وقفات منهجية تربوية - (18) الوقفة الخامسة عشرة: حرص الصحابة على طلب العلم

منذ 2014-04-21

لقد عني الصحابة بطلب العلم فاجتهدوا في ذلك وحرصوا عليه، والأمثلة في ذلك كثيرة.

لقد عني الصحابة بطلب العلم فاجتهدوا في ذلك وحرصوا عليه، والأمثلة في ذلك كثيرة. لذا يقال لمن يتولى تربية شباب المسلمين: اعلم أن منهج الصحابة في التربية أنهم يربون ناشئتهم وشبابهم على العلم الشرعي في أقوالهم وأفعالهم وفي جميع تصرفاتهم، ولا يُفهم من هذا أنه يلزم كل أحد أن يجثو على ركبتيه عند أهل العلم، بل المراد: أن من تتولى تربيتهم ينبغي أن يُصحح منهجهم على حسب الأدلة الشرعية، وأن ينشئهم نشأة صالحة، لذلك كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نعلمها ونعمل بها. وذكر ابن تيمية في مقدمة التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعني بتعليم الصحابة العلم بمعاني الآيات كما يلقنهم حروف الآيات وألفاظها.

فيلزم من يتولى تربية شباب المسلمين أن يعلم أن منهج الصحابة أنهم يربون ناشئتهم وفق الأدلة الشرعية في جميع أمورهم، وأن من الظلم لهؤلاء الشبيبة ولأمهاتهم وآبائهم أن ينشأوا على مذاهب مخالفة لمنهج سلف الأمة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه (أخرجه أبو داود، وصححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي)، وأي خيانة أعظم من أن تُربَى الشبيبة على غير الطريقة الشرعية الموافقة لمنهج سلف الأمة.

فالحذر كل الحذر من تضييع الأمانة، وليس المراد منهج التجمع وكثرة السواد، فو الله إن شابًا واحدًا ينشأ على علم شرعي خير للمسلمين من مئات الألوف من مثله ممن لم يتربَ على علم شرعي بل تربى على عواطف جياشة.

فهذا سماحة الشيخ ابن باز، لو لم يكن للشيخ محمد بن إبراهيم إلا هذا العالم الفحل لكفاه فخرًا، ولو لم يكن للشيخ عبد الرحمن السعدي إلا ذلك الفقيه الفحل ابن عثيمين لكفاه فخرًا. فكيف إذا كان معهم ثلة من إخوانهم ممن مات قبلهم أو بعدهم، وممن لا يزال حيًا يقوم بدره ويؤدي رسالته على الوجه الأكمل.

فلينظر من يتولى تربية الشباب وليعلم أن هذه مسؤولية عظيمة، إن أحسن فليبشر بالخير من الله ثم من الناس بالدعاء، وإن كانت الأخرى فلا يجني جانٍ إلا على نفسه.

{C}{C}

ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.

  • 0
  • 1
  • 7,522
المقال السابق
(17) الوقفة الرابعة عشرة: بعض خصال الخلل في أصحاب الدعوات الإصلاحية
المقال التالي
(19) الوقفة السادسة عشرة: المنهج التطبيقي العملي للعلم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً