الاختلاط وما قيل حوله
إن الله كرم المرأة وشرع لها من الأحكام ما يناسبها ويحفظ لها كرامتها، ومن ذلك أنه شرع لها الحجاب الساتر ليمنع عنها أذى الذين في قلوبهم مرض.. وأباح لها العمل لتحصيل الكسب الطيب مع التزامها بالحجاب للبعد عن الاختلاط بالرجل.. لكن في وقتنا الحاضر ثارت مجادلات حول هذه المواضيع تريد أن تتخلى المرأة عما رسمه الله لها، لتنهج منهج المرأة الغربية التي أصبحت متعبة مبتذلة..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد:
فإن الله كرم المرأة وشرع لها من الأحكام ما يناسبها ويحفظ لها كرامتها، ومن ذلك أنه لها شرع الحجاب الساتر ليمنع عنها أذى المنافقين والذين في قلوبهم مرض.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59]، أي يعرفن بالشرف والعفة فلا يطمع فيهن الذي في قلبه مرض شهوة، وأباح لها العمل لتحصيل الكسب الطيب مع التزامها بالحجاب للبعد عن الاختلاط بالرجل الذي يثير الفتنة منها وبها، وما زالت نساء المسلمين ملتزمة بهذا المنهج الرباني الذي يبعدها عن تضررها والتضرر بها..
لكن في وقتنا الحاضر ثارت مجادلات حول هذه المواضيع تريد أن تتخلى المرأة عما رسمه الله لها، لتنهج منهج المرأة الغربية التي أصبحت متعبة مبتذلة، لأنها تخلت عما يصونها ويحفظ لها كرامتها، يريد أصحاب هذه المجادلات والمراوغات أن تتخلى عن الحجاب، وأن تختلط بالرجال في مقاعد الدراسة وفي الأعمال الوظيفية المختلطة، وفي اللقاءات والمقابلات مع المسئولين، واقفات في صفوف الرجال للاستقبال وغيره سافرات عن وجوههن، يجلسن ويقفن مع الرجال جنبًا إلى جنب، ويصافحن الرجال ويختلطن مع الرجال في المشاهد الإعلامية كأنهن يجلسن مع محارمهن أمام الشاشات، وفوق المنصات الإعلامية لبث البرامج..
وحينما تصدى أهل العلم لإنكار ذلك والمطالبة بمنعه سلقهم بعض الصحفيين بألسنة حداد! غير مبالين بما يورده أهل العلم من أدلة الكتاب والسنة على ما يقولون، بل صاروا لا ينشرون مقالات أهل العلم ليحجبوها عن الناس ويكتموا الحق وهم يعلمون، وصاروا يبثون الشبهات التي يظنون أنها تؤيد فكرتهم حول السفور والاختلاط، مثل قولهم: "لا دليل على منع الاختلاط، ولم يسبق للعلماء أن تكلموا فيه"، وقولهم: "الاختلاط موجود في المسجد الحرام وفي الطواف والسعي"، وقولهم: "ما زالت النساء تعمل في أسواق البيع والشراء وفي المزارع وفي الرعي مع الرجال"، إلى غير ذلك من الشبهات ولم يسمحوا بنشر التوضيحات أمام هذه الشبهات، لتخلو الساحة لهم هروبًا من بيان الحق الذي ليس عندهم ما يقاومه.
والجواب عن هذه الشبهات باختصار وإجمال:
أولًا: قولهم لا دليل بمنع الاختلاط بين الرجال والنساء يجاب عنه: بأن الأدلة على ذلك موجودة بكثرة ومتوفرة في الكتاب والسنة، وقد قام العلماء جزاهم الله خيرًا بنشرها في كتب خاصة ومواقع الإنترنت، فرب ضارة نافعة، لأن هذه الأدلة كانت متفرقة في الكتب وكلام أهل العلم غير مجموع في مكان واحد، فيسر الله جمعها وترتيبها وإبرازها {..لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة} [الأنفال:42].
ثانيًا: أما احتجاجهم بحصول الاختلاط في المسجد الحرام والطواف والسعي، فالجواب عنه: أن هذا غير صحيح فالنساء يصلين في المسجد الحرام في أمكنة خاصة بهن كما هو مشاهد، وما يحصل في الطواف والسعي فهو اختلاط لا يمكن تلافيه بسبب الزحام، ولا يقع عن تعمد ومع هذا يجب على الرجال أن يتجنبوا الزحام مع النساء مهما أمكنهم ذلك.
ثالثُا: أما أن النساء ما زالت تعمل بالبيع والشراء في الأسواق، وتعمل في المزارع وفي المراعي مع الرجال فالجواب عنه: أن النساء تعمل في هذه المجالات منعزلات عن الرجال ففي الأسواق يهيأ لهن أمكنة خاصة يزاولن فيها البيع والشراء منعزلة عن الرجال، وفي المزارع والمراعي تعمل النساء لوحدهن منفردات عن الرجال وبينهم مسافات تبعد أحد الجنسين عن الآخر.
وختامًا: أسأل الله تعالى أن يبصر المسلمين بدينهم ويرد مخطئهم إلى الصواب، ويثبت المصيب على صوابه ويزيده علمًا وفهمًا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
- التصنيف:
- المصدر: