فإن هؤلاء الشباب يشكون هجركم أيها الأحبة بل ويتهمونكم بالتقصير، وإنكم سبب كبير في غفلتهم وبعدهم عن الله كما ذكر ذلك كثير منهم ويعتذرون بالخجل والحياء منكم وإلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال بعضهم.

وأتمنى أيضاً لو قامت مكاتب الدعوة والإرشاد بالإعلانات عن مثل هذا المشروع قبل رمضان وتسجيل أسماء الراغبين في المشاركة وترتيب جدول للزيارات ويكون ذلك قبل دخول شهر رمضان .

الوسيلة الخامسة

هدنة مع وسائل الإعلام

وهي من التوجيهات العامة أيضاً إذ كنت ممن ابتلي ببعض وسائل الإعلام في بيتك فلماذا لا تفكر يا أخي الحبيب ويا ولي الأمر ؟ لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والإبتعاد عنها وعزلها ؟ وذلك بالترغيب والكلمة الطيبة وبالتذكير بعظمة هذه الأيام ؟
على الأقل خلال هذا الشهر ولعلها أن تكون إن شاء الله بداية النهاية ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس وإن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة فمتى إذن ؟

خاصة وأن النفوس كما ذكرنا مهيئة والشياطين مصفدة.

فحاول يا أخي الحبيب واستعن بالله تعالى وكن صادقاً من قلبك فستجد إن شاء الله العون والإجابة من الأهل والأولاد.

وأيضاً أتمنى أن تتوقف خلال هذا الشهر المبارك عن قراءة المجلات والجرائد حتى ولو كانت مباحة.

فإن السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن سار على نهجهم يهجرون مجالس التحديث وطلب العلم ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة وقيام الليل.

أفلا تستطيع أن تهجر المجلات والجرائد ووسائل الإعلام ولو خلال هذا الشهر.

الوسيلة السادسة

الدعاء قبل الإفطار

أوقات الإفطار وقبل الآذان بدقائق لحظات ثمينة ودقائق غالية هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى وهي من أوقات الإستجابة كما جاء في الحديث «ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر» .

والعبد الصائم مقبل على الله منكسر نفسه ومع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات خاصة الأسر عند الإجتماع على الإفطار بالحديث والذهاب وبالإياب وتجهيز وجبات الإفطار فلماذا لا نتذاكر أيها الأحبة بفضل وإستغلال هذه اللحظات والحرص عليها برفع الأيدي والأكف إلى الله سبحانه وتعالى.

راقب هذه اللحظات وستجد الغفلة العجيبة عند كثير من الناس.

والعجيب أيضاً أننا نرى التجمعات والجلسات في الطرقات وعند الأبواب من بعض الشباب بل ومن بعض الآباء وإذا مررت بأحد الشوارع فانظر يمنة ويسرة فستجد تلك التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان.

سبحان الله هذه اللحظات الغالية أوقات الدعاء والإستجابة والتفرغ يغفل عنها أهل التوحيد ؟! وكلنا بحاجة إلى الدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى والموفق من وفقه الله.

الوسيلة السابعة

بر الوالدين

بر الوالدين والقرب منهما وقضاء حوائجهما وطاعتهما ومحاولة الإفطار معهما فبعض الشباب تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه ولا يفطر معهما إلا قليلاً، ولا شك أن برهما من أعظم القربات إلى الله تعالى كيف لا وقد قرن حقهما بتوحيده وعبادته وحده جلا وعلا.

ومن صور التقصير أيضاً في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك أن بعض الفتيات تكثر من النوم في النهار والسهر في الليل أو حتى في الخروج أو حتى في قراءة القرآن والأم وحدها في المطبخ لإعداد وجبات الإفطار والسحور وربما لو أمرت الأم أو نهت تلك الفتاة بأمر ما لصاحت وانهالت على أمها بالكلام، إنها غافلة عن هذه العبادة العظيمة التي يجب أن نحرص عليها لاستغلال هذا الشهر المبارك ولا شك أن الأجر مضاعف في هذا الشهر فلعل مثل هذا الأمر ينتبه إليه إن شاء الله.

الوسيلة الثامنة

الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر

النوم في ليالى رمضان يعين كثيراً على استغلال الأوقات الفاضلة كبعد صلاة الفجر مثلاً أو وقت السحر. ونحن نرى المساجد بعد صلاة الفجر بدأت تهجر بعد أن كانت في رمضانات مضت تمتلئ بالتالين والذاكرين، مما يشجع الكثير من الناس على المكوث بعد صلاة الفجر في المسجد. لكننا نرى المساجد في مثل هذا الوقت شبه خاوية لسرعة خروج المصلين.

ولو أن الإنسان نام شيئاً من الوقت في ليل رمضان لكسب الكثير من الأوقات ولأحيا هذه السنة المباركة في الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس ثم يصلي ركعتين فيحصل على أجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث «من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» .

الوسيلة التاسعة

تدريب النفس على هجر المعاصي

ومازلنا في التوجيهات والوسائل العامة، إذا كنت ممن إبتلى بمعصية أو فتنة أو إعتادت عليها النفس وألفتها وأصبح الفراق عليها صعباً وثقيلاً، فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر والمثابرة ومجاهدة النفس عن تلك الفتنة فالشياطين مصفدة والنفس منكسرة والروح متأثرة والناس من حولك صيام قيام إذن فالأجواء والظروف كلها مهيئة للإبتعاد عن الفتنة وهذه المعصية فمثلاً : التدخين، شهر رمضان فرصة عظيمة للمدخنين لهجر وترك التدخين وتدريب النفس على هجرها والإبتعاد عنها.

وكذلك مشاهدة الحرام، أو الغيبة والنميمة، أو إستماع الغناء، أو بذاءة اللسان، أو غيرها من السيئات أسأل الله أن يحفظنا وإياكم وأن يعين أصحابها على هجرها وتركها إن شاء الله.

فأقول يا أخي الحبيب إستعن بالله تعالى وكن صاحب عزيمة وهمة عالية، فلا تغلبك تلك الشهوة. أيجوز أن تكون مسلماً موحداً مصلياً وتغلبك سيجارة، والله إن هذه هي دنائة الهمة والخور والضعف.

أسأل الله العافية.

ثم أيضاً عليك بالدعاء واللجوء إلى الله تعالى وأصبر وصابر وحاسب النفس فستجد إن شاءالله أنك تغلبت على هذه الشهوات.

الوسيلة العاشرة

السواك في رمضان

السواك سنة مؤكدة في كل وقت في رمضان لعموم الأدلة لكنها كغيرها من العبادات في مضاعفة الأجر وطلب الثواب لمناسبة الزمان وهي من أهم أبواب الخير التي يُغفل عنها في رمضان.

ومنافع السواك كثيرة وفيه من الأجر والثواب العظيم والكثير وكما ذكرنا يغفل عنه الكثير، خاصة من النساء فإنك لا تكاد ترى أو تسمع عن هذه السنة بين النساء وأنت تنظر لزوجك أو بناتك أو أخواتك وترى قلة وجود السواك بين الأصابع، وقد كانت كثير من الصالحات والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن وممن سار على دربهن يداومن على هذه السنة ومن الطريف ما يروى عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أنه دخل يوماً على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجد في فمها عوداً من الأراك فأراد أن يداعبها. والشاهد أنها كانت تستاك رضي الله تعالى عنها وهذه قصة ومثال نسوقه لأخواتنا من الصالحات ولبناتنا لعلهن إن شاء الله يقتدين بتلك الصالحات. أقول فأراد أن يداعبها رضي الله تعالى عنه فقال هذين البيتين وهو يخاطب عود الأراك :

لقد فزت يا عود الأراك بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكا

لو كنت من أهل القتـال قتلتُك *** ما فاز مني يا سواكُ ســواكا


ولو قام أهل الخير والمحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك في هذا الشهر المبارك وتوزيعها بين المسلمين في المساجد خلال هذا الشهر لكان ذلك إحياء لهذه السنة التى غفل عنها كثير من الناس.

الوسيلة الحادية عشر

العمرة في رمضان

وهي تعدل حجة مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم في ثوابها ولم يقيدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعشر الأواخر، كما يصر الكثير من المسلمين أن تكون في العشر الأواخر من رمضان ولا شك أن هذا يزيد في الأجر، ولكن إذا نظرنا إلى بعض الأحوال كالغلاء الفاحش مثلاً في المساكن هناك، ووجود النساء بكثرة وتبرجهن، والإزدحام في الحرم وكثرة المتسكعين في الأسواق المجاورة للحرم وأيضاً إزدحام الناس بشدة، كل هذه الظروف تجعلنا نقول لعلنا نحرص على العمرة في أوائل أيام شهر رمضان تحاشياً لهذه الأمور.

ولا شك أنه من الأنسب خاصة إذا نظرنا لهذه الظروف أن نحرص على العمرة في العشرين الأول.

ومن فوائد أداء العمرة في العشرين الأوائل أنها تتيح لك فرصة إستغلال العشر الأواخر بالإعتكاف، أو القيام على الأهل وحاجتهم والوالدين والجلوس معهما أو حتى بنفع المسلمين في الوقت الذي إرتحل فيه كثير من الدعاة والمصلحين وطلبة العلم عن أحيائهم وتركوا مساجدهم بدون موجه أو مرشد بحجة أداء العمرة.

الوسيلة الثانية عشر

نشر العلم فى القرى والهجر

توجه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى والهجر وللدروس والتوجيه وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى، لأن الوسيلة الأولى في نهاية الأسبوع ولتوزيع الطعام.

ولكن هذه الفكرة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك ولإلقاء الدروس وتوجيه الناس وإرشادهم، فإن الجهل كما ذكرنا هناك عظيم وكما تعلمون فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلي بهم، وإن وجدوا فخذ اللحن والأخطاء في كتاب الله جل وعلا. وإن وجدوا أيضاً من يصلي بهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيراً من الأحكام الفقهية التي يحتاجون إليها. ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل مكثوا في المدينة ؟ لا ولكن تفرقوا في البلاد لنشر هذا الدين ولم يبق منهم في المدينة إلا العدد القليل. توجهوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لبث الدعوة ونشر الإسلام وتوجيه الناس. وقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر فأقول لا بأس من التعاون في التناوب بين بعض الشباب في هذه الأماكن وسد إحتياجاتها حتى ولو تناوب في القرية الواحدة ثلاثة أو أقل أو أكثر. ولو قامت أيضاً مكاتب الأوقاف لشؤون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالتخطيط لهذه الفكرة وقام المحسنون أيضاً برصد المكافأت المالية لأولئك الشباب المحتسبين، لوجدنا ورأينا أثر هذا الأمر على هذه الأماكن. ولقد سمعت ولله الحمد أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف وشؤون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها 2000 ريال لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة، سواء في داخل المدينة أو خارجها، إذن فما هو عذركم أيها الشباب والسبل كلها مهيئة.

الوسيلة الثالثة عشر

عصر يوم الخميس

وهي آخر التوجيهات والوسائل العامة. وهو إقتراح موجه لمكاتب الدعوة أيضاً، وعندما أقول لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً في هذه البلاد أو في غيرها.

وهذه الفكرة هي إستغلال عصر الخميس في كل أسبوع من رمضان في إقامة المحاضرات العامة أو الندوات أو المسابقات الثقافية الكبيرة.

لماذا عصر الخميس بالذات ؟

لأن الناس في إجازة وقد أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة، بالإضافة إلى أن الغالب متفرغون لا شغل لهم فيقبلون لا شك على مثل هذه المشاريع ويعلن عنها فهل نرى ذلك قريباً إن شاء الله.


أفكار وتوجيهات لأئمة المساجد وعددها تقريباً أحد عشر وسيلة

الوسيلة الرابعة عشر

تنويع الحديث بعد صلاة العصر

فلينتبه أئمة المساجد بارك الله فيهم فإن المسؤولية عليهم عظيمة، فلو أنهم أخلصوا النية لله وقاموا بشيء من واجبهم لوجدنا الأثر الكبير لا أقول في المدن بل في كل مكان. ويظن بعض أئمة المساجد أن الوظيفة هي الصلاة بالناس وينتهى الأمر. لا والله. بل إن الأمر عظيم والمسؤولية أكبر. ولعل هذه الأمور أن تعينهم إن شاء الله. فهذه التوجيهات لأئمة المساجد لإستغلال هذا الشهر المبارك لنفع الناس بكل وسيلة ومنها :

الإهتمام بحديث الصلاة بعد العصر وذلك بتنويعه والتجديد فيه، فتارة في أحكام الصيام، وتارة في الرقائق، وتارة في أخطاء يقع فيها الناس، وتارة بفتح الحوارات مع المصلين والأباء وكبار السن، وليس من اللازم أن يكون الحديث دائماً من الإمام بل ينبغى التنويع بإستضافة بعض طلبة العلم أو الدعاة فى بعض الأيام. فأقول : يا أيها الإمام لماذا لا تضع خطة لشهر رمضان؟ خطة كاملة في المواضيع والمشاريع التي ستنفذها خلال الشهر بدلاً من اللامبالاة والتخبط في المواضيع التى يقرأها بعض الأئمة على جماعتهم، أو القراءة من أي كتاب قريب لديه بدون إعداد ولا تعليق، بل تعال واسمع كثرة الأخطاء واللحن في كثير من النصوص، ولا تجزع إذا لم تُعط طاعة وإذا لم يقدر لك قدر أيها الإمام مادمت لا تبالي ولا تهتم في هؤلاء الناس الذين أمامك لكن افعل ذلك، وستجد التكريم والتقدير من جماعة المسجد والإحترام الذي فرضه عليهم إخلاصك لله سبحانه وتعالى ونشر هذا الدين فضلاً عن التحلي بالأخلاق وما يرونه من نشاط تقوم به.

الوسيلة الخامسة عشر

وهي الثانية بالنسبة للأئمة : قراءة كتاب الصيام من أمهات الكتب

لماذا لا يقرأ الإمام على جماعته كتاب الصيام من أحد كتب الفقه المعتمدة كالزاد مثلاً أو المغني أو العدة أو غيرها من كتب الفقه المعتمدة، فالناس بحاجة عظيمة للتفقه في شهرهم وفي هذا الركن العظيم من أركان الإسلام فلا شك أنهم يجهلون كثير من أحكام الصيام.

لماذا لا تأخذ على نفسك عهداً على أن تبدأ من أول يوم من رمضان إلى آخر رمضان بتقسيم كتاب الصيام، ولا بأس من إضافة بعض التوجيهات أو الشروح عليه من خلال بعض الشروح الموجودة وليس شرطاً أن يكون بعد صلاة العصر، فاجعل مثلاً ما بعد صلاة العصر للمواضيع العامة، وما بعد صلاة الفجر للدرس الخاص مثلاً فمن أراد أن يجلس يجلس ومن أراد أن يذهب يذهب ولم يبق بعد صلاة الفجر إلا واحداً أو اثنين فقط لكفى، تفقيه للنفس وجلوس في المسجد إلى شروق الشمس، وعلم ينتفع به،
أو بعد صلاة الظهر أو ما شئت من الأوقات. فهذا مجرد إقتراح ونسأل الله عز وجل أن ييسره قريباً في مساجدنا من خلال أئمتنا .

الوسيلة السادسة عشر

صندوق للفتاوى

وضع صندوق للفتاوى عند الرجال والنساء خاصة في هذا الشهر، ثم جمعها وإعداد الإجابات عليها كل فترة، فإن لدى الناس كثيراً من الأسئلة - خاصة في رمضان - يحتاجون إليها في أمور دينهم لكنهم لا يجدون من يسألون فيتهاونون ويتكاسلون في ذلك.

ومثل هذه الصناديق لا شك أنها ستكون إن شاء الله عوناً وميسراً لهم لمعرفة كثير من المسائل والإستفسارات،وجرب هذا وستجد أثر ذلك على نفسك وعلى جماعة مسجدك.

الوسيلة السابعة عشر

لوحة الإعلانات

الإهتمام بلوحة الإعلانات والتوجيهات في لمسجد. أقول الإهتمام بها والتجديد فيها والإثارة في عرض المواضيع والدعاية والإعلان الملون وغيره فإنها من وسائل التوجيه والإرشاد والدعوة.

الوسيلة الثامنة عشر

هدية رمضان

توزيع الأشرطة والكتيبات ولو ليوم واحد في الأسبوع وإستغلال المناسبات التي يكثر فيها المصلون. وإن لم يكن هذا دائما في كل أسبوع، فلا أقل من أن تقدم هدية تسمى بهدية رمضان لأهل الحي مكونة من شريط ورسالة أو كتيب وبعض الأحكام أو النشرات للعلماء الموثوق بهم ترسل إلى بيوت الأحياء معنوناً لها بهدية رمضان.

الوسيلة التاسعة عشر

الأسرة المسلمة

إقامة مسابقة الأسرة المسلمة ويعلن عنها في بداية شهر رمضان وتوزع الجوائز في آخر ليلة وهي ليلة العيد وذلك بطرح المسابقات النافعة الهادفة بعنوان " مسابقة الأسرة المسلمة "، وتوزع على أهل الحي ويشارك فيها الجميع كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً ثم تعلن النتائج في آخر ليلة من رمضان ولا بأس أن يشارك الأئمة والمأمومون في الحي أو في المسجد كل بما يستطيع. هذا يساعد في إعداد الأسئلة، وهذا بتوزيعها وبعض التجار من المحسنين يرصد مبالغ للجوائز في ليلة العيد.

وهكذا يتكاتف المسلمون بإحياء رمضان بالدعوة ونشر الفقه في الدين وإشغال الأوقات بما يعود بالنفع على الجميع، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.

الوسيلة العشرون

كلمة يسيرة من الدعاة

إستضافت بعض الدعاة وطلبة العلم في بعض الأحياء لتوجيه كلمات يسيرة لبضع دقائق بعد صلاة التروايح مثلاً أو بعد صلاة العصر أو غيرها من الأوقات.

الوسيلة الحادية والعشرون

إحياء سنة الإعتكاف

دعوة أهل الحي للإعتكاف ولو ليوم واحد لإحياء هذه السنة ونشر الألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد. فيحدد يوم في بداية العشر ويقال في المسجد من أراد أن يشارك في الإعتكاف فإننا ننوى إن شاء الله الإعتكاف في مسجدنا ليلة كذا، فإن هذا فيه خير عظيم وهو من باب التعاون على البر والتقوى.

الوسيلة الثانية والعشرون

إفطار جماعي

دعوة أهل الحي أو الجماعة للإفطار في المسجد ولو ليوم واحد خلال الشهر، فإن هذا يزيد الألفة والترابط والمحبة بين جماعة المسجد.

الوسيلة الثالثة والعشرون

التودد للذين لا يشهدون الصلاة إلا في رمضان

إغتنام فرصة حضور المتخلفين عن صلاة الجماعة في غير رمضان لأنهم يحافظون على الصلاة في رمضان فقط وهذا أمر محزن وخطير، كأن هذا الصنف من الناس لا يعرفون الله إلا في رمضان وبئس رجل لا يعرف الله إلا في رمضان.
فيجب إغتنام فرصة وجود هؤلاء والذين لا تراهم إلا في رمضان، وذلك بتنبيههم إلى خطورة هذا العمل وفداحة أمر التهاون بالصلاة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، وذلك بعد كسب قلوبهم بحسن التخلق معهم والسلام عليهم وأيضاً بالتودد لهم بزيارتهم وإهدائهم بعض الهدايا وذلك لإبعاد الوحشة والنفرة التي يوقعها الشيطان في قلوبهم.

الوسيلة الرابعة والعشرون

حفل لتوزيع جوائز المسابقة

إقامة حفل مصغر بمناسبة العيد لأهل الحي ليكن مثلاً في ليلة العيد أو في أي ليلة يراها جماعة المسجد.

وفي هذا الحفل توزع جوائز المسابقة التي تكلمنا عنه في الوسيلة التاسعة عشر، ويوزع فيها أيضاً شيء من الهدايا على الصغار والكبار. ولا شك أن إقامة مثل هذا الأمر فيه إحياء لأهل الحي وترابط عجيب وألفة ومحبة بين جماعة المسجد الواحد.

وسائل وأفكار وتوجيهات في الإهتمام بالقرآن وهي تقريباً أربع وسائل

الوسيلة الخامسة والعشرون

حلقات للكبار لتحسين التلاوة

نسمع كثيراً ممن يقرؤون القرآن في المساجد من العامة، بل ومن الموظفين وغيرهم وهم كحاطب ليل في القراءة، وقد يسمعهم من بجوارهم يخطئون ويلحنون ومع ذلك يخجل من تقويمهم والرد عليهم، فيظل كثير من الناس على حالهم مع كتاب الله بلحنهم وأخطائهم.

فلماذا لا تقوم جماعات المساجد وأئمة المساجد بإقامة حلقات للكبار لتحسين التلاوة، لا نقول للحفظ وإنما لتحسين التلاوة ويكون ذلك أيضاً بعد صلاة الفجر أو الظهر أو العصر، الأوقات المناسبة التي يتفقون عليها. ويُعلن عن ذلك من قبل جماعة المسجد مع حث الجميع على المشاركة خلال شهر رمضان وتذكيرهم بفضل تلاوة القرأن وفضل الماهر بالقرآن. وهكذا ستكون هذه بداية خير لكثير إن شاء الله ممن يشارك في مثل هذه الحلقات. فهل نرى ونسمع هذه الإعلانات من أئمة المساجد بالتنسيق مع جمعيات تحفيظ القرآن لتطبيق هذه الفكرة ؟ فلا شك أننا سنجد خيراً كثيراً لو وجدنا مثل هذه الأمور منتشرة في مساجد أحيائنا.

الوسيلة السادسة والعشرون

عقد حلقة في البيت لتلاوة القرآن

نحن نرى كثيراً من الأباء يجلسون بعد صلاة العصر لتلاوة القرآن وهذا لا شك أمر محمود نسأل الله تعالى ألا يحرمهم الأجر، ولكن لو سألته وقلت له أين أولادك الآن ؟ ماذا تفعل بناتك الأن فى البيت ؟ ربما لا يعلم وربما أنهم نيام وربما أمام التلفاز وربما في الشارع وربما في غير ذلك. فنقول : لم لا يتوجه الأب بعد صلاة العصر مباشرة إلى بيته فيعقد حلقة لتلاوة القرآن مع أولاده وبناته. ويرصد لهم ولمن يرى فيهم الحرص على الإستمرار جوائز وهدايا تشجيعية. وبهذا العمل تحصل مكاسب عظيمة ومن هذه المكاسب :

أولاً : حفظ الأولاد من البرامج المسمومة الموجهة لهم وقتل أعظم أيامهم وأفضلها.

ثانياً : مشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن ترتبيتهن والمحافظة على أوقاتهن.

ثالثاً : إحياء البيت بذكر الله وملئه بالجو الإيماني الروحاني بدل إماتته وملئه بالأغاني وبرامج التلفاز ومسلسلاته خاصة في شهر رمضان.

رابعاً : تقوية الإرتباط الأسري الوثيق بين الأب وأولاده وبناته.

أيضاً خامساً : محاولة ختم القرآن لأهل البيت جميعاً وإستغلال رمضان من جميع أهل البيت.

الوسيلة السابعة والعشرون

تدبُر القرآن

يمر علينا رمضان تلو رمضان وربما ختمنا القرآن كثيراً وربما كان همُ أحدنا متى يصل إلى نهاية السورة ومتى يصل نهاية القرآن.

ولا شك أن في ذلك أجراً عظيماً، فقد كان السلف يكثرون من ختم القرآن في رمضان.

ولكن لماذا لا نضع خطة خلال هذا الشهر أن نقرأ القرآن بتدبر ونقف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير وتقييد الخواطر والفوائد منها.

كان ابن تيمية رحمه الله يقول : " ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير ! ثم أسأل الله الفهم وأقول يا مُعلم آدم علمنى . . .".

فنتمنى أن نرى شبابنا في المساجد يقرؤن القرآن وبجوارهم كتب التفاسير، ينظر في هذا تارة وفي هذا تارة. ونغفل أيضاً عن الأحاديث الرمضانية والنظر فيها وفي شروحها وتقييد الشوارد والفوائد منها، فإنه يُفتح على الإنسان في هذا الشهر لمناسبة الزمان ما لا يُفتح عليه في غيره.

الوسيلة الثامنة والعشرون

درس على الرصيف

وهي موجهة للتجماعات والشلل الشبابية سواء على الأرصفة أو في الإستراحات أو في الخيام أو في غيرها، والتي تقضي ساعات الليل في لعب الورق تارة وفي الإسترخاء ومشاهدة التلفاز تارة أخرى وفي الأحاديث والثرثرة تارة، وهكذا تقتل ليالى رمضان دون أي إستشعار لعظمة هذه الأيام وفضلها. فأقول لهؤلاء الشباب : لماذا لا يفكرون ولو في ليالي رمضان من إدخال بعض البرامج النافعة ؟ نتمنى أن يغير البرنامج كاملاً ويستبدل بما فيه نفع لهم ولأمتهم بدلاً من تضييع الاوقات فيما لا فائدة فيه. نسأل الله لهم الصلاح والهداية، فإن كان لابد من هذه الجلسات فلنحاول الإصلاح قدر الإستطاعة وذلك بإدخال بعض البرامج النافعة كما ذكرت آنفاً وذلك مثل : الإجتماع على تلاوة القرآن ولو لمدة نصف ساعة.

أو أننا نقول كما يقول بعض الشباب أن قراءة القرآن " لا تصلح إلا للمطاوعة ؟!" لأنني أذكر أني طرحت هذه الفكرة على طلابي في الكلية وقلت : لماذا لا يتجرأ أحدكم على زملائه ويقول : لنحرص يا شباب على أن نجلس نصف ساعة مع كتاب الله نقرأه. فالقرآن ليس حكراً على الصالحين فهو كلام الله جلا وعلا وكتاب الله سبحانه وتعالى، وهو لنا جميعاً وإن عصينا أو وقعنا في كبائر الذنوب، فالباب مفتوح للجميع. وقراءة القرآن من الحسنات وقد قال الله سبحانه : {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} [هود:114]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» . فلماذا لا نقترح على هؤلاء الشباب أو يقترح بعضهم على بعض أن يكون من البرنامج قراءة القرآن ولو لنصف ساعة أو إستماع شريط أو غيرها من البرامج الجادة النافعة، فكما ذكرنا أن حب القرآن والإقبال عليه ليس حكراً على الصالحين فقط. فهل نرى إن شاء الله ذلك بين شبابنا قريباً.

توجيهات ووسائل للجادين خاصة

الوسيلة التاسعة والعشرون

الحرص على تكبيرة الإحرام

أقول : لو نظرنا لأنفسنا وحرصنا على الصلاة والتبكير إليها لوجدنا التقصير الواضح خاصة ممن يوُسم بالخيرية والإلتزام، فلما لا يكون رمضان فرصة عظيمة لمحاولة تصحيح هذا الخطأ ؟ وذلك بمعاهدة النفس ألا تفوت تكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر. فإذا نجحت فحاول أن تستمر على ذلك لمدة عشرة أيام بعد رمضان ليكون العدد أريبعين يوماً فتحصل على برائتين من النار وبراءة من النفاق، كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كُتب له براءتان من النار وبراءة من النفاق» ، ثم حاول أن تحسب كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر رمضان ؟ ولعلك أن تنجح إن شاء الله في تصحيح هذا الخطأ. ثم لماذا لا تحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان وذلك بالحرص على النوافل والطاعات وإحياء السنن، فلا تفوت عليك السنن والرواتب خلال هذه الثلاثين يوماً، ولا تغفل عن لسانك وحبسه عن الغيبة والنميمة وغيرهما، وأيضاً لا تغفل عن صلاة الليل والقيام ولا عن قراءة جزء واحد من القرآن على الأقل، والحرص على الصدقة وصلة الرحم، وقضاء حاجات الناس من الفقراء والمساكين، وزيارة المرضى والمقابر، والإستغفار والدعاء وكثرة ذكر الله في كل لحظة فإن هذه غنيمة باردة.

وهذا الشهر فرص ومواسم تفوت ولا ترجع، وبإختصار أقول إحرص على كل عمل صالح وإن كنت تفعل ذلك في غير رمضان فإنه يتأكد في رمضان لمضاعفة الحسنات ومناسبة الزمان وفقنا الله وإياك للعمل الصالح.

الوسيلة الثلاثون

تذكير الغافلين

لماذا لا يُستغل تصفيد الشياطين وفتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران و إنكسار النفوس ورقة القلوب في هذا الشهر. لماذا لا يستغل من الجادين في توجيه طلابنا وزملائنا في الفصول والقاعات الدراسية، وذلك بعد صلاة الظهر مثلاً أو في أماكن العمل والدراسة. فأين الكلمة الصادقة الناصحة في نهار رمضان من المدرس لطلابه أو من الطالب أو الموظف لزملائه ؟ أين الجلسات الإنفرادية بالزملاء الغافلين والتحدث معهم ونصحهم لإستغلال شهر رمضان وهذه الأيام وإهدائهم الشريط والكتاب أو غير ذلك من الهدايا النافعة، فإن النفوس كما ذكرنا مهيئة ورغم أنف ثم رغم أنف من أدرك رمضان ثم لم يغفر له كما جاء فى الحديث.

الوسيلة الحادية والثلاثون

وهي أيضاً للجادين خاصة وللمسلمين عامة
الصدقة في السر


الصدقة في رمضان لها منزلة خاصة عند المسلمين وهي من دواعى قبول الأعمال والعبادات.
وأنت يا أخي الحبيب بحاجة ماسة شديدة لنفعها وأجرها وظلها يوم القيامة، فلما لا تجعل لك مقدار من الصدقة تعاهد نفسك على أن تخرجها كل ليلة وتداوم عليها، ثم أيضاً تنوعها فتارة مالاً وتارة طعاماً، وليلة ثالثة لباساً، وليلة رابعة فاكهة أو حلوى، وتتحسس بيوت المساكين والفقراء بنفسك لتوصلها إليهم. وأنصحك أيضاً بألا يعلم عن هذا العمل أحد غيرك فإنك بحاجة إلى عمل السر بينك وبين الله، فكم من الأجر العظيم ينالك بهذا الفعل. ولا يخفى عليك أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله «رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»، وقد ورد مثل هذا عن عدد كبير من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم كعمر بن الخطاب وعلى بن الحسين زين العابدين وغيرهم ممن حرصوا على التسلل في ظلم الليالى للقيام على الأرامل والمساكين «فالساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» فهل تفعل ذلك وتحرص على هذه العبادة العظيمة في السر بينك وبين الله ؟

الوسيلة الثانية والثلاون

السحر من أجمل الأوقات ومناجاة المولى جلا وعلا

وفي رمضان لا شك نستيقظ للسحور فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة اليل تناجي فيهما ربك، فكثير من الناس عن هذا الوقت المبارك غافلون.

وبعض الناس يتصور أنه إذا صلى التروايح مع الناس وأوتر في أول الليل إنتهت صلاة الليل وإكتفى بذلك وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية..

فالله الله في إستغلال السحر ما دمت فيه يقظان، فإن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله تعالى في سورة آل عمران {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} [آل عمران:17].

ثم أيضاً ذكر سبحانه وتعالى في سورة الذاريات أن من صفات المتقين أصحاب الجنات والعيون قال : {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [ الذاريات:18].

هذه من صفات المتقين فهل تستغل هذه الاوقات في الإستغفار ؟ فإن قلت نعم فأقول عليك بسيد الإستغفار، وعليك أيضاً بكثرة التكرار مائة أو سبعين مرة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في كل ليلة وفي كل وقت من أوقات السحر خلال هذا الشهر المبارك وأخيراً لا تنس أن من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله «ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه » . فاحرص يا أخي الحبيب على هذا الوقت الثمين وأحرصي يا أختي المسلمة على هذا الوقت العظيم ألا يفوت علينا، خاصة وأننا في شهر رمضان وأننا ممن قام للسحور فجميعنا يقظان، فلنستغل هذه الدقائق في هذه العبادة العظيمة.

توجيهات وأفكار موجهة للمرأة فى رمضان

الوسيلة الثالثة والثلاثون

إستحضار النية وكثرة الذكر أثناء عمل البيت

فالمرأة في رمضان يذهب الكثير من وقتها خلال هذا الشهر المبارك في مطبخها خاصة في الساعات المباركة مثل ساعات الغروب وأوقات الإستجابة وكذلك ساعات السحر في وقت السحور، ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً فعليها أن تنتبه لهذه الأمور :

وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا إلى مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها ومنها :

أ‌- إستحضار النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور وإحتساب التعب والإرههاق في إعدادها، فعن أنس رضى الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر. قال : فنزلنا يوماً منزلنا حاراً وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده. قال : فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» .

إذن فيا أيتها المسلمة.. إن عملك لا يضيع أبداً، بل هل تصدقين إن قلت لك أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال ؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم فما بالك وأنت صائمة، ثم أنت أيضاً تعدين هذا الطعام وتقضين كثيراً من وقتك في إعداده فلا شك أنك على خير، المهم إستحضار هذه النية من طاعة للزوج ورعاية للأولاد وغير ذلك ولن يضيع الله عملك إن شاء الله.

ب‌- يمكنها إستغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة وهي كثرة الذكر والتسبيح والإستغفار والدعاء وهي تعمل . . فبدلاً من أن يضيع عليها وقتها في رمضان بدون فائدة فإنها تجمع بين الحسنيين إستحضار النية وكثرة الذكر والدعاء وهي تعمل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ت‌- الإستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال والإخوان على الحرص على توفير جهاز تسجيل خاصاً بالمطبخ . . لماذا ؟ لأن المرأة تقضي كثيراً من وقتها في المطبخ فلعلها أن تستغل هذا الوقت في مثل هذه الأمور تارة بإستماع شريط وتارة بالتسبيح والتهليل والتحميد وأيضاً بالإحتساب وإستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها لها ولأولادها وزوجها.

الوسيلة الرابعة والثلاثون

شراء ملابس وحاجيات العيد في بداية رمضان

وفي ذلك مكاسب منها :

إستغلال أيام وليالي رمضان وخاصة العشر الأواخر فما الذي يحدث ؟ يضيع وقت كثير من النساء وكذلك أولياء أمورهن في الذهاب للخياط تارة أو الذهاب للمعارض أو الأسواق، وهكذا تضيع الأوقات الثمينة في أمور يمكن قضائها والإنتهاء منها قبل دخول الشهر أو في أوله، حيث تكون الأسواق شبه فارغة والأسعار رخيصة فلماذا ننتظر إلى وقت الزحام وغلاء لأسعار ؟!

أمر أخر وهو تفريغ الزوج وعدم إشغاله في أعظم الأيام وهي العشرة الأواخر. لماذا أفتن ولدي أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة ؟!

الوسيلة الخامسة والثلاثون

صلاة التراويح في المساجد

صلاة التراويح من السنن الجماعية ومن الآثار النبيلة التي تعطي هذا الشهر الكريم روحانية متميزة، فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصة وتسمع التسبيح والبكاء والتشنيج.

إلا أن هذا الخير قد تحرمه بعض نسائنا لا إهمالاً منها وإنما إنشغالاً بالأولاد والجلوس معهم، وهي بهذا بين أمرين كلاهما ثقيل أولاً : إما بالذهاب إلى المسجد وأخذ صغارها وقد يؤذون المصلين فتنشغل بهم أو بين الجلوس فى البيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين وربما حاولت الصلاة في بيتها، ولكنها تشكو من ضعف النفس وقلة الخشوع وكثرة الأفكار والهواجس فماذا تفعل إذن ؟

أسوق هذا الإقتراح : لم لا تتفق مع بعض أخواتها بالإجتماع في أحد البيوت للصلاة جماعة مع إهتمام إحداهن بالصغار أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن للصلاة في المسجد، وهكذا إذا إتفقت الأخوات على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالإهتمام بالصغار فإنها على الأقل ستكسب كثيراً من أيام وليالي رمضان مع المسلمين، أما أن تخسرها بهذه السهولة فلا.

وأقول : على الأزواج والأباء الحرص على حث أزواجهم وأخواتهم وبناتهم على الذهاب معهم إلى المساجد. فإلى متى ونحن نترك المرأة أيها الأخيار وحدها في البيت ونحرمها من الدروس والتوجيه والروحانية في الصلاة مع المسلمين وسماع الخير الكثير، فإن في ذهابها خيراً كثيرا إذا خرجت بصفة شرعية غير متعطرة ولا متجملة أو متبرجة. كما ينبغى عليها ألا تخضع بالقول وألا ترفع صوتها في المسجد فتؤذي المصلين. وعليها أن تتجنب الحديث في المسجد لغير حاجة خشية أن تقع في المحرم من غيبة أو نميمة. وخلاصة القول أنه ينبغي أن يعلم أن صلاة المرأة في بيتها أفضل، وخروجها للمسجد لتحصيل منافع لا يمكن تحصيلها في البيت وإلا فبيوتهن خير لهن.

ولا ننسى أن في صلاح المرأة صلاح المجتمع، فلذلك نحث الأباء والأخوة على الحرص على أخذ أزواجهم وبناتهم إلى المساجد وألا يُتركن في البيت، لأنهن إن تركن في البيت بلا عون ولا توجيه وإرشاد أصبحن عرضة للغفلة «فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» .

الوسيلة السادسة والثلاثون

وضع جدول غذائي منتظم

إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار، فإنك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلى لك جدولاً غذائياً منتظماً لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع. فهل يشترط أن نرى جميع الطعام في كل يوم؟ لا يشترط هذا. وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصيرات في كل يوم؟ أيضاً لا يشترط، ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أموراً كثيرة منها :

أولاً : عدم الإسراف في الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك.

ثانياً : قلة المصاريف المالية وترشيد الإستهلاك.

ثالثاً : التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يومياً.

رابعاً : حفظ وقت المرأة وطلب راحتها وإستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك، فهذا شيء من الثمار ومن الفوائد في تطبيق هذا الإقتراح. فيا ليت أن بعض الأخوات يفعلن مثل هذه الجدول ولعلهن أن ينفعن غيرهن من أخواتهن في توزيعه في مدراسهن وأماكن اجتماعهن فإن فعل ذلك كما ذكرنا فيه فوائد جمة.

ثم أختم الإقتراح الخاص بالمرأة بتحميلها المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى عن الإسراف في بيتها فهي المسؤولة الأولى عن الإسراف في الطعام والشراب وتعدد الانواع.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . .» ثم قال : «والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها» .

الوسيلة السابعة والثلاثون

إستغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر

الصلاة في أول وقتها من أعظم الوسائل لإستغلال رمضان، والملاحظ خاصة عند المرأة تأخير الصلاة عن وقتها وذلك لعدم إرتباطها بالجماعة والتكاسل عنها ثم نقرها كنقر الغراب، وذلك بحجة إما العمل في المطبخ، أو التعب في الدراسة، أو التعب من الصوم أو غيرها من الأعذار. فعلى المرأة أن تحرص على المحافظة على الفرائض الخمس في وقتها بخشوع وخاصة في هذا الشهر المبارك، والذي كما ذكرت تتضاعف فيه الحسنات وتتنوع فيه العبادات. وأيضاً فبعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الأعمال الصالحة وأصابها الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر وخيراته. فنقول لهذه الأخت وإن تركت الصلاة والصيام فهناك ولله الحمد عبادات أخرى مثل الدعاء والتسبيح والإستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية.
كيف ذلك ؟ لحديث رسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه : «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً».

إذن فلتبشري، المهم إستحضار النية الصالحة والخالصة والحرص على كثير من الخيرات والعبادات التي تستطيعنها ثم عن قراءة القرآن للحائض والنفساء فيه خلاف مشهور بين العلماء، لكن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى رأى جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد.

أخيراً من الوسائل والأفكار للصغار والخاصة في رمضان ثلاث وسائل

الوسيلة الثامنة والثلاثون

تشجيع الصغار على المحافظة على الصلاة

إقتراح لأئمة المساجد الإهتمام بالصغار وتشجيعهم على المحافظة على الصلوات والتبكير للمسجد، وتعويدهم على صلاة التروايح كذلك، وذلك بأن يعلن إمام المسجد لأهل الحي من أول يوم فى رمضان عن رصد عشر جوائز تقل أو تكثر لأحسن عشرة صغار يحافظون على صلاة الجماعة ويبكروا لها ويحافظوا على صلاة التروايح أيضاً. ومن الجميل مشاركة بعض جماعة المسجد بالتشجيع كبعض التجار بالجوائز القيمة، ومشاركة بعض الأباء بطرح بعض المبالغ المالية لشراء جوائز قيمة لتشجيع هؤلاء. ولا بأس من تعاون الشباب مع إمام المسجد بمتابعة هؤلاء الصغار أو تكوين لجنة خاصة تتابعهم لتفرز في نهاية الشهر هؤلاء العشرة أو عن العدد الذي يحدد ثم في نهاية الشهر أي في ليلة العيد توزع الجوائز على هؤلاء الصغار. ولك أن ترى أثر ذلك على الصغار بل والكبار بل والحي كله ولو كان في المسجد لوحة للمثاليين كل شهر لرأيت عجباً من الأبناء والأباء.

الوسيلة التاسعة والثلاثون

مسابقات في حفظ القرآن والسنة

وهي خاصة أيضاً بالصغار وذلك بطرح مسابقات رمضانية لهم، إما بحفظ بعض الأجزاء من القرأن الكريم أو الأحاديث النبوية أو بمعرفة سيرة الصحابة معرفة شاملة أو غيرها من المسابقات النافعة وتوزيع الجوائز في الليلة الأخيرة من رمضان. ولك أيضاً أن ترى أثر ذلك على الصغار وإستغلال أوقاتهم وحفظهم من الشوارع ووسائل الإعلام وإنشغالهم بالبحث والقراءة والنظر والحفظ من خلال هذه المسابقات في ليلة العيد. إذن أصبحت ليلة العيد حقاً ليلة العيد. وفي ختام شهر رمضان نسأل الله أن يبلغنا ذلك - تجد أن المسجد قامت فيه مثل هذه الأنشطة نشيطاً وحياً، وترى أثر ذلك على أهل الحي جميعاً - لا أقول على الصغار فقط ولكن على الآباء بل على النساء أيضاً في البيوت، وإننا لنسمع تشجيع كثير من الأمهات والأخوات لكثير من الصغار لمثل هذه الأمور إذا طرحت من جماعة المسجد فهل يقوم أئمة المساجد بدورهم الحقيقى في الحي.

الوسيلة الأربعون والأخيرة

تعويد الصغار على الصيام وفعل الخيرات

وهي تعويد الصغار على الصيام والقيام، وتشجيع الأب بصحبتهم للمسجد تارة وبالثناء تارة وبالكلمة الطيبة وبالجوائز، بل وتعويدهم على الصدقة وبذل الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين المجاورين.
وعندما تعطي الطفل الصغير ليوزعه بنفسه للجيران وللفقراء والمساكين وتذكره بالأجر وبفضل هذه الأعمال، فإن ذلك يُنشئه نشأة صالحة. تقول إحدى الأمهات لصغيرها بعد أن وزع بعض الأشياء على بيوت بعض الجيران، قالت له وكان وقت وجبة الغداء قالت له : تغذيت ؟ قال : نعم تغذيت أجراً !! فنتمنى حقيقة أن يعيش صغارنا مثل هذه المعاني الجميلة التي تربيهم وتنشئهم تنشئة صالحة والأمر كما قال الشاعر :

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه

وتقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء : " فكنا نصومه بعد ونُصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن ( أي من القطن ) فإذا بكى أحدهم على الطعم أعطيناه ذلك ( أي اللعبة ) حتى يكون عند الإفطار ".
أي حتى يُتم صومه ذلك اليوم تُشغله بهذه اللعبة وفي ذلك تمرين لهم. وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل لأنه فعله بحضرته فهو أيضاً من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وآله وسلم .

خاتمة

هذه أربعون وسيلة لإستغلال شهر رمضان، وهذه الوسائل منها ما هو معلوم ومنها ما هو جديد، وما بقي أيها الأحبة إلا أن نحرص على هذه الوسائل وننشرها بين الناس كافة، ومحاولة الوقوف مع أئمة المساجد لإحياء مساجدنا وأحيائنا بمثل هذه الأفكار والإقتراحات وغيرها مما يفتح الله به على بعض المهتمين. جعلنا الله وإياكم من مفاتيح الخير فى كل مكان.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما ذكرنا وأن يوفقنا للعمل الصالح والعلم النافع ونسأله جل وعلا أن يبلغنا شهر رمضان . . اللهم بلغنا شهر رمضان . . اللهم بلغنا رمضان . . اللهم بلغنا رمضان وإجعلنا من الصائمين القائمين فيه يا أرحم الراحمين، اللهم إجعلنا من الصالحين المصلحين اللهم إنفعنا وأنفع بنا، أنت ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .


إبراهيم بن عبدالله الدويش

المصدر: صيد الفوائد

إبراهيم بن عبد الله الدويش

دكتور في قسم السنة بكلية أصول الدين بالقصيم

  • 17
  • 1
  • 70,820
  • عصام ابراهيم

      منذ
    بارك الله فيك
  • سعاد

      منذ
    نعم النصائح لاستغلال شهر الغفران ,بلغنا واياكم الشهر الفضيل واعاننا الله على صيامه وقيامه
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] كل المقالة مفيدة ومؤثرة
  • بلال

      منذ
    [[أعجبني:]] و الله و تا الله لاصبت الدهان و جمدت الغفيان
  • سياف

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك جزاك الله خيرا
  • حسن الذوادي

      منذ
    [[أعجبني:]] نسأل الله جل في علاه أن يبلغناشهر رمضان وأن يوفقنا لإستغلاله خير استغلال وان نستفيد من الملاحظات والإقتراحات الجيدة والمفيدة التي ذكرها الشيخ إبراهيم جزاه الله خيرا وأن ينفع بها المسلمين في كل مكان، فيا أيها المسلمون اروا الله من انفسكم خيرا وتنافسوا في فعل الخيرات في رمضان وفي غير رمضان, فيا باغي الخير أقبل وياباغي الشر اقصر, وفقني الله واياكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً