ما وراء جولات البابا
منذ 2008-04-25
ونسأل الله تعالى أنّ يستعملنا في نصر دينه، ويجعلنا من جنوده، ويحشرنا تحت لواء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
التنصير في الجزائر
أنموذجا..
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى
اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 7، 9]
قال صلى الله عليه وسلم: «بشّر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب» [رواه أحمد وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
قال رئيس الولايات المتّحدة جورج بوش: "إنني أرى الله ـ تعالى الله عما يقول الكافرون علوّاً كبيراً ـ عندما أنظر في عَينيْ بندكتس السادس عشر"
البابا في جهنم، الإله يكره البابا، البابا منحرف جنسياً، قساوسة الكنيسة كذابون، ستذهب إلى الجحيم أيها البابا.
بهذه العبارات ـ وبعكس تماما لما رآه بوش في عينيْ البابا ـ كان ضحايا التحرش الجنسي للقساوسة في كنائس أمريكا، قـد استقبلوا البابا، إذْ كانت تلك هي عباراتهم المرفوعة في المظاهرات التي استقبلته.
غير أنّ ذلك لا يغيـّر من الأمـر شيئا بالنسبة لبوش، فولع القساوسة بالتحرش الجنسي بالفتيات الصغيرات والغلمان في أروقة الكنائس لم يمنع من بوش أن يخرج على البروتوكول المعهود، فيستقبل كبيرهـم البابا في المطار، كما نقلت الوكالات: "أكّد الرئيس جورج بوش على ذلك يوم الجمعة عندما أجاب عن السؤال الأخير الذي طرحه عليه الإعلاميّ ريموند أرويو خلال مقابلة مع شبكــة تلفزيون الكلمــة الأبديّة Ewtn".
وأشار أرويو إلى أنّ بوش يُعدّ لترحيب ضخم بالبابا الذي يصل إلى الولايات المتّحدة الثلاثاء في زيارة تدوم خمسة أيّام، والجدير ذكره أنّ بوش سيذهب إلى المطار لاستقبال الأب الأقدس، الأمر الذي يُعتبر سابقةً لم يقُم بها أبداً مع أيّ قائد زائر.
كان هذا الترحيب الضخـم بسبب أنّ زيارة البابا لأكبر دولة راعية للحملة الصليبية العالمية - أعني أمريكا - لم تأت لحبّ الإستطلاع أو لمجرد الإعتذار عن تجاوز الحدّ في الشبق الجنسي المعهـود للقساوسة.
بل جاءت في سياق هجمة منظّمة على الإسلام، وتشويه متعمّد مدروس لتعاليمه وقِيَمه، تولى كبرها البابا نفسه.
كما جاءت تحت ظلال زخم إعلامي للدعوة إلى ما يسمى حوار الأديان، صاحبه ترحيب صهيوني غريب، وفي ردف مخطط يجري تنفيذه بدقّـة، بدأت أول مراحله في قطر، ولا ينوي أن يتوقّـف قبل أن يحطّ رحاله قبالة الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام.
لقـد جاءت لإعلان أكبر تعاون بين أقوى قوة عسكرية صليبية وأعلى قيادة دينية صليبية؛ لانطلاق حملة تنصير واسعة في البلاد العربية، لتواجه عودة مباركة للإسلام، وانتشار واسع له في الغرب.
وهذه الحملة الصليبة تتوهم أنها على أساس الخطة القائلة: "خير وسيلة للدفاع هي الهجـوم".
وحتى نستفيد من عبر التاريخ ونعطي مثالا حيّا لهذا المخطط الخبيث، تعالوا لنتذكـر أنموذجا واحدا له وهو المخطط الصليبي في الجزائر:
المشهد الأول:
قام بثلاث زيارات لأفريقية، الأولى كانت إلى مدينة تونس سنة 1292 م، لعدة أشهرفانكشف أمره وهرب ناجيا من الموت بأعجوبة، والثانية إلى الجزائر، مدينة بجاية سنة 1307 م، وانتهى أمره إلى ثوران المسلمين عليه فالسجن والطرد، وعاد مرة أخرى إلى بجابة أيضا، فرقى منبر مسجدها، وتطاول على الإسلام ونبيّه عليه الصلاة والسلام، فرجم بالحجارة إلى أن مات.
كان هذا "رامول لول" أحد أوائل المنصّرين إلى الجزائر.
المشهد الثاني:
ذبح وقَتل في المسـجد من المصلين أكثر من أربعة آلاف مسلم يصلي، إذ كان يقول: "أريد أجمل مسجد في المدنية؛ لنجعل منه كنيسـة المسيحيين". ثـم هدم المسجد بتاريخ 18/12/1832 م، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملـت اسم "سانت فيليب"، وصلّى المنصِّرون فيه أول صلاة نصرانية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م.
فبعثت الملكة "إميلي زوجة لويس فيليب" هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخـرة، وبعث البابا "غريغور السادس عشرة" تماثيل للقديسين.
كان هذا الجنرال "روفيغو" الفرنسي عندما هدم مسجد كتشاوة تحت أمرة قائد الحملة الفرنسية الإستعمارية "دوبونياك".
المشهد الثالث:
إن آخر أيام الإسلام قد دنت، وفي غضـون عشرين عاماً لن يكون في الجزائر إله غير المسيح، ونحن إذا أمكننا أن نشك في أن هذه الأرض تملكها فرنسا، فلا يمكننا أن نشك ـ على أي حال ـ أنها قد ضاعت من الإسلام إلى الأبد، أما العرب فلن يكونوا مواطنين لفرنسا إلاّ إذا أصبحوا نصارى جميعا.
كان هذا جزء من خطبة ألقاها مندوب الحاكم في قسطنطينة ـ إبان الإحتلال الفرنسي ـ احتفالا بتحويل مسجد إلى كنيسة.
المشهد الرابع:
وزير داخلية فرنسا يصدر بتاريخ 8 مارس 1938 م، قرارا يقضي بمنع تعليم اللغة العربية في الجزائر باعتبار أنها لغة أجنبية.
المشهد الحالي:
ينشط التنصير في الجزائر ـ لاسيما في منطقة القبائل ـ بصورة غير مسبوقـة، ويتلقي الشباب الجزائري الغارق في الفقر والبطالة مرتبا شهريا بعد إرتدادهـم إلي النصرانية على يد المنصرين المنتشرين في البلاد الذين يقومون بجمع عناوين السكان وإرسال الأناجيل ومنشورات التنصير إلى السكان إضافـة إلى قنوات إذاعية تنصيرية موجهّة إلى منطقة القبائل باللهجة الأمازيغية، وأما توزيع الإنجيل في تلك المناطق فهو يجري جهارا.
تقول مجلة المجتمع الكويتية:
عكف عدد من الباحثين الجزائريين على رصد هذا النشاط التنصيري الواسع، وظهرت عدة تقارير بحثية ترصد إحصاءات ميدانية عن هذا التنصير؛ ففي بحث أعدَّه 3 باحثين جزائريين، تم الكشف عن ارتفاع معدل التنصير في الجزائر، حتى إن عدد المرتدين عن الإسلام بلغ 10 آلاف شخص، وبمعدل 6 أشخاص في اليوم؛ معظمهم من الشباب.
وحسب تقرير الأديان التابع للخارجية الأمريكية، فإن فئة "غيرالمسلمين" في الجزائر بلغت نصف مليون شخص يرتادون 300 كنيسة أغلبها في منطقة القبائل.
ثم ذكرت المجلة في سياق تقريرها أن أنشطة التنصير بلغت في شعورها بالراحة وهي تقوم بدورها الخبث إلى درجة الوقاحة بالطعن جهراً في شعيرة الأضحية الإسلامية في عيد الأضحى.
قالت المجلة: "في هذا الصدد ألقى قس فرنسي ينتمي إلى كنيسة "تافاث" بولاية "تيزي وزو" خطبةً على 120 شخصًا من سكان هذه المنطقة ممن سقطوا في شباك التنصير، وألقى في روعهم أن أضحية العيد ما هي إلا حقيقة تاريخية مزيَّفة، وأن النبي الذبيح الذي فداه الله - حسب ما جاء في الإنجيل - هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام كما أخبر بذلك القرآن الكريم، ودعا أتباعه إلى اجتناب ذبح أضحية العيد، وعلى إثر هذه الخطبة تحرَّك القساوسة الذين ينشطون على مستوى جميع الكنائس المتناثرة على تراب ولاية "تيزي أوزو"، وقاموا بتعليق صور الكباش أمام صلبان الكنائس".
وذكر تقرير أجرته جمعية العلماء المسلمين عن نشاط الكنيسة في منطقة القبائل أن الأخيرة تتعهد بمنح مبلغ 5 آلاف يورو - نحو 7200 دولار أمريكي - لكل من يدخل جزائرياً في النصرانية، كما تعرض على طلبة الجامعة تسهيلات تتيح لهم الدراسة في الخارج؛ لتشجيعهم على التحول للنصرانية.
وفي تقرير أعدته الباحثتان "سلاف رحموني" و"نسيمة رقيق" يقول أحد المرتدين: "اعتنقت المسيحية لأنها تبيح الخمر والنساء"، وآخر يقول بعد أن غير اسمه من عبد السميع إلى جوزي: "تخليت بذلك عن الصلاة، وعن الذهاب إلى المساجد، وأخوض الآن تجربة جديدة، فقد ذهبت منذ حوالي ثلاث سنوات إلى كنيسة "القلب المقدس" أعجبني الدين المسيحي، خاصة وأنـّه يبيح كلّ شيء من مأكل ومشرب، وبالأخص: النساء" (صحيفة الرياض 23 يونيو 2005 م).
هذا الذي يجري في الجزائر اليوم في أقصى الغرب الإسلامي يراد أن يُعـاد نشـره هنا في جزيرة الإسلام ومهبط الوحـي حول الكعبـة المشرفـة.
ولهذا فمن المتوقَّـع أن يعلن البابا عزمه زيارة دول الخليج، فقد تمّت دعوته لذلـك وسيطالـب بالسماح بنشر الكنائس بلا قيـود وإلاَّ فما فائدة كلَّ هذا الوجود الصليبي العسكري الهائل في المنطقـة.
هـذا، ولست لائماً أحـداً يزعـم أنَّ تزامن انتشار الفقـر وغلاء المعيشة وإنتشار البطالة وإصرار الأنظمة السياسية على ترك الشعوب تمضي نحو قعـر هذه الهاوية أنـّه تمهيـد مقصود ـ مع خدعة حوار الأديان ـ يسهّـل عمل التنصيـر.
إنَّ هذه المرحلة الجديدة الخطيرة تستهدف:
أولا: إنهاء حقوق الإسلام في فلسطين بالتعاون مع الصهاينـة.
ثانيا: نشر الكنائس التنصيرية في منطقة الخليج؛ للإجهاض على الإسلام في قعر داره وتكريس الهيمنة الأجنبية عليه.
ثالثا: محاربة اللغة العربية، وتنشئة جيل تنقطع صلته بماضيه الإسلامي، وقد بلغني أنه قـد حذفت مادة اللغة العربية من بعض مدارس الإمارات الحكومية، فإن كان هذا صحيحا فهو خطوة أولى نحو هذا الهدف الخبيث.
رابعا: الإستفادة من التنصير لدعم جميع المخططات السياسية الأمريكية في المنطقة.
وختامـا:
فإنّ مقاومـة هذا المشروع الخطير على الإسلام تحتاج إلى جهـود عظيمـة ترتكـز على تعاون بين جميع الحركات الإسلامية وجمعيات العلماء ومنظمات الدعـوة وكلَّ المؤسسات التي ترعى الأنشطة الإسلامية؛ لتقوم بفضح كلِّ خطوة في هذا المشروع وإلحاق الهزيمة بها.
ولاريب أنـّه من الواجب على الأمَّة تأسيس منظمة إسلامية عالمية تحمل على عاتقها القيام هذه المهمـة الجليلة.
ونسأل الله تعالى أنّ يستعملنا في نصر دينه، ويجعلنا من جنوده، ويحشرنا تحت لواء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
قال صلى الله عليه وسلم: «بشّر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب» [رواه أحمد وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
قال رئيس الولايات المتّحدة جورج بوش: "إنني أرى الله ـ تعالى الله عما يقول الكافرون علوّاً كبيراً ـ عندما أنظر في عَينيْ بندكتس السادس عشر"
البابا في جهنم، الإله يكره البابا، البابا منحرف جنسياً، قساوسة الكنيسة كذابون، ستذهب إلى الجحيم أيها البابا.
بهذه العبارات ـ وبعكس تماما لما رآه بوش في عينيْ البابا ـ كان ضحايا التحرش الجنسي للقساوسة في كنائس أمريكا، قـد استقبلوا البابا، إذْ كانت تلك هي عباراتهم المرفوعة في المظاهرات التي استقبلته.
غير أنّ ذلك لا يغيـّر من الأمـر شيئا بالنسبة لبوش، فولع القساوسة بالتحرش الجنسي بالفتيات الصغيرات والغلمان في أروقة الكنائس لم يمنع من بوش أن يخرج على البروتوكول المعهود، فيستقبل كبيرهـم البابا في المطار، كما نقلت الوكالات: "أكّد الرئيس جورج بوش على ذلك يوم الجمعة عندما أجاب عن السؤال الأخير الذي طرحه عليه الإعلاميّ ريموند أرويو خلال مقابلة مع شبكــة تلفزيون الكلمــة الأبديّة Ewtn".
وأشار أرويو إلى أنّ بوش يُعدّ لترحيب ضخم بالبابا الذي يصل إلى الولايات المتّحدة الثلاثاء في زيارة تدوم خمسة أيّام، والجدير ذكره أنّ بوش سيذهب إلى المطار لاستقبال الأب الأقدس، الأمر الذي يُعتبر سابقةً لم يقُم بها أبداً مع أيّ قائد زائر.
كان هذا الترحيب الضخـم بسبب أنّ زيارة البابا لأكبر دولة راعية للحملة الصليبية العالمية - أعني أمريكا - لم تأت لحبّ الإستطلاع أو لمجرد الإعتذار عن تجاوز الحدّ في الشبق الجنسي المعهـود للقساوسة.
بل جاءت في سياق هجمة منظّمة على الإسلام، وتشويه متعمّد مدروس لتعاليمه وقِيَمه، تولى كبرها البابا نفسه.
كما جاءت تحت ظلال زخم إعلامي للدعوة إلى ما يسمى حوار الأديان، صاحبه ترحيب صهيوني غريب، وفي ردف مخطط يجري تنفيذه بدقّـة، بدأت أول مراحله في قطر، ولا ينوي أن يتوقّـف قبل أن يحطّ رحاله قبالة الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام.
لقـد جاءت لإعلان أكبر تعاون بين أقوى قوة عسكرية صليبية وأعلى قيادة دينية صليبية؛ لانطلاق حملة تنصير واسعة في البلاد العربية، لتواجه عودة مباركة للإسلام، وانتشار واسع له في الغرب.
وهذه الحملة الصليبة تتوهم أنها على أساس الخطة القائلة: "خير وسيلة للدفاع هي الهجـوم".
وحتى نستفيد من عبر التاريخ ونعطي مثالا حيّا لهذا المخطط الخبيث، تعالوا لنتذكـر أنموذجا واحدا له وهو المخطط الصليبي في الجزائر:
المشهد الأول:
قام بثلاث زيارات لأفريقية، الأولى كانت إلى مدينة تونس سنة 1292 م، لعدة أشهرفانكشف أمره وهرب ناجيا من الموت بأعجوبة، والثانية إلى الجزائر، مدينة بجاية سنة 1307 م، وانتهى أمره إلى ثوران المسلمين عليه فالسجن والطرد، وعاد مرة أخرى إلى بجابة أيضا، فرقى منبر مسجدها، وتطاول على الإسلام ونبيّه عليه الصلاة والسلام، فرجم بالحجارة إلى أن مات.
كان هذا "رامول لول" أحد أوائل المنصّرين إلى الجزائر.
المشهد الثاني:
ذبح وقَتل في المسـجد من المصلين أكثر من أربعة آلاف مسلم يصلي، إذ كان يقول: "أريد أجمل مسجد في المدنية؛ لنجعل منه كنيسـة المسيحيين". ثـم هدم المسجد بتاريخ 18/12/1832 م، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملـت اسم "سانت فيليب"، وصلّى المنصِّرون فيه أول صلاة نصرانية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م.
فبعثت الملكة "إميلي زوجة لويس فيليب" هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخـرة، وبعث البابا "غريغور السادس عشرة" تماثيل للقديسين.
كان هذا الجنرال "روفيغو" الفرنسي عندما هدم مسجد كتشاوة تحت أمرة قائد الحملة الفرنسية الإستعمارية "دوبونياك".
المشهد الثالث:
إن آخر أيام الإسلام قد دنت، وفي غضـون عشرين عاماً لن يكون في الجزائر إله غير المسيح، ونحن إذا أمكننا أن نشك في أن هذه الأرض تملكها فرنسا، فلا يمكننا أن نشك ـ على أي حال ـ أنها قد ضاعت من الإسلام إلى الأبد، أما العرب فلن يكونوا مواطنين لفرنسا إلاّ إذا أصبحوا نصارى جميعا.
كان هذا جزء من خطبة ألقاها مندوب الحاكم في قسطنطينة ـ إبان الإحتلال الفرنسي ـ احتفالا بتحويل مسجد إلى كنيسة.
المشهد الرابع:
وزير داخلية فرنسا يصدر بتاريخ 8 مارس 1938 م، قرارا يقضي بمنع تعليم اللغة العربية في الجزائر باعتبار أنها لغة أجنبية.
المشهد الحالي:
ينشط التنصير في الجزائر ـ لاسيما في منطقة القبائل ـ بصورة غير مسبوقـة، ويتلقي الشباب الجزائري الغارق في الفقر والبطالة مرتبا شهريا بعد إرتدادهـم إلي النصرانية على يد المنصرين المنتشرين في البلاد الذين يقومون بجمع عناوين السكان وإرسال الأناجيل ومنشورات التنصير إلى السكان إضافـة إلى قنوات إذاعية تنصيرية موجهّة إلى منطقة القبائل باللهجة الأمازيغية، وأما توزيع الإنجيل في تلك المناطق فهو يجري جهارا.
تقول مجلة المجتمع الكويتية:
عكف عدد من الباحثين الجزائريين على رصد هذا النشاط التنصيري الواسع، وظهرت عدة تقارير بحثية ترصد إحصاءات ميدانية عن هذا التنصير؛ ففي بحث أعدَّه 3 باحثين جزائريين، تم الكشف عن ارتفاع معدل التنصير في الجزائر، حتى إن عدد المرتدين عن الإسلام بلغ 10 آلاف شخص، وبمعدل 6 أشخاص في اليوم؛ معظمهم من الشباب.
وحسب تقرير الأديان التابع للخارجية الأمريكية، فإن فئة "غيرالمسلمين" في الجزائر بلغت نصف مليون شخص يرتادون 300 كنيسة أغلبها في منطقة القبائل.
ثم ذكرت المجلة في سياق تقريرها أن أنشطة التنصير بلغت في شعورها بالراحة وهي تقوم بدورها الخبث إلى درجة الوقاحة بالطعن جهراً في شعيرة الأضحية الإسلامية في عيد الأضحى.
قالت المجلة: "في هذا الصدد ألقى قس فرنسي ينتمي إلى كنيسة "تافاث" بولاية "تيزي وزو" خطبةً على 120 شخصًا من سكان هذه المنطقة ممن سقطوا في شباك التنصير، وألقى في روعهم أن أضحية العيد ما هي إلا حقيقة تاريخية مزيَّفة، وأن النبي الذبيح الذي فداه الله - حسب ما جاء في الإنجيل - هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام كما أخبر بذلك القرآن الكريم، ودعا أتباعه إلى اجتناب ذبح أضحية العيد، وعلى إثر هذه الخطبة تحرَّك القساوسة الذين ينشطون على مستوى جميع الكنائس المتناثرة على تراب ولاية "تيزي أوزو"، وقاموا بتعليق صور الكباش أمام صلبان الكنائس".
وذكر تقرير أجرته جمعية العلماء المسلمين عن نشاط الكنيسة في منطقة القبائل أن الأخيرة تتعهد بمنح مبلغ 5 آلاف يورو - نحو 7200 دولار أمريكي - لكل من يدخل جزائرياً في النصرانية، كما تعرض على طلبة الجامعة تسهيلات تتيح لهم الدراسة في الخارج؛ لتشجيعهم على التحول للنصرانية.
وفي تقرير أعدته الباحثتان "سلاف رحموني" و"نسيمة رقيق" يقول أحد المرتدين: "اعتنقت المسيحية لأنها تبيح الخمر والنساء"، وآخر يقول بعد أن غير اسمه من عبد السميع إلى جوزي: "تخليت بذلك عن الصلاة، وعن الذهاب إلى المساجد، وأخوض الآن تجربة جديدة، فقد ذهبت منذ حوالي ثلاث سنوات إلى كنيسة "القلب المقدس" أعجبني الدين المسيحي، خاصة وأنـّه يبيح كلّ شيء من مأكل ومشرب، وبالأخص: النساء" (صحيفة الرياض 23 يونيو 2005 م).
هذا الذي يجري في الجزائر اليوم في أقصى الغرب الإسلامي يراد أن يُعـاد نشـره هنا في جزيرة الإسلام ومهبط الوحـي حول الكعبـة المشرفـة.
ولهذا فمن المتوقَّـع أن يعلن البابا عزمه زيارة دول الخليج، فقد تمّت دعوته لذلـك وسيطالـب بالسماح بنشر الكنائس بلا قيـود وإلاَّ فما فائدة كلَّ هذا الوجود الصليبي العسكري الهائل في المنطقـة.
هـذا، ولست لائماً أحـداً يزعـم أنَّ تزامن انتشار الفقـر وغلاء المعيشة وإنتشار البطالة وإصرار الأنظمة السياسية على ترك الشعوب تمضي نحو قعـر هذه الهاوية أنـّه تمهيـد مقصود ـ مع خدعة حوار الأديان ـ يسهّـل عمل التنصيـر.
إنَّ هذه المرحلة الجديدة الخطيرة تستهدف:
أولا: إنهاء حقوق الإسلام في فلسطين بالتعاون مع الصهاينـة.
ثانيا: نشر الكنائس التنصيرية في منطقة الخليج؛ للإجهاض على الإسلام في قعر داره وتكريس الهيمنة الأجنبية عليه.
ثالثا: محاربة اللغة العربية، وتنشئة جيل تنقطع صلته بماضيه الإسلامي، وقد بلغني أنه قـد حذفت مادة اللغة العربية من بعض مدارس الإمارات الحكومية، فإن كان هذا صحيحا فهو خطوة أولى نحو هذا الهدف الخبيث.
رابعا: الإستفادة من التنصير لدعم جميع المخططات السياسية الأمريكية في المنطقة.
وختامـا:
فإنّ مقاومـة هذا المشروع الخطير على الإسلام تحتاج إلى جهـود عظيمـة ترتكـز على تعاون بين جميع الحركات الإسلامية وجمعيات العلماء ومنظمات الدعـوة وكلَّ المؤسسات التي ترعى الأنشطة الإسلامية؛ لتقوم بفضح كلِّ خطوة في هذا المشروع وإلحاق الهزيمة بها.
ولاريب أنـّه من الواجب على الأمَّة تأسيس منظمة إسلامية عالمية تحمل على عاتقها القيام هذه المهمـة الجليلة.
ونسأل الله تعالى أنّ يستعملنا في نصر دينه، ويجعلنا من جنوده، ويحشرنا تحت لواء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف:
amrabdelzaher
منذشامة بوشمال
منذعلى
منذessam ezbawy
منذاسحاق السوفي
منذسمير
منذعبد المجيد
منذهشام حسين
منذمحمد نور
منذفاعل خير
منذ