صور الفِرَاسة
1- فِرَاسة تحسين الألفاظ: وهو جزء من الفِرَاسة اعتنى به العلماء وغيرهم، ومن أمثلته: أن الرشيد رأى في داره حزمة خَيْزُران، فقال لوزيره الفضل بن الربيع: ما هذه؟ قال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين، ولم يقل الخَيْزُران لموافقته لاسم أمه.
ونظير هذا أن بعض الخلفاء سأل ولده -وفي يده مِسْوَاك- ما جمع هذا؟ قال: ضد محاسنك، يا أمير المؤمنين. خشية أن يقول مساويك.
وخرج عمر رضي الله عنه يَعُسُّ المدينة بالليل، فرأى نارًا موقدة في خِبَاء، فوقف، وقال: يا أهل الضوء. وكَرِه أن يقول يا أهل النار (ذكره الخطابي في (غريب الحديث) [2/52]).
قيل للعباس بن عبد المطلب: أيُّما أكبر، أنت أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو أكبر مني، وأنا وُلدت قبله (رواه الطبراني، كما قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) [9/273]، والحاكم [3/362]، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح).
2- التأمل والنظر في عواقب الأمور ومآلاتها، سواءً في الفعل أو الترك، وهو أعظم مقصود في هذا الباب.
3- ومنها توسُّم المعلم في طلابه لمعرفة قدراتهم الذهنية والعلمية، ليعطي كل شخص من الاهتمام بحسبه، قال الماوردي: "ينبغي أن يكون للعالِم فِرَاسة يتوسَّم بها المُتعلِّم، ليعرف مَبْلغ طاقته، وقدر استحقاقه، ليعطيه ما يتحمله بذكائه، أو يَضْعُف عنه ببلادته، فإنه أروح للعالِم، وأنجح للمُتعلِّم" ((أدب الدنيا والدين) للماوردي، ص [81]).
4- من الفِرَاسة: معرفة حِيَل المجرمين، وطرائقهم، ودسائسهم في تدمير عقائد الناس وأخلاقهم.
5- ومن صورها: فِرَاسة القاضي في الخصوم، قال ابن فَرْحُون: "يُسْتَحب للقاضي أن يستعمل الفِرَاسة، ويراقب أحوال الخِصْمَين عند الإدلاء بالحجج ودعوى الحقوق، فإن توسَّم في أحد الخِصْمَين أنه أبْطَن شُبْهة، فليتلطَّف في الكشف والفحص عن حقيقة ما توهَّم فيه" ((تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام) لابن فَرْحُون [2/216]).
- التصنيف:
- المصدر: