الحكمة جوهرة غالية
يتبادر للأذهان من قولنا "فلان حكيم".. أنه هادئ الطبع رصين ذو رأي ثاقب.. والحقيقة أن ما سبق جزء من الحكمة وهي دائرة تتسع لما سبق وأكثر منه... فالقرآن حكمة؛ فمن عرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدِّمه ومؤخِّره، وحلاله وحرامه، وأمثاله وفهم معانية فهو حكيم...
ما أعظم وأبهى أن يُوصَف المرء بأنه حكيمًا ... فالحكمة ثوب من لبسه فقد كُسِيَ البهاء.
يتبادر للأذهان من قولنا "فلان حكيم".. أنه هادئ الطبع رصين ذو رأي ثاقب..
والحقيقة أن ما سبق جزء من الحكمة وهي دائرة تتسع لما سبق وأكثر منه... فالقرآن حكمة؛ فمن عرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدِّمه ومؤخِّره، وحلاله وحرامه، وأمثاله وفهم معانية فهو حكيم.
وكل من أوتي فِقهًا وعِلمًا أصوليًا فهو حكيم..
وكل صاحب رأي ثاقب صائب فهو حكيم..
وكل ورع هادئ الطباع رصين فهو حكيم..
وكل صاحب سنة غير مبتدع فهو حكيم..
وقد جمع حكيم الأمة ابن القيم رحمه الله كل هذا فقال: "الحِكْمَة في كتاب الله نوعان: مفردة، ومقترنة بالكتاب. فالمفردة فُسِّرت بالنُّبُوَّة، وفُسِّرت بعلم القرآن. قال ابن عباس رضي الله عنه: هي علم القرآن ناسخه ومنسوخه، ومُحْكَمه ومُتَشَابهه، ومقدَّمه ومؤخَّره، وحلاله وحرامه، وأمثاله. وقال الضَّحاك: هي القرآن والفهم فيه. وقال مجاهد: هي القرآن، والعلم والفِقْه. وفي رواية أخرى عنه: هي الإصابة في القول والفعل. وقال النَّخعي: هي معاني الأشياء وفهمها. وقال الحسن: الورع في دين الله. كأنَّه فسَّرها بثمرتها ومقتضاها. وأما الحِكْمَة المقرونة بالكتاب، فهي السُّنَّة. كذلك قال الشافعي وغيره من الأئمة رحمهم الله جميعًا. وقيل: هي القضاء بالوحي، وتفسيرها بالسُّنَّة أعم وأشهر" (تفسير القرآن الكريم؛ لابن القيم -التفسير القيم-، ص: [231]).
قال السعدي رحمه الله: "إنَّ من آتاه الله الحِكْمَة فقد آتاه خيرًا كثيرًا، وأيُّ خير أعظم من خير فيه سعادة الدَّارين، والنَّجاة من شقاوتهما! وفيه التَّخصيص بهذا الفضل، وكونه من ورثة الأنبياء، فكمال العبد متوقِّف على الحِكْمَة، إذ كماله بتكميل قوَّتيه العلميَّة والعمليَّة، فتكميل قوَّته العلميَّة: بمعرفة الحقِّ، ومعرفة المقصود به، وتكميل قوَّته العمليَّة: بالعمل بالخير وترك الشَّر، وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل، وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره، وبدون ذلك لا يمكنه ذلك" (تفسير السعدي، ص: [115]).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: