رضا الله ورضا الناس
ورضا الله دائم بديمومته طالما حرصت على رضاه... أما الناس فمن النادر أن يرضوا عنك، وإن رضوا سرعان ما يسخطون...
أحمد كمال
النعيم هو حال ومآل طلب رضا الله والعذاب هو حال ومآل طلب رضا الناس.
فالله كريم حليم يقدِّر ضعفك، فإن بذلت وسعك لرضاه فسيهبك بمنِّه وَجُوده رضاه، ورضا الله جنة في صدرك تحتويك وتحتويها! فأنت في نعيم حتى إن ألقيت في عذاب الدنيا المادي!، وهو جنة عرضها كعرض السماوات والأرض بعد موتك! أو قل... بعد حياتك!
ورضا الله دائم بديمومته طالما حرصت على رضاه -فقط بقدر استطاعتك- وإن فقدته فيمكنك استعادته بالتوبة عما فقدته بسببه! وإن تبت فسيرضى، ذلك أنه تعالى في غنى ألا يرضى! فهو الغني الواسع لا يعوزه عملك فلا يعوزه عدم رضاه عنك!
أما الناس فمن النادر أن يرضوا عنك، وإن رضوا سرعان ما يسخطون. فإن أنت طلبت رضاهم فطلبك لرضا مخلوق مثلك هو في ذاته ذل وعذاب، وإن أنت حصلت عليه فترقبك لفقدانه عذاب وأرق! ثم إن أنت فقدته -وستفقده حتمًا يومًا- سيكون عذابك بفقدان ما تعودت عليه وهو زائل لن يعود، إما بموتهم أو بسخطهم إن لم تعزف على أوتار هواهم حتى يملَّون من عزفك فيعزفون هم عنك! وإن عاد لك رضاهم فاعلم أنه لم يعد إلا لتزداد عذابًا إن فقدته مرات ومرات! في كل مرة كان العذاب أكبر مما قبلها.
بيدك أن تطلب رضا الناس الخؤون أو أن تطلب رضا الله الكريم...
فإن أنت أرضيت الله أرضى هو عنك الصالحين من الناس فيعينك بصحبتهم على الصلاح.
وإن أنت أرضيت الناس دون اعتبار لرضا الله فلن يرضى عنك سوى من لا يرضى الله عنه! فيغرقوك معهم -بل قبلهم- في وحل الضلال...!
فاختر...!
- التصنيف: