أقوال السَّلف والعلماء في العِزَّة
العِزَّة والعُلُوُّ إنَّما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علمٌ وعملٌ وحالٌ.
- قال عبد الله بن عمرو: "إيَّاك وعزَّة الغضب، فيضيرك إلى ذُلِّ الاعتذار. وإذا ما عَرَتك في الغضب العِزَّة فاذكر مَذَلَّة الاعتذار" ((الشكوى والعتاب) للثعالبي ص [239]).
- وقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: فيك عَظَمَة. قال: لا، بل فيَّ عِزَّة الله تعالى، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون من الآية:8] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار) للزمخشري [2/220]).
- وقال ابن أبي لبابة: "من طلب عِزًّا بباطل، أورثه الله ذُلًّا بحقٍّ" ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار) للزمخشري [2/220]).
- قال رجل للحسن: "إنِّي أريد السِّند فأوصني. قال: أَعِزَّ أَمْرَ الله حيث ما كنت، يُعِزَّك الله. قال: فلقد كنت بالسِّند، وما بها أحدٌ أعزَّ منِّي" ((الشكوى والعتاب) للثعالبي [239-240]).
- وقال ابن عطاء: "العِزُّ في التَّواضع، فمن طلبه في الكِبْر، فهو كتطلُّب الماء من النَّار".
- وقال الأحنف: "لا تعدَّنَّ شَتْم الوالي شَتْمًا، ولا إغلاظه إغلاظًا، فإنَّ ريح العِزَّة تُبْسط اللِّسان بالغلظة في غير بأس ولا سخط" ((نثر الدر في المحاضرات) لأبي سعد الآبي [5/41]).
- وقال بعض السَّلف: "النَّاس يطلبون العِزَّ بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلَّا في طاعة الله ((إغاثة اللهفان) لابن القيم [1/ 48]).
- وقال إبراهيم بن شيبان: "الشَّرَف في التَّواضع. والعِزُّ في التَّقوى. والحرِّية في القناعة".
- وعن سفيان الثَّوري أنَّه قال: "أَعَزُّ الخَلْق خمسة أنفس: عالم زاهد، وفقيه صوفيٌّ، وغنيٌّ متواضع، وفقير شاكر، وشريف سني" ((مدارج السالكين) لابن القيم [2/314]).
- وكان من دعاء بعض السَّلف: "اللهمَّ أعِزَّني بطاعتك، ولا تذلَّني بمعصيتك" ((الجواب الكافي) لابن القيم ص [59]).
- وقال آخر: "إذا طلبت العِزَّة، فاطلبها في الطَّاعة، وإن طلبت الغِنى، فاطلبه في القناعة" ((الكشكول) لبهاء الدين العاملي [2/66]).
- وقال الغزالي: "من رزقه القناعة حتى استغنى بها عن خَلْقه، وأمدَّه بالقوَّة والتَّأييد حتى استولى بها على صفات نفسه، فقد أعزَّه، وآتاه الملك عاجلًا، وسيعزُّه في الآخرة بالتَّقريب" ((المقصد الأسنى)، بتصرف يسير. ص [89]).
- وقال أيضًا: "العزيز من العباد: من يحتاج إليه عباد الله في أهمِّ أمورهم، وهي الحياة الأخرويَّة، والسَّعادة الأبديَّة، وذلك ممَّا يَقِلُّ -لا محالة- وجوده، ويصعب إدراكه، وهذه رتبة الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ويشاركهم في العزِّ، من ينفرد بالقُرب من درجتهم في عصره، كالخلفاء وورثتهم من العلماء، وعزَّة كلِّ واحدٍ منهم بقدر عُلوِّ رتبته عن سهولة النَّيل والمشاركة، وبقدر عنائه في إرشاد الخَلْق" ((المقصد الأسنى) للغزالي، بتصرف يسير [73-74]).
- وقال ابن القيِّم: "العِزَّة والعُلُوُّ إنَّما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علمٌ وعملٌ وحالٌ، قال تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران من الآية:139] فللعبد من العُلُوِّ بحسب ما معه من الإيمان، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون من الآية :8]، فله من العِزَّة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه، فإذا فاته حظٌّ من العُلُوِّ والعِزَّة، ففي مُقَابَلة ما فاته من حقائق الإيمان، علمًا وعملًا، ظاهرًا وباطنًا" ((إغاثة اللهفان) [2/181].
- وقال ابن باديس: "الجاهل يمكن أن تعلِّمه، والجافي يمكن أن تهذِّبه، ولكن الذَّليل الذي نشأ على الذُّلِّ، يَعْسُر أو يتعذَّر أن تغرس في نفسه الذَّليلة المهينة عزَّةً وإباءً وشهامةً تُلْحِقه بالرِّجال" ((تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) ص [392]).
تمت الإضافة
- التصنيف: