وقفات منهجية تربوية - (19) الوقفة السادسة عشرة: المنهج التطبيقي العملي للعلم

منذ 2014-04-27

فالتعليم بالقدوة الفعلية قد يكون أحيانًا أبلغ من القدوة القولية، أو بمعنى آخر التمثيل أو التعليم بطريقة الفعل أبلغ من وسيلة القول.

وقد نهج هذا المنهج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اقتداءً بنبيهم، فقد توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة أمام أصحابة؛ يعني: غسل كل عضو مرة مرة، قال البخاري في كتاب الوضوء: (باب الوضوء مرة، مرة)، وساق حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ثم قال: (باب الوضوء مرتين، مرتين) وساق حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه.

ثم قال: (باب الوضوء ثلاثًا، ثلاثًا) وساق حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: "توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثًا" (متفق عليه). وفي بعض الروايات في غير الصحيحين أنه قال: «هذا وضوء الأنبياء من قبلي، فمن زاد عليه فقد أساء وتعدى وظلم» (سنن أبي داوود).

توضأ ورآه الناس بأعينهم، وعثمان بن عفان رضي الله عنه كما في الصحيح دعا بطست، فتوضأ أمام الناس وأخبرهم أن هذا هو الوضوء النبوي الذي كان يتوضؤه النبي صلى الله عليه وسلم.

كما أن أحد الصحابة يطلب من بعض الناس أن يصلي بهم فيقول: "ما صليت لأني أعلمكم، ولكن لأريكم كيف صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم".

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لمالك بن الحويرث، ومن معه من أصحابه: «ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم»، والعلم يكون بالقول والفعل، وجاء في بعض الروايات «وصلوا كما رأيتموني أصلي».

هذا التطبيق العملي لبعض الأحكام الشرعية قد يكون أكثر إقناعًا وإيصالًا للعلم لكثير من الناس، وبخاصة فيما يتعلق بعمل اليوم والليلة.

ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية.

  • 0
  • 0
  • 2,103
المقال السابق
(18) الوقفة الخامسة عشرة: حرص الصحابة على طلب العلم
المقال التالي
(20) الوقفة السابعة عشرة: توظيف طاقة الطلاب حسب مقدرتهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً