أحب أن أنطقها هكذا في الآذان مقطعة

منذ 2014-04-13

كيف نبيع الخلود في الجنة بشهوة عابرة.. بنظرة.. بكلمة.. بلقمة، بانتزاع كلمة ثناء ممن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا؟!

الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.
أحب أن أنطقها هكذا في الآذان مقطعة.. لها في قلبي طعم جميل كلما كررتها.
فجر اليوم ارتعدت لها وهي تشق سكون الكون، ارتعدت وأنا أتخيل قائمًا على طاعة ترده عن الاستغراق ليدرك الجماعة، وآخر سادرًا في معصية! هل تراها تزجره عن التمادي في الجرأة على مقام الكبير سبحانه؟!

ارتعدت وأنا أتخيل نافضًا لفراشه فزعًا لمرضاة ربه، وآخر مستاءًا من إزعاج صوت الآذان لنوم غفلته -أعاذنا الله-، صفاء الكون قبل الفجر، الذي لم يعكر بعد باستيقاظ ابن آدم، واستيقاظ بلاويه معه له في النفس عمل عجيب! جلست لأراجع سورة (الرحمن)؛ إذ نويت أن أقرأ بها في الصلاة، مع عين لم تشبع من النوم وفكر مجتهد في التركيز، غبت عند: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46]، في سِنة بين النوم واليقظة..

رأيتني -مع الآيات تتردد في خاطري- متكئًا على سرير من ذهب، في أجواء والله ما أستطيع لها وصفًا.
النور أقرب ما يكون لساعات الصباح الأولى، أو ساعة المغرب نسيم عجيب يخفق لمره القلب.. {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن:58]، أردد الآية في غفوتي، وأنظر فإذا قادمة أخذت ألوان فستانها بمجامع نفسي قبل أن أطالع بهاء وجهها..

"السلام عليكم.. صبحكم الله بالخير" انتبهت على صوت الداخل، وليته ما دخل الآن!
"الله أكبر.. الله أكبر" أقيم الصلاة ولها مع بقايا المشاهد أثر مختلف، إن أجمل ما بقي في نفسي هو ذلك الشعور بـ(الأمان)، الأمان أنك صرت في جوار الله، لا حزن.. لا هم.. لا مرض.. لا فقر.. لا فراق.. لا حقد.. لا حسد.. لا نزاع.. لا إشفاق من خاتمة مجهولة!

ياااا ربي.. ليت شعري: كيف نغفل عن هذا؟!
كيف نبيع الخلود في هذا بشهوة عابرة.. بنظرة.. بكلمة.. بلقمة، بانتزاع كلمة ثناء ممن لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا؟! موقن أن الجنة أعظم مما رأيت، وإنما عقل باطن تحرك مع الآيات، ولكم يرجف القلب إشفاقًا أن يكون هذا المشهد من حجج الله التي تتوالى في تتابع نعمه وأفضاله..

ظننت أن ستطول معي تلك النفحة من نور.. لكني وفي طريق العودة مررت بـ(صراف آلي)، وإذا بالنفس الضعيفة تذكرني بالرصيد الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ولمّا يكتمل الشهر..! الله أكبر.. لكننا نغفل.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

محمد عطية

كاتب مصري

  • 5
  • 0
  • 3,328

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً