بين البلَه وسلامة الصدر

منذ 2014-05-16

سلامة الصدر تكون في سلوك طريق الحق مع معرفة الإنسان لطريق الباطل، وتوقيه والابتعاد عنه طواعية إرضاء لله ربّ العالمين وتنظيف القلب من كل حقدٍ لا يستحقه فاعله مع احتفاظ القلب بالكره والبغض لكل ما يبغض الله ويكره.

يعتقد البعض أن الذل للباطل من سلامة الصدر ويعتقد آخرون أن قبول الباطل وتمريره قهرًا أو قصدًا.. لضعف الشخص هو من سلامة الصدر! ويعتقد البعض أن الضعف والتهاون في الحقوق أسلم للصدر ومن ثم فانخداع الإنسان بالباطل ليس من سلامة الصدور.

قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: "لست بِخِبٍ ولا يخدعني الخِبُّ".

سلامة الصدر تكون في سلوك طريق الحق مع معرفة الإنسان لطريق الباطل، وتوقيه والابتعاد عنه طواعية إرضاء لله ربّ العالمين وتنظيف القلب من كل حقدٍ لا يستحقه فاعله مع احتفاظ القلب بالكره والبغض لكل ما يبغض الله ويكره.

يقول ابن القيِّم: "والفرق بين سَلَامة القلب والبَلَه والتَّغَفُّل: أنَّ سَلَامة القلب تكون من عدم إرادة الشرِّ بعد معرفته، فيَسْلَم قلبه من إرادته وقصده، لا من معرفته والعلم به، وهذا بخلاف البَلَه والغَفْلة، فإنَّها جهل وقلَّة معرفة، وهذا لا يُحْمد؛ إذ هو نقص، وإنَّما يَحْمد النَّاس من هو كذلك؛ لسَلَامتهم منه، والكمال أن يكون القلب عارفًا بتفاصيل الشَّرِّ، سليمًا من إرادته، قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: لست بِخِبٍّ ولا يخدعني الخِبُّ" (الروح؛ لابن القيِّم: [243-244]).

وكان عمر أعقل من أن يُخْدع، وأورع من أن يَخْدع، وقال تعالى: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشُّعراء:88-89] فهذا هو السَّليم من الآفات التي تعتري القلوب المريضة، من مرض الشُّبهة التي توجب اتِّباع الظَّنِّ، ومرض الشَّهوة التي توجب اتِّباع ما تهوى الأنفس، فالقلب السَّليم الذي سَلِم من هذا وهذا" (الروح؛ لابن القيِّم: [243-244]).
 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,888

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً