رُعبٌ أمريكي أم فرض أجندات؟!

منذ 2014-05-18

لثبات آداء المجموعات الجهادية في المنطقة وتعاظم دورها.. وتخوُّفاتٍ من التحام العمل الجهادي المتفرِّق وتوحيده في منطقة الشرق الأوسط.. ما أدَّى إلى تخلٍ جزئي من قبل أمريكا لبعض محاور أجندتها المُعِدَّة سلفًا في المنطقة.

لثبات آداء المجموعات الجهادية في المنطقة وتعاظم دورها.. وتخوُّفاتٍ من التحام العمل الجهادي المتفرِّق وتوحيده في منطقة الشرق الأوسط.. ما أدَّى إلى تخلٍ جزئي من قبل أمريكا لبعض محاور أجندتها المُعِدَّة سلفًا في المنطقة.

بل وتخليها في العلن عن شعاراتها المعروفة بخصوص أنظمة الحكم بخصوص النظم الديمقراطية. ومن ثم استطاعت إيران استغلال هذا الرعب الأمريكي وتوظيفه لترويض الحضور الأمريكي بنفس طريقة ترويضها في العراق وأفغانستان سابقًا.. بل وتحاول الحصول على مكتسباتٍ -كالعادة- لم تكن تنالها إلا عبر هذا الطريق.. وهو الأمر الذي جمع بين متناقضات في الأيام القليلة الماضية..

- تقارب إيراني أمريكي!

- دعوة السعودية لإيران!

- دعم مطلق لانقلاب عسكري!

- تسليح المالكي (الإيراني)!

- اجتماع هيجل بوزراء دفاع التعاون الخليجي!

- زيارة أوباما المتوترة غداة نقل ولاية العهد السعودي!

- عرض الإمارات مئات المليارات على فرنسا للتدخل عسكريًا في ليبيا!

- توسيع بريطانيا التمثيل الدبلوماسي لما يُسمَّى المعارضة -بديلة الجهاد- في سوريا!

- إقصاء الإخوان المسلمين من المشهد بالكلية ليس بالطبع إلى أن الإخوان تصنف من التيارات؛ الجهادية لكن اقتنع الأمريكان أن الإخوان قد تكون بيئة خصبة لعمل تلك التيارات!

الرعب الأمريكي يتمثل في احتمال تواصل الجهاديين في ليبيا مع جهادي العراق والشام.. مع تنظيمات الجهاد في المغرب العربي مع مجاهدي جنوب القارة الأفريقية.. وفزعٍ من ظهورِ محورٍ جهاديٍ مصريٍ يعمل على ترابط المنظومة كلها.. لذا قضية إحداث الفتنة والخلافات بين تلك الفصائل الجهادية هو الشغل الشاغل لجميع الأطراف. والهدف الإستراتيجي الحقيقي للمرحلة، وقد حقَّق نجاحًا نسبيًا في الآونة الأخيرة.. إلا أن الخطر لا زال قائم من وجهة نظر الأمريكان وحلفائهم..

قد يبدو الأمر بعيدٍ إلى حدٍ ما.. عند البعض، إلا أن أمريكا سارعت وحفَّزت ودفعت الجميع في وقتٍ واحد على تصعيد الحرب ضد ما يُسمَّى الإرهاب -تقصد الجماعات الجهادية- قد يرجح هذه التخوُّفات..

ففوجئنا جميعًا وفي ذات الوقت..!

- الإعلان عن حملةٍ عسكريةٍ موسّعةٍ باسم تصفية الحساب.. على مدن السنة في العراق "الفلوجة، والأنبار".

- الإعلان عن حملةٍ عسكريةٍ في اليمن، واشتباكاتٍ عنيفة.. باسم تطهير عناصر القاعدة.

- الإعلان في تونس عن إنشاء وحداتٍ خاصةٍ لمكافحة الارهاب.

- الإعلان في ليبيا عن حملة للقضاء على المسلحين الإرهابيين في الموانئ الليبية.

- الإعلان عن استمرار الحملات العسكرية في سيناء وباقي المدن المصرية.. للقضاء على الإرهاب.

- إعلان الجزائر حشد 400000 جندي على الحدود الليبية.. بزعم وجود معلوماتٍ عن عملياتٍ عسكريةٍ ضدها من جماعاتٍ تتبع القاعدة.

- طائرات مجهولة الهوية تُطلِق صواريخ على بعض التجمعات ببني غازي.. استتبعها تحذيرات قيادة الأركان الليبية بقصف أي طائرات تخترق المجال الليبي.

- اجتماع وزير الدفاع الأمريكي.. مع وزراء دول التعاون الخليجي.

- إعلان الرئيس الفرنسي هولاند بدء حملةٍ شاملةٍ لمحاربة جماعة "بوكو حرام"، وأكد اتصالها العضوي بتنظيم القاعدة في المغرب العربي.. مما يعكس نِيَّته باستمرار قتاله ضد المجموعات الجهادية في المغرب العربي.

ومن ذلك.. لا يمكن تصوُّر أن تلك الأعمال منفصلة عن بعضها! أي لا تخرج وِفق إستراتيجيةٍ كاملةٍ ورؤيةٍ مجمعةٍ عن المنطقة.. فضلًا على أنني أُجزِم -من التجارب السابقة- أن السبب الوحيد الذي يدفع أمريكا لتغيير إستراتيجياتها هو المشروع الجهادي فقط لا غير، وذلك لأسبابٍ توراتيةٍ في المقام الأول.. فضلًا عن تجاربٍ أمريكيةٍ سابقةٍ لذات المشروع..

والسؤال:

هل فزع وتحرُّكات أمريكا في المنطقة - وتغيُّر سياساتها تعكس تطورٌ حقيقي ملموس لعمل التيارات الجهادية في المنطقة؟!

أم كل ذلك يدخل فقط من باب الفزَّاعة الإسلامية.. لتمرير أجنداتٍ معينةٍ على الشعوب وفرضها فرضًا.. مدموجةٍ بأنظمةٍ كان من الصعب قبولها إلا من خلال هذا الباب؟!

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 20
  • 0
  • 2,921

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً