دقائق مع النبي - (4)

منذ 2014-04-23

قصة التحكيم- عصمته قبل البعثة- مقدمات النبوة وتباشير السعادة

(1)

قصة التحكيم 2/1

والمتأمل في تلك القصة سطرًا سطرًا يتأكد أن قريش قبل البعثة كانت تعرف الحق وإن أنكرته أحيانا، فحين بلغ سنه صلى الله عليه وسلم 35 عاما جاء سيل جارف صدع جدران مكة فاضطرت قريش إلى بنائها من جديد وقرروا ألا يدخلوا في نفقتها إلا طيبًا، فلا يدخلون مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد، وهابوا عقاب الله على هدمها، فبادر الوليد بن المغيرة بالهدم قائلًا لهم: "إن الله لا يهلك المصلحين" ثم بدأ يهدم فتبعوه في هدمها ثم أخذوا في البناء.

(2)

قصة التحكيم 2/2

وضاقت النفقة الطيبة عن إتمامها فأخرجوا منها نحو ستة أذرع من الشمال وبنوا عليها جدارا قصيرا علامة على أنه من الكعبة، وهذا المعروف "بالحجر" و"الحطيم" ولما وصل بناء الكعبة إلى الحجر الأسود أراد كل رئيس أن يتشرف بوضعه في مكان فوقع النزاع خمسة أيام وكاد يتحول لحرب دامية لولا إقتراح أبا أمية المخزومي بأن يحكِّموا أول رجل يدخل عليهم  فقبلوا ذلك وكان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد حكمهم في الجاهلية فارتضوا بحكمه قائلين: "هذا الأمين رضيناه، هذا محمد"؛ فأخذ رداءًا، ووضع فيه الحجر وأمرهم بأن يمسك كل منهم طرفًا من الرداء ويرفعه.

(3)

عصمته قبل البعثة

أجمع العلماء على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الكفر قبل البعثة وبعدها، أما الكبائر فقد أجمع العلماء على عصمته بعدها، والوقائع التاريخية في السيرة تدل على عصمته من الكبائر قبل البعثة أيضا، فإنه عُصم من سماع وحضور أعراس الجاهلية وشرب الخمر، ولم يأكل مما ذُبح على النصب، ولم يمس صنمًا قط، ولم يكن يصبرعلى سماع الحلف باللات والعزى، أما الصغائر فكما يقول الإمام بن تيمية: "القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف".

 

(4)

مقدمات النبوة وتباشير السعادة

ولما كانت عصمته صلى الله عليه وسلم من شوب الجاهلية فقد اتسعت الفجوة الفكرية والعملية بينه وبين قومه وطفق يقلق مما يراه عليهم من الفساد، فحُبِّب إليه الخلاء، وكان بغار حراء يتعبد على بقايا دين إبرهيم عليه السلام.

ويتفكر في بديع ملكوت السماوات، والآيات الكونية، وبدأت تباشير النبوة بالرؤيا الصالحة فلا يرى رؤيا إلا وتجيئ كفلق الصبح، وكذا حديث الكائنات إليه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن.» (المحدث: مسلم خلاصة الدرجة: صحيح).

إعداد/ رحاب حسّان

المصدر: فريق عمل طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,658
المقال السابق
(1)
المقال التالي
(5)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً